أخبار السودان

الطاهر ساتي يكتب: (لو عنده مخ)

إليكم ……………….
:: كما قال إفلاطون، فالرجل الصالح لا يحتاج لقوانين تخبره وتلزمه بأن يتصرف بمسؤولية.. ويبدو أن كل الذين وقَّعوا على الاتفاق الإطاري من الصالحين، بدليل عدم وجود ما يلزمهم بالتصرف المسؤول وهو (التنفيذ).. لقد اطلعت على الاتفاق الإطاري.. عفواً، لكي أكون دقيقاً، لقد اطلعت على ما قرأه الأخ لقمان أحمد باعتباره الاتفاق الإطاري، والله أعلم ربما النسخة الأصلية (مخبوءة)، كما قال جبريل إبراهيم.. وليس بعيداً عن تشكيك جبريل، يصبح السؤال المشروع، لماذا لم ينشروا النسخة الموقع عليها، كما كانوا يفعلون..؟؟
:: المهم، قرأت (نسخة لقمان)، ولم أجد فيها ما يُلزم الموقعين بتنفيذها، ولم أجد فيها ضماناً للتنفيذ، حتى ولو كان (ضماناً صورياً)، كتلك التوقيعات الأجنبية التي تضج يها اتفاقيات ما قبل الوثيقة الدستورية.. والغريب في الأمر، رغم أن الأجانب كانوا أكثر من السودانيين في القاعة كما قال الناظر ترك، لم نشاهد أجنبياً يوقِّع على الاتفاق – كشاهد – ليقول لمن لا يلتزم بالتنفيذ: (عيب عليك).. وكما تعلمون فإن فولكر وسفراء الثلاثية والرباعية لا يملكون من وسائل العقاب لمن يخالف نصوص الاتفاق غير (عيب عليك)..!!
:: وبالمناسبة، لماذا كل أولئك الأجانب يوم التوقيع على الاتفاق، وكأن الحدث منافسات كأس العالم؟.. ألم يكن يكفي فولكر ورباعيته وثلاثيته وخمسة آخرين، نظير ترهيبهم وترغيبهم للموقعين؟.. نعم، حتى ولو كان دستور المحامين وارد من الخارج ومترجم بالداخل، فإن هذا لا يستدعي توافد كل أولئك الأجانب إلى قاعة التوقيع على الاتفاق.. عفواً، ربما جاء كل أجنبي إلى بلادنا وهو يحمل من بلده (مادة دستورية)، وفي هذا الحال يحق لهم جميعاً أن يحضروا احتفال (تجميع موادهم)، بحيث تصبح دستور السودان..!!
:: على كل سألت أحدهم عن ضمانات تنفيذ الاتفاق، بحيث لا يطيح به العساكر مرة أخرى، فأكد عدم وجود ضمانات غير رغبة الأطراف الجادة والصادقة على التنفيذ.. لقد عادوا للعساكر بدون ضمانات، لنحكي إحدى قصص كليلة ودمنة بعد (سودنتها)، فهي – في الأصل – تُحكى للعظة.. لقد مرض الأسد وعجز عن الحراك، وأمره الطبيب بأن يتناول ليلاً (مخ حمار)، فأرسل الثعلب ليحضر حماراً، ليفترسه ويأكل مخه.. وذهب الثعلب الى حظيرة الحمير، وأقنع حماراً بوجود مرعى خصيب على بعد أمتار، فصدقه الحمار وسار خلفه حتى أوصله إلى عرين الأسد..
:: ووثب الأسد على الحمار ليفترسه، وفشل في ذلك، وهرب الحمار، وحزن الأسد، ووعده الثعلب بإحضار الحمار مرة أخرى.. ثم عاد إلى الحظيرة، ووجد الحمار ذاته، وأقنعه بأن الأسد كان يرغب في معانقته والترحيب به وليس افتراسه، ويجب أن نعود إلى العرين، فصدقه الحمار وسار خلفه حتى وصلا العرين، فافترسه الأسد، ثم أمر الثعلب بشق رأسه وتحضير العلاج (المخ).. وعند التحضير، اشتهى الثعلب المخ، وأكله.. وبالمساء، حين موعد تناول العلاج، طلب الأسد من الثعلب إحضار المخ، فرد بدهشة: (ياخ معقولة؟، لو عنده مخ كان رجع ليك تاني؟)..!!

المصدر: اليوم التالي

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى