الاقتصاد

العودة لتربية الحيوانات المنتجة في المدن لمواجهة الضائقة الاقتصادية

تحاول بعض الأسر ذات الدخل المحدود في السودان حسب (التغيير الإلكترونية) التغلب على الضائقة الاقتصادية بتربية بعض الحيوانات للاستفادة من منتجاتها.

وتعمل هذه الأسر الصغيرة على تمزيق فاتورة الحليب واللحم والبيض التي أصبحت باهظة مع ارتفاع الأسعار في السودان.

وتربي الأسر الفقيرة حيوانات على شاكلة الماعز والدجاج والضأن والحمام متى ما توافرت مساحات مناسبة في البيوت.

وبعد تضاعف أسعار الحليب بات توفير اللبن لا سيما للأطفال مرهقاً اقتصادياً مع الزيادات المتلاحقة التي فرضها التجار.

وتعاني الأسر التي تحتاج لأكثر من رطلي لبن في اليوم بما يعادل دولاراً واحداً يومياً في توفير الحليب.

وبات شراء البيض ولحوم الدواجن أمراً ثانوياً في بعض البيوت السودانية، وربما عده البعض رفاهية خاصة عند الأسر الفقيرة.

ومع الأزمة الاقتصادية الخانقة بدأت بعض البيوت في استعادة شكلها الكلاسيكي بوجود أقفاص الدجاج والحمام واسطبل مصغر للضأن أو الماعز أو كليهما.

وبعد عقود من اختفاء ظاهرة تربية الحيوانات لأسباب عديدة، أطلت الظاهرة على استحياء، وباتت في طريقها للانتشار على مستوى الأسر المحدودة الدخل.

تربية الحيوانات في السودان سابقاً تلاشت بسبب انشغال ربات البيوت وأربابها بالعمل وتربية الأطفال وعدم التفرغ، بالإضافة إلى انحسار مساحات المنازل وعدم وجود مكان للحيوانات.

كما أن الحاجة المستمرة للنظافة ومتابعة الحيوانات جعلت الغالبية يبيعون حيواناتهم المنزلية في وقت كانت فيه المنتجات في متناول اليد.

عامل النظافة كان سبباً مؤثراً في الاستغناء عن الحيوانات لا سيما بعد انتشار الأرضيات الحديثة (البلاط والسيراميك)؛ مما جعل شكل الزرائب والأقفاص يتنافى مع (البرستيج).

أرياف السودان كان وما زال شكل الحيوانات فيها مألوفاً، غير أن بعض ولايات الوسط مثل الجزيرة أطلت فيها الظاهرة بشكل ملاحظ.

غير مكلفة

وتقول (ح.م) وهي ربة منزل من مدينة ود مدني وسط البلاد، إن تربية الأغنام لا تكلفها شيئاً عطفاً على أنها تأكل بنفسها من الشوارع أو من مخلفات البيت.

وأضافت للتغيير: “لديَّ أطفال يحتاجون الحليب الذي أصبحت تكلفته عالية، لذلك فالأغنام توفر لي اللبن وتجعلني أمزق هذه الفاتورة”. وتابعت: “أقوم بتنظيف الزريبة أسبوعياً، وفي الصباح تنطلق الأغنام وتعود ليلا ولا تكلفني أي رعاية”.

معاناة

أما أبو هويدا، فكشف أنه يعاني من إيجاد العلف والتفرغ لشرائه كل يومين أو ثلاثة أيام لتوفيره لحيواناته. وقال: “أنا لست متفرغاً للتربية، وكذلك زوجتي، كما أن هذه الحيوانات تحتاج للعلف، وهو ما يكلفني كثيراً من الناحية المادية”. وأضاف: “هي مفيدة جداً في توفير الحليب، ولكن مع ارتفاع أسعار العلف فإن التكلفة تكاد تكون متساوية بالنسبة لي”.

المصدر: السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى