الاقتصاد

الموسم الشتوي… تحديات تنذر بالفشل

يتجدد الوضع المأساوي  في كل موسم  بشكاوى المزارعين وتذمرهم من تقصير الحكومة في واجبها تجاه القطاع الزراعي وإهمالها له متغاضية عن الوعود التي تطلقها كل عام بتسخير كل الإمكانيات من أجل تحقيق إنتاجية عالية من المحاصيل عن طريق  توفير مدخلات الإنتاج  من أسمدة ومبيدات و آليات الري وغيرها   في حين انها فشلت حتى في شراء محصول القمح من المزارعين العام الماضي عقب إعلانها عن السعر التأشيري  البالغ ٤٣ الف جنيه للجوال ، ويشكو المزارعون من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وانعدام التمويل بجانب عدم توفر الأسمدة وآليات الري وعدم تطهير قنوات الري واعتمادهم على التمويل الذاتي.
كارثة :
كشف المزارع فتح الرحمن محمد بمشروع الجزيرة مكتب طيبة عن منح  إدارة مشروع الجزيرة   تصديقا لشركة الاستثمار الزراعي  لتسليمها محصول  القمح للعام الماضي   ، في حين شكا من تقلص مساحات زراعة القمح لهذا العام  ، وأبان في حديثه لـ(الإنتباهة) أن المساحات المزروعة من القمح تعتبر مساحات قليلة للاكتفاء الذاتي للمزارعين فقط ، مشيرا إلى عدم تمويل المزارعين لزراعة القمح من قِبل البنك الزراعي والعمل بالتمويل الذاتي ،   وقطع بعزوف عدد كبير من المزارعين عن زراعة القمح  وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج  وعدم شراء وزارة المالية للقمح  في الموسم السابق  ، مما أدى إلى انخفاض  سعر الجوال الى ٢١ الف جنيه  ،  بجانب ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج  بيد ان سعر جوال سماد اليوريا ارتفع الى ٢٧  الف جنيه اما جوال  الداب ارتفع الى ٣٦ الف جنيه موضحا أن ارتفاع التكاليف دعا المزارعين لتقليل نسبة استخدام الأسمدة للزراعة مما ينعكس على  تقليل كمية الحصاد ،  وقال إن المزارعين لجأوا لزراعة محاصيل أخرى غير القمح مثل الفول المصري والكبكي والعدسية إضافة إلى جنائن الخضروات  في الموسم الشتوي، وقطع بأنه حال استمرت سياسة القطاع  الزراعية على هذا  هذا النحو سيتوقف المزارعون تماما عن زراعة القمح سواء في هذا الموسم او المواسم القادمة واصفا ماتوصلت اليه الزراعة بالكارثة.

تقليص المساحات :

وفي ذات الاتجاه أبدى المزارع عامر علي صالح  بالولاية الشمالية مشروع الحامداب الزراعي استياءه مما وصل اليه القطاع الزراعي من تدن  ، واكد في حديثه لـ(الإنتباهة) على تقليص مساحات الموسم الشتوي إلى ٢٥ ٪ فقط من المساحات التي كانت تزرع في السابق ،  وجزم بأن المساحات التي تُزرع في الموسم الشتوي من القمح للاكتفاء الذاتي فقط  اما بقية المساحات يتم فيها زراعة محاصيل أخرى مثل البصل والشمار لجهة ان تكاليفها منخفضة حال تمت مقارنتها بالقمح ، واشار الى انعدام الأسمدة للقمح ،  وارتفاع التكاليف  واردف : حراثة الفدان  ارتفعت إلى ٤٠ الف جنيه ،  بينما بلغ سعر  جوال اليوريا ٣٨ الف جنيه، وارتفع سعر جوال الداب الى ٤٥ الف جينه ،  موضحا أن مجمل تكلفة  الفدان  تبلغ ٢٧٥ الف جنيه، وشكا من عدم تطبيق التقانة الزراعية بالولاية الشمالية، وجزم بأن التقانة الحديثة المطبقة في القطاع المطري لامثيل لها في السودان بالرغم من انه يجب أن يتم التركيز على التقانة الحديثة في المشاريع المروية اكثر من المطرية ، ولفت إلى انعدام الحاصدات في الولاية الشمالية واستخدام الطرق التقليدية في عملية الحصاد.

تدهور الوضع :
وفي ذات السياق اكد  المزارع طه محمد بمشروع الرهد الزراعي على انعدام  الزراعة في الموسم الشتوي للقمح وذلك بسبب عدم تحضير الارض وتطهير  قنوات الري   ، ولفت في حديثه لـ (الإنتباهة) إلى تدهور الوضع الزراعي في المشروع خاصة لعدم وجود اتحاد للمزارعين  الذي يطالب بتحسين أوضاع المزارعين  وتنميتهم بتوفير الخدمات  ، ووصف الموسم الشتوي بالمتدهور بسبب إهمال الحكومة ، وقال إن المساحات التي تمت زراعتها تتبع للمسؤولين في إدارة المشروع ، مشيرا إلى اتجاه المزارعين لزراعة محاصيل شتوية أخرى غير القمح لجهة انه مرتفع التكاليف والاتجاه لزراعة محاصيل اقل تكلفة مثل العدسية وزهرة عباد الشمس وبعض الخضروات.

المصدر: الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى