منوعات

الصافرة.. الفلوت.. الأورغ.. العزف المنفرد.. إبداع بعيداً عن المجموعة

حينما ظهر “الأورغ” على الملأ رفقة المغنين، أصاب عشاق الفن بالدهشة، ولفت أنظار الجمهور الذي ظل يتابع الآلة الموسيقية الحديثة بشيء من الإعجاب، وكثيراً من الفضول، فيما تتسابق الأسئلة بحثاً عن إجابة كيف جمع الجهاز الإلكتروني الباهر إحساس جميع الآلات الموسيقية داخل بطنه؟ ما نوع هذه الآلة التي طردت العازفين بعيداً عن الفنانين؟، ولكن انتشار الأورغ بشكل سريع قدم نفسه ضمن قائمة العزف المنفرد فظهر صديقاً حميماً للفنان الرائع “حيدر بورتسودان” الذي يعد أشهر المغنين في السودان بالأورغ، ثم بزغ نجم “خالد الصحافة” بعدما اعتمد على الآلة الحديثة بشكل أساسي في الغناء والمديح ، وكشف الثنائي على قدرتهما في العزف والغناء معاً، وهو أمر بالغ الصعوبة بين أقرانهم المطربين الذين يحتاجون دائماً إلى عازف محترف بجانبه للوفاء بالتزاماته..
ولم يكن “الأورغ” هي الآلة الوحيدة التي يمكنه العزف منفرداً، فهناك أكثر من آلة تمتلك القدرة على الإبداع بعيداً عن المجموعة التي يطلق عليها في الوسط الفني ب”الأوكسترا” على غرار “الصافرة – الفلوت – الكمان” والتي ظهرت تجاربها في حقب زمنية متفاوتة خلقت لها جمهوراً خاصاً يستمع لعزف مقطوعات موسيقية داخل وخارج الصالات..
ويعد الموسيقار “حافظ عبدالرحمن مختار” أبرز العازفين على “الصافرة” وأفضل من يحول زفير الهواء بأنامل يديه البارعة إلى قطع موسيقية وأنغام رائعة تشبع رغبة المستمعين، وبالرغم من أن “حافظ” يستعين في بعض الأحيان بالأوكسترا، إلا أنه في الغالب يعزف منفرداً، يقف وحده أمام الجمهور ويطربهم بالصافرة معشوقته ورفيقة دربه منذ الصغر والتي أنتج بها عدد ضخم من المقطوعات الموسيقية التي ساهمت في إثراء الوجدان السوداني..

وبالقرب من صافرة حافظ عبدالرحمن ظهر الموسيقار “أسامة بيكلو” الذي برع هو الآخر في عزف على آلة “الفلوت” التي لها صوت مميز يحبذ عشاقها الاستماع لها منفردة بعيداً عن صخب باقي الآلات الأخرى، ويعتبر “بيكلو” الذي يرقد حالياً طريح الفراش الأبيض يعاني مشاكل على مستوى القلب، أفضل العازفين على الآلة التي اشتهر بها وميزته دون الآخرين وجعلته مطلوباً ضمن الفرق الموسيقية لكبار الفنانين، وكثيراً ما يعزف “بيكلو” منفرداً بعيداً عن المجموعة ويقيم حفلات في الصالات والمواقع الخاصة..

أما عازف الكمان المبدع “عثمان محي الدين” فقد نجح هو الآخر في فرض نمط استماع جديد عندما فصل “الكمنجة” التي تعد أكثر الآلات عدداً داخل الأوكسترا من المجموعة وفرد لها مساحة خاصة من خلال العزف المنفرد، وبرع في إظهار إمكانياتهم الفردية المتعددة، قبل أن ينجح في جذب الجمهور، بدليل أنه نظم عدداً كبير اً من الحفلات الخاصة، وجدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً.

المصدر: اليوم التالي

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى