أخبار السودان

إحاطة فولكر لمجلس الأمن.. الرسائل الملغومة

يبدو أن الإحاطة التي قدمها رئيس (يونيتامس) بيرتس فولكر أمام مجلس الأمن، عملت على زيادة وتيرة الاختلافات وأسهمت في إرباك الساحة السياسية، وذلك على خلفية حديثه عن أطراف العملية السياسية وسعيها خلف السلطة، الأمر الذي رفضته تلك المجموعات. وبدلاً من أن يكون حديث بيرتيس برداً وسلاماً لتحقيق اتفاق يشمل الجميع، جاء عكس تمنيات الكثيرين الذين اعتبروا حديثه إقصاءً لمشاركتهم في حكم الفترة الانتقالية. وفي الوقت ذاته وعقب إحاطة فولكر لمجلس الأمن، أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في خطابه أمس في شمال كردفان ان السودان مقبل على مرحلة جديدة، متحدثاً عن انتقال سيكون مرضياً للجميع، وشدد على وجوب أن تكون العملية السياسية شاملة وتضم جميع القوى السياسية.
اتفاق سياسي نهائي
وكان فولكر قد استعرض الأوضاع السياسية في السودان وكيف تسير العملية السياسية، حيث قال إن الأمور تمضي بسرعة، والتقى أمس الموقعون العسكريون والمدنيون بالآلية الثلاثية، الرباعية والاتحاد الأوروبي مرةً أخرى، لتأكيد التزامهم بالعملية والتحدث عن الخطوات التالية بناءً على فهمهم، وعقدوا مع الآلية الثلاثية اجتماعاً تحضيرياً في القصر الجمهوري، حيث اتفقت هذه الأطراف على بدء عملية صياغة اتفاق سياسي نهائي ودستور انتقالي. كما أنشأوا لجنة للتواصل مع الأحزاب والحركات غير الموقعة في إطار جدول زمني. وهدفهم هو التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي والاتفاق على الدستور والبدء في تشكيل حكومة مدنية قبل منتصف أبريل. وهذا طموح لكن يمكن القيام به بالإرادة السياسية اللازمة.
ويرى السفير د. علي يوسف أحمد أن رئيس بعثة (يونيتامس) بيرتس فولكر لديه تفاؤل كبير في ما يخص العملية السياسية، ويرجع يوسف ذلك لاعتماده على الجهود التي بذلتها الآلية الثلاثية والرباعية، بالإضافة إلى اعتقاده بأن خريطة العمل التي تم وضعها من خلال تحديد مواقيت للتوقيع والتنفيذ ستتم بصورة إيجابية.
ويعيب السفير علي يوسف خلال إفادته لـ (الانتباهة) على الوسيط الأممي تجاهل أهمية الأطراف غير الموقعة، بجانب مشاركتها في آلية تشكيل الحكومة وآراؤها حول بعض القضايا الأساسية المطروحة في الدولة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
المحاصصات والصراعات
وبدوره يقول المحلل السياسي د. عبده مختار إن مجموعة الكتلة الديمقراطية لا علاقة لها بالديمقراطية، لجهة ان بها واجهات للنظام السابق، وأن جل اهتمامهم بكيفية ان يكونوا جزءاً من السلطة وتحكمهم المصالح المحدودة جداً، على حد وصفه.
وأضاف مختار في تعليقه على إحاطة فولكر لمجلس الأمن أن الكتلة الديمقراطية واحد من معيقات الانتقال الديمقراطي، وتشاركهم في نفس الفعل والأنانية قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي التي ينحصر اهتمامها في تقسيم السلطة وليس كيف يحكم السودان، كما أن هذه التحالفات تعلم أن المحاصصات الحزبية تؤدي لصراعات وانهيار الفترة الانتقالية، مستشهداً بحكومتي حمدوك اللتين تشكلتا على أساس المحاصصات وتأثرتا بالصراعات التي أدت إلى ضعفهما. ولفت محدثي إلى أن جوهر الأزمة يتمثل في الضمير الوطني الغائب، مشيراً إلى أن الحل يكمن في اتفاق الجميع المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية، واختيارهم كفاءات مستقلة بمعايير موضوعية وهي متوفرة، ويعبرون عن الأغلبية الصامتة وجاهزون برؤى وطنية وتخطيط استراتيجي بعيد المدى، لبناء دولة السودان التي تقوم على العلم والمؤسسات والحوكمة والديمقراطية المستدامة ودولة القانون والمواطنة.
وكان الوسيط الأممي بيرتس فولكر قد قال خلال إحاطته لمجلس الأمن إنهم في الآلية الثلاثية مازالوا متشجعين بسبب الاختلاف المحدود حول القضايا الجوهرية بين الأطراف الفاعلة الرئيسة. ويشمل ذلك قادة حركتين مسلحتين رئيستين أعضاء في الحكومة الحالية التي يقودها الجيش، لكنهم لم يوقعوا على اتفاقية الإطار ولم يشاركوا أيضاً في اجتماعات الأمس، وخلافاتهم الرئيسة مع الموقعين ليست حول هياكل الانتقال أو الحكومة المقبلة، لكنهم يرغبون في ضمان تمثيلهم الخاص فيها، وأن الانضمام إلى العملية والتعبير عن مطالبهم من خلال الاتفاق السياسي النهائي سيكون أفضل طريقة لضمان ذلك، وأضاف فولكر قائلاً: (لقد كانت العملية سودانية بحق، ونحن في الأمم المتحدة وشركاؤنا في الآلية الثلاثية نعمل بنشاط على تيسيرها وسنواصل القيام بذلك، وأكد الجنرال البرهان رئيس مجلس السيادة والجنرال حميدتي نائب الرئيس مراراً وتكراراً أنهم يريدون رؤية هذه العملية من خلال تسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وأن التزامهم وتعاون القادة العسكريين والمدنيين في الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى حل أمر يستحق الثناء للغاية)، مشيراً إلى انهم في نفس الوقت يشعرون بالقلق من تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة. أضاف قائلاً: (لقد ناشدت كلا الجانبين التهدئة العاجلة للتصعيد، وشجعني قرارهما بإنشاء لجنة أمنية مشتركة الأسبوع الماضي واتفاقهما على الجوانب الأساسية لإصلاح قطاع الأمن وتكامله، وأن السودان مقبل على مرحلة جديدة)، متحدثاً عن انتقال سيكون مرضياً للجميع. وشدد على وجوب أن تكون العملية السياسية شاملة وتضم جميع القوى السياسية.

المصدر: الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى