أخبار السودان

ثورة ديسمبر المجيدة.. تجديد الدماء والشعارات

في الذكرى الخامسة للثورة الملهمة للشعوب التي تصادف اليوم الاثنين 19 ديسمبر، كانت الشرارة الاولى للثورة في 13 ديسمبر، بالدمازين صاحبها بروز عدد كبير من الهتافات الثورية التي صدح بها الثوار في المواكب والمظاهرات، منها هتافات ظلت ثابتة ومنها هتافات مرحلية نسبة لظروف محددة فرضتها الظروف الأمنية.

بدأ كل شيء في 19 ديسمبر 2018 في مدينة عطبرة الواقعة على مسافة 250 كلم شمال الخرطوم والتي تمثل مهد الحركة النقابية. خرجت فيها حينها تظاهرات احتجاجاً على زيادة السلطات أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.وانطلقت من عطبرة سابقاً ثورات في عامي 1965 و1985.

أول الهتافات كانت “الشعب يريد إسقاط النظام” وهو يعبر عن أهم مطالب الشعب المتمثلة في إسقاط النظام بالكامل واستمر متسيدا للساحة الثورية إلى يوم 25 ديسمبر، مع حضور بسيط لهتاف “يسقط يسقط حكم العسكر”.

– في موكب 25 ديسمبر، تم تدشين هتاف “يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور” نسبة لحادثة اعتقال عدد من طلاب دارفور بالجامعات واتهامهم من قبل النظام بتشكيل خلايا مسلحة “حسب رواية النظام” فكان رد الشارع بهذا الهتاف التضامني القوي وشهد الموكب أيضاً حضوراً طفيفاً لهتاف “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب”.

– 31 ديسمبر، كان الحضور القوي لهتافات “الشعب يريد إسقاط النظام و”حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب”، وهي هتافات توضح مطالب الثوار بوضوح لا لبس فيه، واستمرت هذه الهتافات بصورة ثابتة في كل المظاهرات والمواكب التي انطلقت بعد هذا التاريخ .

– بعد موكب 9 يناير وسقوط عدد كبير من الشهداء برزت هتافات “الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول” “دم الشهيد بي كم ولا السؤال ممنوع” بصورة لافتة رداً على حالة القمع غير المبرر من قبل قوات النظام مع المتظاهرين.

دخلت بعدها الثورة مرحلة التحدي لتظهر هتافات “رص العساكر رص .. الليلة تسقط بس”، وهو هتاف يوضح حالة التحدي التي سيطرت على الثوار وثقتهم المطلقة في أن هذه الثورة مستمرة وإن حشد النظام كل آلته العسكرية لقمعها.

ظهر هتاف “تسقط بس” في هذه المرحلة وهو من أكثر الهتافات التي أزعجت النظام لأنه ينسف نظرية “البديل منو” التي أطّر لها النظام في أذهان المواطنين بتخويفهم من المستقبل في حالة سقوط النظام …وحاول النظام إطلاق حملة رد فعل تحت اسم “تقعد بس” لكنها منيت بالفشل الذريع في الوقت الذي أصبحت فيه كلمة “تسقط بس” على كل لسان وتزين كل الشوارع وتردد في المناسبات الخاصة والعامة.

كما ظهر هتاف شكل رعباً لكل من شارك في النظام سواءً أنسلخ منه أو استمر معه لأنه هتاف يعبِّر عن تفعيل مبدأ المحاسبة لكل من شارك في النظام خلال الثلاثة عقود الماضية، وهو هتاف “أي كوز ندوسو دوس وما بنخاف” فطفق أغلب المسترزقين من إعلاميي النظام يحدثوننا عن الإقصاء الذي يحمله الهتاف لتيار الإسلام السياسي وأن الهتاف يحمل في طياته العنف ضد أي كوز حتى وإن تلبس بثوب المعارضة وهاج بعض أقطاب النظام وهم يتحدثون عن كتائب ظل ستفتك بكل من ينادي بإسقاط النظام ومحاسبة منسوبيه وحدثنا بعضهم عن قطع الرقاب والحسم الأمني ولكن الهتاف استمر ليقلق مضاجعهم أكثر .

بعد إعلان حالة الطوارئ في نهاية فبراير انتشرت مظاهرات ومواكب الأحياء التي تنطلق في مناطق محددة، وهذا كان السبب في ظهور هتافات “الكولينق” فأصبحت مواكب برّي وشارع الفيل والعباسية وود نوباوي هي ساحات لترديد “الكولينق” من كوادر الأحزاب السياسية ليردد معهم المتظاهرون كلمة “ثورة” بين مقاطع “الكولينق” بالإضافة إلى الهتافات االتي تعبِّر عن حالة العزل الاجتماعي التي يعيشها منسوبو النظام مثل هتافات “عاملين كيزان… كيزان علي مين …. ديل ما نافعين” فحاول النظام ضربها بإجبار منسوبيه على تصوير مقاطع فيديو يعبِّرون فيها عن افتخارهم بالانتماء للنظام فأصبحوا مصدر سخرية من الجميع. ولكن هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام وحرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب” حافظت على البقاء في كل مراحل الثورة .

وبعد انقلاب 25 أكتوبر واستيلاء العسكر على السلطة والإطاحة بحكومة الثورة وحاضنتها السياسية قوى الحرية والتغيير ظهرت شعارات جديدة ” #الردة مستحيلة، الشعب شعب أقوى، السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات ، تقفل شارع تقفل كبري يا برهان جاينك دٌغري هتاف أطلقه الثوار بعد أن أصبحت تتعامل معهم السلطات الانقلابية بسياسة قفل الكباري قبل ساعات من مواعيد المواكب المعلنة.

ورغم الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه مؤخراً بين المكوِّن العسكري وعدد من القوى السياسية إلا أن الشارع لم يهدأ بعد أنقسامه بين مؤيد للخطوة باعتبارها بارقة أمل أخيرة للنجاة، وبين رافض لها من واقع التجارب السابقة في الشراكات مع العسكريين، وعليه فإن مقبل الأيام حبلى بالمزيد من الأحداث حول الراهن السياسي الذي بدأ يتشكل من جديد.

المصدر: التيار

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى