أخبار السودانالاقتصاد

بشراكات أمريكية ، فرنسية وتركية كيف عاد مشروع الجزيرة للتحليق في فضاءات الاهتمام الدولي ..؟

ثمة ما يؤكد أن السودان يتوفر على (10%) من المقدرات الزراعية والإنتاجية في العالم، وبالتأكيد يمتلك فيها مشروع الجزيرة النصف على الأقل، من واقع مساحته المترامية الأكبر على مستوى العالم الذي ينظر له كبديل لنقص الغذاء في حقل الحرب الأوكرانية الروسية، وقبل أن تتفجر تلك المعطيات الجديدة، فإن إدارة مشروع الجزيرة كانت قد قطعت أشواطاً بعيدة في استكشاف الأبعاد الخارجية، ويعتبر المشروع أول مؤسسة كسرت حلقات العزلة بعد الانفتاح الذي حققته ثورة ديسمبر، وواصلت حتى بعد الانغلاق الذي أحدثته الوقائع السياسية الأخيرة في أكتوبر

مذكرة تفاهم

بدأت عمليات انفتاح مشروع الجزيرة من خلال الشراكة المثمرة لإدارة المشروع مع الحكومة الفرنسية  ممثلة في عدد من الشركات العاملة في مجال الإنتاج الزراعي، وفًرت تلك الشراكة (500) الف يورو كدفعة اولى لاستخدام التقانة في العمليات الفلاحية الزراعية، وفي يوليو من العام (2021) وقعت بمباني إدارة مشروع الجزيرة بالخرطوم مذكرة تفاهم بين مشروع الجزيرة وشركة (FGM) العالمية الفرنسية حول (مشروع الحقول الإنتاجية للزراعة المستدامة) حيث وقع عن الجانب السوداني مدير مشروع الجزيرة وعن الجانب الفرنسي السفيرة الفرنسية بالسودان وممثل شركة (FGM) الفرنسية.

مساحة مستهدفة

وقال الدكتور عمر محمد مرزوق مدير مشروع الجزيرة إن مدة العملية الفرنسية في المشروع تبلغ “18” شهراً، مشيراً الى أن الإتفاقية نتيجة لزيارة وفد فرنسي أجرى دراسة لوضع المشروع، ويرى إن مشروع الجزيرة رقعة محفزة للعمل كونها تضم مساحة 2.2 مليون فدان و130 الف مزارع و18 قسماً وكل قسم يضم مكاتب تبلغ في مجملها 115 مكتباً، فضلاً عن أن المشروع يمتاز بري انسيابي لا يحتاج الى كهرباء، وتتم زراعة عدد من المحصولات منها القمح والقطن، والخضروات، وفول الصويا وغيرها من المحاصيل، وبشكل اساسي رأى إن توقيع تلك الاتفاقية هو إدخال التقانات الفرنسية في تطوير الزراعة، بجانب إدخال نظام الزراعة بالآلة وتشمل المساحة المستهدفة بمشروع الجزيرة خمسة آلاف فدان وامتداد المناقل 16 الف فدان وهي عبارة عن منحة من جمهورية فرنسا للسودان.

في مجال الزراعة

من جانبها عبرت  السفيرة الفرنسية بالسودان إيمانويل بلاتمان عن ترحيبها بتوقيع هذه الاتفاقية التي تعبر عن عمق العلاقات بين البلدين خاصة بعد التغيير الذي شهده السودان مؤخراً ووعدت باستمرار التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وذلك من خلال دعم الحكومة الانتقالية بالسودان، وقالت إذا نجحت هذه التجربة سنعمل على التوسع فيها وتعميمها لكل مشروع الجزيرة، وهو ما حدث فعلاً ففي خلال الشهور التي مضت وشهدت تنفيذ الاتفاقية تمكن المئات من مزارعي مشروع الجزيرة من التدريب علي انماط استخدام التقانة المختلفة، فيما حققت المساحات التي شهدت تطبيق التقانات إنتاجيات عالية، ستحفز رغبة المنتجين في المشروع لاستخدامها ايضاً، وهو ما أكده ممثل شركة (FGM) الذي اشار الى أن الاتفاقية ستعمل على نقل التجربة الفرنسية للسودان لمزيد من التطور في مجال الزراعة بمشروع الجزيرة.

معدلات عالمية

وفي تطور نوعي لإدارة الشراكات وعملية الاستثمار في المشروع فإن الإدارة التنفيذية لمشروع الجزيرة وقعت اتفاقية مع مجموعة شركات “اتراكيا” التركية بالخرطوم، ونصت على تأسيس شركة “جزتراكيا” والتي تعمل في مجال إنتاج تقاوى المحاصيل وتجميع وتصنيع الآليات والمعدات الزراعية، ويمكن النظر لهذه الاتفاقية بأنها ستقود ايضاً لتغييرات واسعة على مستوى المشروع من حيث امتلاك الاليات، والتقاوى ذات الجودة العالية، وهو ذات ما طمأن به محافظ مشروع الجزيرة الذي أكد أن هذه الشركة تستهدف المزارع بتمليكه الآليات الزراعية وملحقاتها الى جانب إنتاج التقاوى من كل المحاصيل لزيادة الإنتاج قياسا بالمعدلات العالمية، فيما أكد السفير التركي بالخرطوم عرفان اوغلو اهتمام الحكومة التركية بهذه الشراكة الجديدة والتي من شأنها تحقيق المنافع بين البلدين داعياً إدارة مشروع الجزيره للاستفاده من التقانات التركيه في مجال إنتاج التقاوى وتصنيع وتجميع الآليات الزراعية والتي ينعكس اثرها على تحقيق نهضة وتطوير مشروع الجزيرة، أما ممثل مجموعة شركات “اتراكيا” رأى أن تأسيس شركة “جزتراكيا” بين المشروع والمجموعة سيعود نفعها على الجانبين

الاختراق الأهم

 وربما هو الاختراق من واقع الحيثيات الراهنة فقد سجل الدكتور عمر محمد مرزوق محافظ مشروع الجزيرة زيارة للولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من جامعة كليمسون الأمريكية استمرت لأسبوعين، ومن الأهمية بمكان أن برنامج الزيارة شمل الوقوف على منطقة الخبراء بمراكز البحوث والتعليم والتشبيك مع الطاقم الأكاديمي بالجامعة بغرض وضع برنامج تدريبي على البحوث والتعليم يستهدف فريق الإرشاد الزراعي وقيادات مشروع الجزيرة، وأيضاً زار محافظ المشروع  كليات جامعة كليمسون ومركز بيدمونت للبحوث والتعليم حيث وقفا على حصاد المحاصيل الزراعية ومزرعة تسمين العجول والتقانات المستخدمة في الإنتاج الحيواني ومزارع إنتاج الفاكهة وزيارة حقول فول الصويا والذرة الشامية وشهدا عمليات تطبيق المبيدات برشاشات متعددة الأجنحة لمكافحة الحشرات بمركز سيمون، الى جانب ذلك شهد محافظ مشروع الجزيرة مساحات القطن والفول السوداني والحصاد الآلي وسير العمل فيها بكفاءة تعادل أربعة أضعاف العمل اليدوي والسبل الكفيلة لإعداد برنامج تعليمي للمرشدين الزراعيين في هذا المجال، ولفت المحافظ إلى أن الزيارة شملت الوقوف على استخدام الطائرات المسيرة في تطبيق التقانات الحديثة في المجال الزراعي

تحسين وزيادة إنتاج

محافظ مشروع الجزيرة لدى زيارته معرض الألبان العالمي بمدينة ماديسون بولاية ويسكونسن الأمريكية بدعوة من شركة بان أفريقيا مع المستر روبرت جابمان المدير التنفيذي لشركة ترانزاقرا بحث أوجه التعاون بين مشروع الجزيرة والشركة بما يحقق أقصى الفوائد لمزارع المشروع وتعظيم عائداته في مجال الإنتاج الحيواني وعقد دورات تدريبية داخل السودان بواسطة الشركة حول استخدام منتج كلباك وسط حقول المزارعين. واختتم المحافظ زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بزيارة جامعة كليمسون الأمريكية، حيث دعا المحافظ لإعداد مذكرة تفاهم لتعزيز أوجه التعاون بين الجانبين للإستفادة من خبراء وانشطة الجامعة في تحسين وزيادة إنتاج المحاصيل وتنظيم برامج تدريبية للمرشدين الزراعيين وقيادات المشروع في الفترة من منتصف إبريل حتى منتصف يونيو من العام المقبل ليضطلعوا بدورهم في تدريب بقية المفتشين بالمشروع على أحدث الممارسات والتقانات والأنشطة الزراعية.

المصدر: التيار

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى