أخبار السودان

الحياة تدب من جديد في أسواق الخرطوم

بدأت الحياة تدب من جديد في أشهر أسواق السودان، رغم استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش و”قوات الدعم السريع” شبه العسكرية، واحتدامها في العاصمة الخرطوم التي يحتضن شطرها الغربي سوق أم درمان التاريخي. وعادت حركة البيع والشراء في سوق أم درمان (غربي الخرطوم)، وسط شكاوى من ندرة المنتجات المعروضة وقفزات في الأسعار.

السوق الذي ظل مغلقا منذ اندلاع الاشتباكات منتصف أبريل الماضي، عاد تدريجيا إلى تقديم خدماته للزبائن عبر بعض المحال التجارية التي فتحت أبوابها مجددا، رغم أصوات الاشتباكات المسموعة من حين إلى آخر.

ويشكل سوق أم درمان معلما بارزا في التاريخ السوداني، إذ يعود تأسيسه لنحو قرنين، ويضم سلعا استهلاكية ومنتجات يدوية تراثية، ومصنوعات خشبية وخزفية، ما جعله وجهة بارزة للمواطنين والسياح الأجانب على حد سواء.

وقال تجار إنهم اضطروا إلى مزاولة أعمالهم نظرا للضغوط الاقتصادية وطول أمد الاشتباكات، معربين عن أملهم في وقف المعارك واستعادة السوق لحيويته المعهودة.

وتعليقا على ارتفاع الأسعار وسط ظروف الاشتباكات المستمرة، قال تاجر المواد الغذائية أحمد مصطفى إنهم لا يتعمدون زيادة الأسعار، لكن “الظروف الصعبة الحالية على المواطنين والتجار هي السبب”.

وأضاف مصطفى (45 عاما) “ظروف الاشتباكات الحالية تفرض على التجار بيع بضاعتهم بأسعار يراها المواطنون مرتفعة، لكنهم مضطرون إلى ذلك لشح بعض المواد وحتى لا يفقدوا رأس مالهم وبضائعهم”.

وأردف “الارتفاع المتوقع في تكاليف الترحيل وسط الاشتباكات يزيد أيضا من أسعار السلع، لكن نتمنى أن يصلح الحال وتعود الحياة إلى طبيعتها”.

وأوضح بائع البهارات الطيب حاج (55 عاما) أن “حركة السوق ضعيفة لخوف الناس من الخروج جراء الاشتباكات المستمرة، لكن هناك عددا من المواطنين بدأوا يتوافدون على السوق لشراء حاجياتهم اليومية خصوصا المستلزمات الغذائية”.

وذكر حاج أن “الوضع الاقتصادي ازداد صعوبة على المواطنين وعلى التجار أيضا، خاصة أن مدة الاشتباكات طالت، ونتمنى أن تتوقف لتعود الحياة إلى طبيعتها”.

بدوره، قال بائع المواد الغذائية أبوبكر الجعلي (32 عاما) إن “الحركة طبيعية في السوق مقارنة بالوضع في البلد، وهناك قوة شرائية لكن ضعيفة”، مشيرا إلى أن “بعض المحال مغلقة لكن الوضع في سوق أم درمان أفضل مقارنة ببقية الأسواق في المدينة”.

وتابع الجعلي “سمعنا عن نهب في السوق الشعبي (غربي أم درمان) لكن الأوضاع هادئة وآمنة في السوق القديم في أم درمان”، موضحا أن “الحركة الآن مستقرة والسوق آمان ونتمنى أن يعم السلام وطننا الحبيب”.

ودفع دخول المواجهات المسلحة أسبوعها الثالث دون حسم، الكثير من المواطنين في الخرطوم إلى العودة التدريجية إلى حياتهم الطبيعية، بعد أن ظلوا لأيام في منازلهم خوفا من الاشتباكات المستمرة وأعمال السرقة والنهب التي خلفها انفلات الأوضاع الأمنية.

ولاحظ سعيد الحسن (40 عاما)، أحد المواطنين الذين يسكنون قرب سوق أم درمان، خلو السوق من حركته المعتادة، وقال إنه خرج من منزله ليوفر لعائلته حاجياتها اليومية من الغذاء بعد أن نفد أغلب الموجود منها في البيت.

ونفى الحسن وجود شكاوى من انعدام المواد الغذائية، لكنه أشار إلى “ارتفاع في أسعار بعض السلع بجانب إغلاق الكثير من المحال أبوابها”.

أصوات الاشتباكات المتقطعة التي تأتي من عدة اتجاهات في المدينة، لم تمنع مؤيد طه (25 عاما) من الخروج اليومي من المنزل والتوجه للسوق لأجل توفير الخبز وجلب الخضراوات للعائلة.

وقال طه إن “سوق أم درمان ظل المكان المناسب للعائلات القريبة منه للتزود بكل المستلزمات الغذائية اليومية، لذلك أتوقع أن ذلك هو السبب في عودته إلى العمل ولو بشكل ضعيف رغم خطورة الوضع الأمني”.

والسوق القديم نموذج مصغر لمدينة أم درمان التاريخية التي تعد العاصمة القومية للسودان، حيث تعيش فيها أعراق وديانات مختلفة، ففي هذا السوق الكبير كانت محال التجار الهنود تجاور دكاكين الأقباط الذين جاؤوا من صعيد مصر ويتخصصون في المنسوجات والمفروشات.

كما تنتشر في السوق محال اليمنيين أو “اليمانية” الذين يشتهرون بتخصصهم في مجال البقالات، بجانب احتواء السوق على منتجات يدوية تقليدية تجعله وجهة بارزة للمواطنين والسياح الأجانب على حد سواء.

المصدر: السودان اليوم

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى