الرياضة

هواية وشغف وجوائز بملايين الدولارات.. سباقات الهجن في قطر إرث تحافظ عليه الأجيال

مرتديا الزي التقليدي وقابضا بيديه على رمز الخنجر الفضي، وقف المواطن القطري فهد علي المهندي يتذكر أيام طفولته، وكيف كانت للإبل منزلة رفيعة، فكانت لأصاحبها عزا، ومظهرا للثراء، ومصدرا للرزق والعطاء، يأكلون من لحومها ويشربون من ألبانها، ومتاعا يحملون عليها أثقالهم.

المهندي الفائز بلقب الشوط الرئيسي لفئة “اللقايا قعدان مفتوح” في مهرجان “سباق المؤسس” للهجن العرب الأصيلة، أحد الملاك القطريين الحريصين على صون رياضة الآباء والأجداد وغرسها في نفوس الأجيال والحفاظ على السلالات العربية الأصيلة والنادرة وتعزيز الثقافة القطرية.

سباقات الهجن إرث قطري

ويعتبر المهندي أن شغفه وحرصه على تربية الإبل، والمشاركة في مختلف السباقات والمهرجانات من الأمور المتوارثة لديهم في العائلة من الآباء والأجداد، خاصة في ظل ارتباط الإبل بأهل قطر ومختلف مظاهر الحياة في البلاد منذ القدم.

ويقول المهندي للجزيرة نت إنه يرتبط بعلاقة وثيقة مع الإبل التي يربيها كأنها أبناؤه، فيعرف من خلال ممارسته لتدريبها وتضميرها إذا ما كانت مريضة أم لا أو إذا كانت تمر بحالة نفسية، كما أنه يشعر بها في حالة معاناتها من الجوع أو العطش، وكذلك يشعرها بالسعادة في حال الفوز في السباقات والدعم في حال الخسارة.

ويقبل ملاك الهجن القطريين على المشاركات في السباقات المحلية والمهرجانات التي تقام في قطر ومختلف دول الخليج، حيث يشهد مهرجان المؤسس للهجن العربية الأصيلة بدولة قطر هذا الموسم وجود 1891 من الملاك سواء القطريين أو القادمين من مختلف دول الخليج.

28 رمزا

ويوضح المهندي أن مهرجان “المؤسس” أول مهرجانات الهجن في قطر، ومن أبرز الفعاليات الخاصة بالإبل في منطقة الخليج، خاصة في ظل الجوائز الضخمة التي ترصد للفائزين في مختلف الأشواط التي تتخطي 350 شوطا على مدار أيام المهرجان في مختلف الأعمار.

وعلى مدار 12 يوما، شهد مهرجان “المؤسس” للهجن العربية هذا الموسم إقامة 375 شوطا في فئات الحقايق واللقايا والجداع والثنايا والحيل والزمول، وبلغت جوائزها عشرات الملايين من الريالات بجانب 27 رمزا فضيا (13 شلفة و14 خنجرا) ورمز ذهبي واحد، وهو السيف الذهبي للفائز بالشوط الختامي لسن الحيل مفتوح.

ويرى هذا المواطن أن حضور سباقات الهجن من الهوايات المحببة لدى القطريين والتي يحرص على زرعها في أولاده والأجيال القادمة من أجل المحافظة على الهوية والتراث القطري، ويشدد على أنه يحرص على المشاركة في جميع المهرجانات المحلية والخليجية.

ويعتبر الحفاظ على التراث أحد الأهداف الرئيسية لملاك الإبل القطريين، ومنهم المهندي الذي أطلق على مطيته التي فازت بأحد رموز مهرجان المؤسس اسم “حليتان” نسبة إلى عين حليتان التاريخية التي تعود إليها نشأة مدينة الخور شمال البلاد.

وقد أقيم على هامش مهرجان “المؤسس” 3 أشواط للراكب البشري من عمر 18- 45 عاما، وتعد هذه الأشواط التراثية، التي يقوم فيها الإنسان بالتسابق على ظهر الإبل، بمثابة استعادة ذكريات وتراث الآباء والأجداد في استخدام الإبل بمختلف مظاهر الحياة.

جوائز ضخمة

وتولي اللجنة المنظمة لسباق الهجن اهتماما كبيرا برياضة الهجن، وتنظم لها 9 سباقات محلية و3 مهرجانات كل موسم، فضلا عن السباقات التنشيطية، ودعم الملاك للمشاركة في مختلف المهرجانات الخارجية.

يوضح مدير اللجنة المنظمة لسباق الهجن مبارك النعيمي إن مهرجان “المؤسس” شهد إقبالا كبيرا هذا الموسم بالرغم من القيود المفروضة على دخول البلاد خلال الفترة الأخيرة بسبب المونديال، حيث وصلت عدد المطايا المشاركة في المهرجان إلى 9241 مطية.

ويقول النعيمي للجزيرة نت إن المهرجان هذا العام تميز بالتنافسية الكبيرة في غالبية الفئات وخاصة العمر الكبير، حيث تحسم بفارق أجزاء من الثانية، وهو ما ظهر جليا في ظل تقاسم الملاك للرموز المخصصة لأشواط الثنايا والحيل والزمول.

ونوه بالتفاعل الجماهيري المميز الذي شهده المهرجان، خاصة في ظل المشاركة الضخمة من الملاك القطريين والخليجيين، فضلا عن حرص زوار وجماهير مونديال قطر على زيارة ميدان الشحانية، والتعرف على رياضة مختلفة وجديدة عليهم مثل رياضة الهجن.

وشهد اليوم الختامي من مهرجان “المؤسس” 6 أشواط رئيسية لسن الحيل والزمول، مجموع جوائزها 25 مليونا و150 ألف ريال (نحو 7 ملايين دولار) وبلغت الجائزة الأكبر والمخصصة لصاحب المركز الأول بشوط الحيل مفتوح السيف الذهبي وجائزة مالية قدرها 5 ملايين ريال (1.37 مليون دولار).

المصدر: الجزيرة نت

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى