المقالات

العيكورة يكتب: وزير الصحة اللابس ليها شنو ؟

بقلم / العيكورة

تلقيت البارحة رسالة من أحد زملاء الدراسة الجامعية ، استشاري الجراحة والأستاذ الجامعي (…) كان يحادثنى من داخل مستشفى الزراعيين بحي (الدقي) بالقاهرة حيث ذهب مستشفياً هو الاخر يقول لى : نحن الان بقسم الاورام اكثر من ثلاثين مريضاً ليس بينهم مصريٌ واحد ولا أجنبى آخر كلهم سودانيون . اتوا بتكاليف باهظة مع مرافقيهم من تذاكر وتكاليف السكن والاعاشة ! تعرف لماذا يا اخي؟ قلت وما هو؟ قال لان اجهزة ال (3/D) التى تستخدم فى علاج الاورام متعطلة فى السودان ! نعم متعطلة يا وزير الصحة وليست غير موجودة والمتعطلة فى حُكم الغير موجود ، ففى الخرطوم ومدني ومروي كل هذه الاجهزة تحتاج لصيانة ! فهل لنا أن نسألك يا وزير الصحة (اللابس ليها كرافتة وبدلة شنو؟) وأنت عاجز عن صيانة اجهزة وليس شرائها ، يقول لى هذا الاستشاري عندما كانت هذه الاجهزة تعمل بالخرطوم كنت اتلقى علاجي واذهب لعملي وكأن شيئا لم يكن اما بالوضع الراهن فتعطلنا وتعطل مرافقى وقس على ذلك بقية المرضي وذويهم من الامهات والاباء والزوجات يقول منظر يقطع نياط القلوب ويدمي المقل ، ثم أردف قائلاً لى وهل تعلم يا استاذ ان متوسط تكلفة الجلسة الواحدة (١٠٠٠) جنية مصري تقل او تزيد حسب الحالة أي ما يعادل (٦٧) دولار وان أقل مريض يحتاج ل (١٥) جلسة وبحسبة بسيطة فان المريض يحتاج ل(١٠٠٠) دولار علاج فقط هذا غير ما ذكرناه من تكلفة التذاكر والسكن وغيرها . يقول لى سألنى زميل مصري لماذا يأتي السودانيون لهذه الاشياء البسيطة (يقصد العلاج) ؟ و بدورى أحول هذا السؤال وعبر [ الانتباهة اونلاين] لوزير الصحة بجمهورية السودان الذى لا يتحرك إلا ومن امامه حرس ومن خلفه حرس لماذا يذهب الناس الى هناك يا سيدي؟ (طبعا لا تملك اجابة) . فشل اداري بلا شك ولكنكم لن تعترفوا به .
قال لى أن موظف الاستقبال عندما شاهد منظر هذا التكدس ومن جنسية واحدة قال متهكماً انهم فى (مستشفي الزراعيين فرع السودان) وحق له ذلك . و ماهو مستشفى الزراعيين هو مستشفى عادي انشأه الزراعيون او نقابتهم كمستشفي اجتماعي خدمي لهم وكاستثمار مثله مثل مستشفي المعلم بالسودان ! فاين كان السودان وكيف اصبحنا فى ظل حكومة (القحط) والمهازل !
السيد وزير الصحة والله إن الله لسائلك عن علاج هؤلاء كما أقسم الفاروق عمر لو أن بغلة بأرض العراق عثرت لرأيتنى مسؤولاً عنها امام الله لم لم تسوي لها الطريق يا عمر . فلا أعتقد أن صيانة جهاز او جهازين كانت ستكلف اكثر مما كلفته زيارة السيد حمدوك و وفده بالامس للسعودية . بل ولو أن الاموال المستردة بواسطة لجنة ازالة التمكين تكرمت الحكومة (بخمشة) من طرف اصابعها لاصلاح هذه الاجهزة لما نقصت اموالها الا كما ينقص المخيط اذا ابتلّ بماء البحر . و الله لو دخلوا السوق العربي لما عدموا اهل الهمم العالية و الانفاق السخي .
أحسب (معاي) يا وزير المالية كم فقد وسيفقد السودان من النقد الاجنبي ان لم تتداركوا هذا الخلل المعيب لان وزير الصحة (بتاعكم) نائم و يغط فى ثبات عميق ادرك هذه الوزارة فذاك موضع تهريب وسيلان للعملة الصعبة وهروبها خارج السودان بسبب وزير مهمل ويحتاج (لسباكة) .
اما كان اولي بمن صادروا ميدان (القولف) أن يطلبوا من مالكه رجل الاعمال اسامة داؤود صيانة هذه الاجهزة اما كان ذلك
انفع لهؤلاء المرضي من مؤتمراتهم الصحفية (الفارغة) و اكاد اجزم ان وزير الصحة لا يعلم عدد مستشفيات العاصمة ناهيك عن مستشفيات السودان و عن مثل هذه الاجهزة الدقيقة .
فماذا ينتظر هذا الوزير الجهبز و وكيله ؟ ان يدشنا لنا حملة التطعيم ضد (الكورونا) أمام كاميرات التلفزة أم ان يتفقدا المستشفيات التى دمرت ونهبت وبفعل فاعل (يا سلام علي برودكم ياخ) .
أخرجوا يا هؤلاء من مكاتبكم زوروا المستشفيات قابلوا المختصين من جهابزة الطب و مهندسي الاجهزة الطبية فى وطنكم ليحدثوكم عن الاحتياجات والنواقص ولتشاهدوا المأساة ماثلة امامكم ، اذهبوا شارع (الدكاترة) وستجدون الناس يتسولون الدواء كما اللقمة بعد ان اصبح العلاج فى السودان لا يستحقه الا المقتدرون .
(وبرضو تغنوا الحقنى يا دكتور والله مابقدر …
عاينت وانا عيان ممنوع من السكر) … فهل هناك دكتور حتى يلحقك ايها المريض ام هو نفسه يريد ان يُلحق فى ظل هذا الوضع المزري لحكومة القحط و التصحر
قبل ما أنسي : ــــ
السيد وزير الصحة فإما ان تقوموا بواجبكم كاملاً غير منقوص وتفتحوا كافة المستشفيات الحكومية كما ورثتموها بأجهزتها وأطبائها وطواقمها وفومها وعدسها وبصلها وإما والله لنجالدنكم بأقلامنا و افكارنا كما رفعناها حملة صادقة ضد سلفكم أكرم حتى ذهب وان لم تتعظوا فو الله ستذهبن غير مأسوفاً عليكم .

المصدر : الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى