أخبار السودان

قانون الكونجرس لدعم الحكم المدني الانتقالي في السودان

حينما يضرب أحد الغرباء ابنك المشاغب وتعلم بأن ابنك مخطئ في حقك وغيرك تتمنى في نفسك لو اطلعك على تفاصيل جرمه وقد يكون معلوماً لديك سلفاً ولكن لا مانع مزيداً من الضوء على المشكل بدلا من أن يمد يده عليه، لأن ذلك يسبب لك حرجاً وشعوراً داخلياً غير مريح، فلو كان بيدك ليس بيد عمرو يجعلك في تسامح داخلي وقد توقع عليه عقابا أشد وانكأ، قانون الكونجرس الأمريكي لدعم الحكم المدني الصادر مؤخرا نعلم مدى أهمية إيلولة الشركات المملوكة للقوات النظامية بمختلف مسمياتها لخزينة الدولة العامة ونعلم مدى أهمية إعادة تأهيل القوات المسلحة وإعلاء شأنها فما من دولة أهانت جيشها ظلت متماسكة وخاصة الدول التي حدثت فيها ثورات وتغيير لأنظمة حكمت فيها سنوات طوال.

قانون الكونجرس الأمريكي لصالح الحكم المدني وجراحاتنا لم تبرأ بعد من فاتورة باهظة كلفتنا إياها الولايات المتحدة على الرغم من أننا كشعب لا ناقة لنا فيها ولا جمل ووقع علينا ظلم من حقبة سابقة وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تظن أنها تساعد الشق المدني ولكن لا نريد إضعاف القوات النظامية وخاصة البلاد الآن فيها من المليشيات بعدد شعر الرأس وكل مليشيا يرثها الأخ عن أخيه، والابن عن الأب فإن كنا نظن القوات المسلحة تحتاج إلى تربية عسكرية بعقيدة جديدة فما الذي تحتاجه مثل هذه المليشيات.

المثل السوداني الذي يعبر عن مدى الممانعة في الاستعانة بالمساعدة الخارجية والذي يقول (ساعدوه بحفر قبر أبيه دس المحافير) ينطبق على الحكومة المدنية وإن كان السيد رئيس الوزراء يعبأ أو يهتم بتلقي أي مساعدة غير وسيلة التسول المسيطرة على عقلية موظف المنظمات كان التقط أيادي أبناء وطنه باستقبال النصح والمشورة والعمل الجاد والشفافية الحقيقية وليست شفافية اللقاءات الجماهيرية ولكن نحن شعب تعس منحوس حتى حين نجتمع على شخصية واحدة نجني السراب ولكن ما بات عياناً بياناً ولا تخطئه عين فقدان التأييد الشعبي للحكومة ككل بشقيها المدني والعسكري سواء؛ فالشركاء بعيدون كل البعد عن قضايا الشعب الحقيقية ويعملون بنظام الضرات في بيت رجل واحد ولا يعملون على مصلحة رب البيت وهو شعب السودان وقد اقترب وقت الطلاق البائن بينونة كبرى.

وإن شرع الكونجرس قانون يعزز من صلاحيات الحكومة المدنية فهي في وضع هش ركيك لن يكون بمقدورها الوصول إلى أي نتائج فهم لم يحافظوا على وثيقة كتبت بدماء طاهرة اتت بهم من منافي العالم ووضعتهم على كراسي سلطة تنفيذية وصلاحيات مسنودة بدعم شعبي عظيم وكل الذي قدموه مزيدا من التنازلات للشق العسكري ومزيداً من تمددهم في الدولة وحتى بهذا الوضع المختل إن قام الشق العسكري بتسليمهم كافة الشركات فسوف تذهب مع أدراج المحاصصات والتقسيمات الخرقاء فالابن العاطل الذي يرث أباه المتوفي وكان شحيحاً بخيلاً، أسرع ما يفقد وريثه الذي لم يتعود على الإنتاج والابتكار وحل المشكلات التي تواجهه في عمله فكل عمل به معوقات تحده فكيف لهم إدارة شركات ضخمة ولم يستطيعوا إدارة مزارع صغيرة تم استردادها بواسطة لجنة إزالة التمكين؛ منذ توليهم الحكم لم نسمع بمشروع وطني جديد فيه مكاسب على المدى البعيد أو القريب.

السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى