تفاصيل حوار رئيس الوزراء مع تلفزيون السودان

أجرى تلفزيون السودان؛ مساء أمس حواراً خاصاً مع رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك، تحدث فيه حول أهم القضايا في الساحة السياسية ومشاكل الاقتصاد وجائحة كورونا ومشاكل التعليم والصحة، وملف الشراكة بين المدنيين والعسكر.. تم رصد أهم ما ورد في تفاصيل الحوار:
* إغلاق المستشفيات؟
اغلقنا جميع المستشفيات في المرة الأولى؛ الآن سوف تستمر المستشفيات والمراكز الصحية وبشكل منظم، ولكن نحن ورثنا قطاعا منهارا.
* هل سيكون هناك اغلاق تام؟
نسعى بأن لا يحدث، لكن القرار يرتبط فيها بتطور الجائحة، ونأمل ألا نضطر لذلك، لأن الإغلاق تأثيره كبير جدا، الجائحة الاولى اثرت في الايرادات بنسبة ٤٢%.
* ما مدى الجاهزية؟
التجربة الماضية تعلمنا منها. نريد من المواطن أن يتقيد بصرامة؛ بلبس الكمامة. وتعقيم المواقع، وعدم التجمعات.. الإحساس بأن الحكاية حصلت في كوكب آخر؛ لابد أن نتخلص منه تماما، هي صعبة لمجتمع لا يزال (يقلد في السلام).
* مشكلة الدواء أين تكمن؟
ازمة مرتبطة بالموارد، الانتاج المحلي يغطي٤٠%، ونستورد الباقي، لكن الاثنين يحتاجان لنقد اجنبي، ونحن لدينا التزام صارم بتوفير ٥٥ مليون دولار شهريا، اليوم وافق بنك السودان اليوم على توفيرها، ونحن في اتجاه لحلها جذريا. اما بخوص ما يدور حول رفع الدعم عن الدواء (هذا غير صحيح سوف نستمر بدعم الدواء والعلاج).
* اضرابات نواب الأطباء!
نحن في ظل وضع ديمقراطي يتيح ويسمح بحرية التعبير.. وابوابنا مفتوحة للحوار مع كل الفئات، اجتمعنا مع الجميع حللنا اشكالات المعلمين. بخصوص الأطباء ورثنا مشاكل كبيرة. اذ انه خصص الطب تماما في الحكومة البائدة. وفرنا ٢٥٠ وظيفة لنواب الاختصاصيين، سوف يتم تسكين النواب فيها.
* فشلت الحكومة في حل مشكلة الصفوف، والتضخم وصل ٢١٢%.. واتجهتم لرفع الدعم باعتباره من الحلول السهلة؟
رفع الدعم، هذا اصعب قرار تتخذه الحكومة. نحن نتحدث عن الترشيد الآن ندعم ٨ سلع، قررنا الرفع لسلعتين فقط وباقي السلع مدعوم، هو قرار صعب ويؤثر على الفئات الضعيفة يرفع الاسعار والتضخم، وضعنا معالجات مثل سلعتي والتعاونيات.
* الصفوف في ازدياد؟
البنزين والحازولين متوفر بكميات كبيرة جدا (ما مفروض تكون في صفوف)، لكن توجد مشاكل ادارية مرتبطة بالتوزيع والفساد والتهريب، ومشاكل فنية في المصفاة؛ منذ وصولنا نغير في الادارات في هذا القطاع، (دا خلل اداري لا علاقة له بالوفرة).
* حتى النساء يعانين من الوقوف في صفوف الوقود؟
لست مرحبا أن تبقى النساء لساعات طويلة، ولكن ايضا يعني مشاركة النساء مع الرجال في (الكويس والبطال) لكن نعد الجميع بانتهاء ذلك.
* فشل سلعتى؟
هو برنامج كبير لو قدرنا نوفر المبلغ المطلوب، اليوم نغطي ١٥ ولاية وقدمت لتمويل عشرة مليارات وفرنا العشرة، ولكن المشكلة الموارد، لكن كبرنامج لديه المقدرة لحل المشاكل، لكن الكورونا والحصار كلاها يؤثران في ذلك.
* ارتفاع الدولار، من يحدد سعره؟
الاسعار المتعددة هي في حد ذاتها خلل كبير، نحن نعمل على معالجة سعر الصرف؛ ساعين لتحديد سعر بما يتناسب مع سعر العملة المحلية، وهذا امر لديه متطلبات؛ ونحن في ذلك نعمل على المعالجات؛ في ظل امكانيات ضعيفة جدا.
* تعويم الجنيه؟
سامع به، لكن غير صحيح، توافقنا مع خبراء و(المالية) و(النقد الاجنبي)، اتفقنا أن نسير في المرن المدار، ولكن بشروط ملائمة لظرفنا الحالي.
* الذهب وعلاقته أن يكون غطاء للعملة؟
هذا القطاع لديه امكانية حل مشكلة توفير النقد الاجنبي، لكن في مشاكل وانتاجنا كبير ولكن يحتاج لهيكلة، هناك التهريب والذى يصدر لا يعود عائده ولكن نعمل على حلها.
* ماذا كنت تعني بالاقتصاد البراغماتي؟
طبعا عندما قلت ذلك اقصد لا نريد الذهاب في اصطفاف ايدلوجي برنامج مع البنك الدولي؛ نريد أن نتوافق مع المواطن، نريد وصفة على قدر راسنا، لذلك عندما بدأنا نقاشا مع الصندوق والبنك اتفقنا على رفع الدعم عن سلعتين فقط، وندعم الانتاج وليست الاستهلاك، (العاوز يشرب الشاي مع صاحبو في الصحافة لو كان يشتري بالسعر الحقيقي ما كان ذهب). والوصفة البراغماتية أن ندعم التعليم والعلاج، تجربة فيتنام مع البنك الدولي، تحت قيادة الحزب الشيوعي، نجحت وخفضت الفقر إلى ٩% هي تجربة ممتازة جدا. هذا هو البرغماتي الذي نتحدث عنه، بدأنا ذلك في مؤتمر شركاء برلين، وسمي بذلك وليس مؤتمر للمانحين؛ علاقة تقوم على الندية، منذ قدمنا في تشاكس مستمر، اجازة الميزانية تأخرت في العام الماضي للوصول إلى اتفاق على برنامج اقتصادي.
* تمويل الموسم الزراعي؟
بدأنا في ذلك مع البنوك (الزراعي والسودان)، وألا يقتصر التمويل على البنك الزراعي، بأن تدخل البنوك التجارية والصناديق مثل صندوق الضمان الاجتماعي.
* تجربة زراعة القمح؟
هي ملحمة تضافرت فيها جهود الجميع، حققنا انتاجا غير مسبوق، وهذا يؤكد لنا اذ عملنا معا سنحقق المعجزات، الآن نتوقع انتاجا اكبر خلال هذا الموسم.
* المخزون الاستراتيجي هل افضل أن يكون تبع البنك ام تخصص له هيئة خاصة؟
الافضل هيئة خاصة، نحن إلى اليوم نخزن في المطامير في القضارف ونحن في القرن الواحد والعشرين؛ هذا لا يليق، يحتاج إلى هيئة تدير هذا المجال باحترافية.
* انت خبير اقتصادي اطروحة رئيس مجلس الوزراء عن الحزم الخمس، ماهي هذه الحزم؟
قُصد بها اطار عام، يحتاج لإثراء اكبر، هو اجتهاد، منذ الاستقلال حتى الآن ليس لنا مشروع نهضوي يخاطب قضايا المشروع الوطني السوداني، في تقديري يقوم على رِجلين الاولى تخاطب الجانب السياسي مثل الدستور الانتخابات، الثانية التنموي النهضوي الاقتصادي، عالجنا ذلك في الحزم الخمس وقصدنا بها معالجة التنمية خارج الوحدات التقليدية، واحدة من اكبر مشاكلنا الجهوية والعنصرية، الأحزمة تتيح هذا التداخل افقيا ورأسيا، هذا يساعد في خلق السودان الذي يتخطى الادارات التقليدية. حزام التمازج يربطنا مع جنوب السودان هو التداخل، حدث الآن وبعد توقيع اتفاقية السلام في الجنوب ادت إلى خلق علاقة استراتيجية، نحول حدودنا مع الجنوب إلى حدود للتنمية بدلا عن الحرب، مثلا الثروة الحيوانية اكبر ولاية بها انتاجية في جنوب دارفور؛ نحلم بإقامة مطار دولي في نيالا ومسلخ يربطنا مع مصر، ونصدر إلى اوربا.
* التمويل من اين؟
اي مشروع ناجح ولديه عائد اقتصادي، التمويل ليست عقبة تقف امامه؛ وسيجد الدعم، ولكن كل هذا يحتاج إلى الاستقرار الوطني، الناس سوف ياتون لنا ولن نذهب لهم.
* التعليم، والتعليم عبر القنوات الفضائية؟
منذ وصولنا وضعنا اولوية لقطاعي الصحة والتعليم وبدأنا في الوجهة الصحيحة، وبدأنا في الهيكل الراتبي الموحد الذي خاطب قطاع التعليم.
التعليم بالراديو والتلفزيون
اذ وصلنا إلى هذا المستوى هو طموح ممتاز ولكن الحديث أن يكون ذلك وبدعم من البنك الدولي، وتوزيع الراديو ومراجعة الدروس التي فاتت عليهم، ولكن لا بديل عن العام الدراسي.
* العجز في طباعة الكتاب المدرسي؟
نحن حكومة قائمة على الشفافية وتمليك الحقائق للشعب، فعلا نقر اننا فشلنا ولكن ٧٠% من الكتاب تمت طباعته.
* البيئة المدرسية والاصلاح الشامل؟
جادون في مجانية التعليم لانه يخلق استقرارا للبلد يتم في اطار الموارد المتاحة؛ طموحنا توفير بيئة كاملة.
* هل تنتظرون تمويلا خارجيا؟
واحدة من الموضوعات التي تم تشويهها، وفيها خلل كبير وصورت الحكومة كأنها تنتظر التمويل الخارجي، ولكن من اول يوم قلنا نحن بلد غني وفيه موارد؛ ولا نحتاج للهبات الخارجية، نعتمد على مواردنا الذاتية اذا تمكنا من ادارة ذلك بجدية، هذا البلد جدير أن (يكفى ناسو ويرفد الاقاليم كلها).
* لجنة التمكين وكيفية الاستفادة من الأموال المستردة؟
واحدة من أميز انجازات الثورة وفرت الكثير بكل تأكيد، استفدنا منها مثل الحفريات مثل مشروع الجزيرة ولاية الخرطوم وهى لديها امكانية في تصفية دولة الحزب الواحد؛ مقابل دولة الوطن الواحد.
* هل هناك اتجاه لحلها؟
غير صحيح، جادين وصريحين مع شعبنا مستعدون لو في اي شوائب صاحبت عملها مستعدين لمراجعتها، ولكن لا يوجد اي اتجاه لحلها.
* السلام؟
نحى الرفاق في الجبهة الثورية على ما تحقق من انجاز كبير، وتاريخي لاول مرة، تمكنا من انجاز سلام وهو المرحلة الأولى، وهو دفع للفترة الانتقالية وتحصين لها؛ وإسكات صوت البندقية ويحقق حلما للشعب السوداني.
* تحديات السلام؟
السلام يأتي في ظل ظروف تعقيدات دولية ومحلية على رأسها شح الموارد والتمويل وامكانية تنفيذه؛ يحتاج إلى تمويل، واثقين انه ليس سلام بيع وشراء (الفُقَرَا اتقاسموا النبقة) اي موارد سوف تعطي السلام الاولوية، نخاطب شركاءنا وهذا ما دفعنا لنفكر في البعثة الاممية لتعمل معنا لجلب الموارد.
* هناك كلام حولها؟
تجاوزنا ذلك، نحن من نقودها ونوجهها، وتساعدنا في جلب الموارد.
* الحلو ونور؟
المرحلة الثانية توقيع مع نور والحلو.. تواصلنا مستمر وجادون في تحقيق السلام، آخر مجهود كان في اديس واعلان جوبا، واديس اسست لخارطة طريق في معالجة القضايا الرئيسية التي أوقفت التفاوض، واميز ما في اديس هو ورشة جوبا.
* الخلاف الجوهري فصل الدين عن الدولة؟ على اي اساس تم؟
يدور لغط بأن الحكومة تريد اخراج الدين من حياة الناس، الدين يظل حيا وتأثيره كبير في حياة الناس، ما نتحدث عنه استصحاب تجرتنا في ضرورة قيام وضع لا يسمح باستغلال الدين في السياسة، وفي ورشة جوبا كانت فرصة كبيرة كبير جدا في عرض فرص دول ذات اغلبية مسلمة كبيرة مثل مصر واندونيسيا، هذا الزخم والتلاقح لتجارب خلق امكانية صيغة، يمكن تمشي لاتفاق مبادئ مع الحركة الشعبية.
* الكباشى وجه لك اتهاما صريحا (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق)؟
السوال الكبير هنا (من هو الذي يملك حتى يعطي، ومن الذي يملك حتى يعطى لمن لا يستحق)، رئيس الوزراء اتت به الثورة العظيمة؛ وتنظم عمله وثيقة دستورية، حددت بكل وضوح أن ملف السلام تتم ادارته بواسطة الحكومة التنفيذية.
فكرة أن يكون هناك شخص يوزع الاستحقاقات لمن يستحق ومن لا يستحق؛ هذا تصور قاصر، نحن في هذا المجال مستعدون نناقش ونتحاور مع الرفاق حول كل القضايا، وبدون خطوط حمراء، وهذه المسألة تجعلنا لا نقصي احداً ونستمع لجميع الآراء ونناقشها برحابة صدر، ودافعنا فيها فقط مصلحة شعبنا.
* كيف تم الاتفاق مع العسكر في هذا الملف؟
اعتقد ما قمنا به في اديس يصب تماما في مسئولية رئيس الوزراء، وفي هذا المجال مستعدون أن (نمشي لاي زول) من اجل مصلحة الشعب، لذلك نستغرب لمثل هذه الدعاوى.
* توتر الشراكة؟
منذ قدومنا نتحدث عن الشراكة وتطويرها، والصبر عليها، واي حديث بأن لا توجد مشاكل هو تبسيط لها، بها مشاكل، صبرنا عليها وحلحلة المشاكل نابع من فهم واحد هو أن نمنع بلدنا من الانزلاق إلى مصير شعوب حولنا؛ لم تستطع ادارة هذه العلاقة بالشكل الذي يسمح بالتطور التدريجي، اي شخص يرى أن البلد تدار بفصيل واحد بمعزل عن الآخر واهم؛ لا العسكريين حا يقدروا يمشوها براهم ولا المدنيين، نحن نريد أن نمشي في الشراكة بكل جدية ووضوح؛ (وما تكون حاجات تحت وحاجات فوق) نشتغل فيها لمصلحة الشعب السوداني، بنفس القدر اي شخص يفتكر انو تحالف بهذا القدر لا تحدث فيه مشاكل هو تبسيط لها، تحالف خال من المشاكل والتحديات… نحن نؤسس لعلاقة تقوم على الاحترام المتبادل، وما يشاع أو يذكر بأنه اضعاف للجانب المدني؛ نحن نعمل لمنع بلدنا من الانزلاق في الحروب.
* ضعف وجود المرأة في اتفاق جوبا وانت تتحدث عن ٤٩%؟
انا ما سعيد بهذا الواقع هذا، نتمنى معالجته في تنفيذ الاتفاق، لأن المرأة الاكثر تضررا بهذه الحرب، وهذا خلل بنيوي وتاريخي علاجه يحتاج لعمل الجميع.
* تشكيل حكومة بعد دخول الجبهة الثورية ومشروع وطني جديد؟
هي اضافة نوعية لديها تجربة ثرة خارجية وداخلية وهي ايجابية، ولكن لا نريد أن تعطى صورة وردية، بناء السلام تواجهه تحديات كبيرة لكن سوف نتخطى كل الصعاب ونستطيع الدفع بكل الملفات في اتجاه نجاح الفترة الانتقالية.
* ماهي ملامح المشروع الوطني الجديد، بعد دخول الحركات؟
ما يخرج من التحالف فيه جزء مرتبط بتنفيذ واستحقاق الاتفاق، دخول هياكل الحكم، اتفاق جوبا حدد شكل المشاركة وتركيبة الجهاز التنفيذي وكله استحقاق للسلام.
* زيادة الوزارات.. ألا يعني ذلك الترهل؟
ما تم في الوزارة الحالية شابه القصور في دمج بعض الوزارات، نريد معالجة هذا، لكن دون ترهل اداري.
* تماهي (الثورية) مع العسكر يؤدي إلى عسكرة الثورة؟
هذا الكلام يقال في اطار الحرص على الثورة، هذه الثورة العظيمة لديها القدرة على الاستمرار وهزيمة اي اصطفاف من هذا النوع، وهي محمية بالشعب… ومحمية من لجان المقاومة، وهم اصحاب الثورة.
* هناك استياء من البطء في محاكمة رموز الانقاذ؟
نشارك الشعب الإحباط، لكن الجهاز التنفيذي لا علاقة له بالقضاء، وهو مستقل. لكن هناك ١٧ قضية تقدم الآن للمحاكمة نريد للقضاء والنيابات أن تعمل بالشفافية.
* حمدوك وحياته
مثل غالبية السودانيين انا مسكون بغناء الحقيبة، الآن المسئولية ما خلت فرصة للغناء والاستماع، وعمل ليل ونهار.
* اي فريق تشجع؟
الاجابة السهلة، اشجع (القومي).
ودرست في مانشستر، والتقيت بزوجتي هناك، اشجع مانشستر يونايتد.
السوداني