مواضيع بارزة

الانبعاثات التي يسببها الإنسان تخلق جزيئات جديدة تكوّن السحب

توصلت دراسة جديدة إلى أن النشاط البشري يغيّر كيمياء الغلاف الجوي، حيث تتشكّل جزيئات الهباء الجوي من الغازات المنبعثة من ذلك النشاط، والتي يمكن أن تنمو بما يكفي لتتكثّف المياه وتتشكّل السحب.

توصّل باحثون إلى أن النشاط البشري يمكن أن يتسبّب في إحداث تغييرات في الكيفية التي تتشكّل بها السحب والغيوم، وتوقيت حدوث ذلك حتى في الأماكن النائية، وهو ما يعمل على تغيير كيمياء الغلاف الجوي، وفقًا لنتائج الدراسة التي نُشرت يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في دورية “أتموسفيرك كيمستري آند فيزكس” Atmospheric Chemistry and Physics).

عن طريق إجراء تجارب عملية في مختبر “ستورم بيك” (Storm Peak) على قمة جبل في ولاية كولورادو الأميركية، رصد المؤلفون المتوسط اليومي لمعدل تشكّل جزيئات الهباء الجوي الجديدة في الهواء.

وأشاروا إلى أن تلك الجسيمات من المحتمل أنها تكوّنت نتيجة الغازات المنبعثة بواسطة محطات توليد الطاقة القريبة، ويمكن أن تنمو حتى تصبح كبيرة بما يكفي لتتكثف المياه حولها، وتشكّل السحب.

نماذج حاسوبية متطورة

ترسم الدراسة رابطًا علميًا مهمًا، باستخدام طرق إحصائية مطورة حديثًا، سمحت للباحثين بالربط بين نمو الهباء الجوي والنويات الأولى للتكثيف السحابي، ومن ثم إخضاعها لعملية النمذجة الحاسوبية الدقيقة، وتحديد دور الهباء الجوي والسحب في تغير المناخ، وفقًا للبيان الصحفي المنشور على موقع جامعة “يوتا” (The University of Utah).

وقد طوّر المؤلفون طريقة جديدة تعتمد على النماذج الإحصائية الحاسوبية، لتصنيف الأحداث البارزة لتكوين الجسيمات الجديدة من الملوثات. وباستخدام هذه الطريقة، وجد الباحثون أن أحداثًا جديدة لتشكيل الجسيمات حدثت في مختبر ستورم بيك Storm Peak في 50% من الأيام بين عامي 2006 و2021.

لكن مقارنة معدلات تكوين الجسيمات الجديدة بكميات الجسيمات الكبيرة بما يكفي لتكون نوى تكثيف للسحب، وجد أن أحداث تكوين الجسيمات الجديدة عزّزت فرص تكثيف السحب، خاصة في فصلي الربيع والشتاء.

وقد ركّزت الدراسة على موقع المختبر لرصد كيمياء الغلاف الجوي التي أنشأتها محطات توليد الطاقة في اتجاه الرياح. لكن الباحثين يقولون إنه من المنطقي أن تحدث معدلات مماثلة لتكوين الجسيمات الجديدة، حتى في الأماكن النائية في جميع أنحاء العالم.

ملايين الوفيات بسبب الملوثات

لكي تتكوّن السحب، تحتاج إلى شيء ما في الهواء؛ مثل: بقعة من الأوساخ أو الملح، لبدء تكثيف بخار الماء حولها. هذه الأشياء -التي يبلغ قطرها حوالي عُشر قطر خيط العنكبوت- هي جزيئات تُسمّى “نوى تكثيف السحب”. وتؤدي زيادة الهباء في الغلاف الجوي إلى تكوين المزيد من السحب، والمزيد من السحب العاكسة.

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة أستاذة المناخ والأرصاد الجوية ومديرة معمل “ستورم بيك” في جامعة يوتا “آنا هالار”، إن تلوث الهواء الناتج عن استنشاق الهواء الذي يحتوي على جزيئات الملوثات، الناتجة من حرق الوقود مثل: الفحم والبنزين والديزل كما في محطات الطاقة، يتسبّب في أكثر من 8 ملايين حالة وفاة حول العالم.

وأضافت الباحثة أن الملوثات الناجمة عن الاحتراق تتكثّف في صورة جزيئات نانوية تنمو بشكل كبير بما يكفي لامتصاص الماء، وتصبح قطرات يؤدي تكثفها في النهاية إلى تكوين السحب. مضيفة أن “حوالي 70% من الهباء الجوي الذي تم قياسه خلال أحداث الاضطراب الجوي القوية، هو نترات الأمونيوم.

وترى “هالار” أن أكبر فائدة مباشرة من النتائج التي توصّل إليها الفريق في الدراسة، ستكون ملء الكثير من الفجوات العلمية في المسار البحثي في هذا الموضوع، وتمكين واضعي النماذج المناخية من ربط الظواهر أحدها بالآخر.

المصدر: الجزيرة نت

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى