السودان الجديد ـ المناقل واحدة من أغرب بلاد السودان القديم و الجديد، من حيث الرقابة الحكومية على السوق بصورة عامة، وقطاع المحروقات بصفة خاصة.
استبشر المواطن بتعرفة جديدة في أسعار المحروقات، تماشياً مع الإنفراج الكبير الذي حدث بعد تحرير الجزيرة، انخفض جالون البنزين من 20.000 جنيه إلى 16.000، وبنسبة أقل الجازولين، لكن الغريب و المثير أن تجار أزمات الوقود وهم أصحاب المحطات ـ طبعا ـ رفضوا هذه التعرفة بحجة أن لديهم مخزون بالسعر القديم، فأضربوا عن العمل مما ضاعف سعر البنزين في السوق السوداء إلى 40.000 جنيه.
الحكومة تعمل تخفيض، التاجر يرفض ويضرب ثم يظهر مصاصي الدماء في (النص) يزيدوا معاناة المواطن في السوق السوداء.
هذا الملف إذا لم يجد الحسم الصارم من لجنة أمن الولاية، لن يهنأ مواطن المناقل بإنسياب حركة الوقود، لأن إزدهار السوق السوداء و نشاطه هو أكبر مغنم لكل الأطراف دون المواطن المقلوب على أمره.
هكذا يوضع مواطن المناقل على نار هادئة ثم ترتفع و تيرتها حتى يتم حريقه بالكامل.
محمد أزهري
