أخبار السودان

كسلا.. تصدعات في جدران أرض التاكا

وأزمة المياه الصالحة للشرب التي زادت من معاناة إنسان المدينة ظلت تتكرر في صيف كل عام، ولكنها تفاقمت في هذا العام بصورة كبيرة جعلت الكثير من المواطنين يعتمدون على مياه (تناكر الحمير) بشكل يومي، بعد أن جفت خطوط إمداد المياه المنزلية، وجركانة المياه بلغ سعرها (400) جنيه بالمربعات،
فيما بلغ سعر (البرميل) في بعض أحياء الضفة الغربية من مدينة كسلا (2000) جنيه, الأمر الذي زاد من اعباء تكاليف المعيشة للمواطن الذي يكتوي بنيران الغلاء والمعاناة أصلاً. وتعتبر الآبار الجوفية هي المصدر الوحيد لمياه الشرب التي تغذي منازل مدينة كسلا عبر الخطوط, ولكن يتوقف انسياب المياه عبر هذه الخطوط مع حلول الصيف بسبب انحسار مياه الآبار نحو القاع, كما يعتبر التوسع العمراني وميلاد أحياء جديدة وربط شبكة مياه هذه الأحياء الجديدة بالقديمة احد الاسباب تفاقم أزمة مياه الشرب بالمدينة.
فيما وصفت المواطنة آسيا عباس التي تقيم بحي الختمية ازمة مياه الشرب الحالية بالاسوأ خلال عشرات السنين, مناشدة حكومة الولاية التدخل لحل هذه الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد الآخر وفق ما ذكره الناشط المجتمعي فيصل الصعب في حديثه لـ (الإنتباهة)، مشيراً الى خروج أحياء شرق وغرب المدينة نتيجة لخروج آبار عن الخدمة، وأضاف فيصل انه تم انشاء منظمة (انا سوداني) من أجل محاربة العطش، مثمناً جهود حكومة الولاية وهيئة مياه الشرب بعد التعديلات التي طالتها، غير انه اشار الى تعقيد المشكلة في ظل الظروف التي يعاني منها العمال في هذا القطاع.
اختلاط الحابل بالنابل
ولفت انتباهي عندما كنت أتجول داخل سوق كسلا الازدحام الشديد واعاقة الحركة ليس امام السيارات بل امام المارة، اذ لا يوجد موطئ قدم إلا واحتله الباعة، فلا فرق بين بائع الخضار او من يقوم بعرض احذية وملابس وآخر يدفع أمامه درداقة محملة بالسلع المختلفة، بينما تنتشر الجزارات موزعة على نطاق واسع مع عرض اللحوم بطريقة مخالفة للاشتراطات الصحية. ويقول فيصل وراق لـ (الانتباهة): (في الفترة الاخيرة اصبح السوق لا يطاق نتيجة الازدحام والعشوائية مما جعله مهدداً امنياً نتيجة عمليات النشل والسرقة والظواهر السالبة)، وأشار وراق الى ان تجار الخضر والفاكهة والجزارين شُردوا من قبل حكومة الوالي السابق آدم جماع قبل ان يتم الغاء قراراته. والآن تجرى عملية انشاء مجمع بعد إعادته بواسطة المحكمة. وتوقع وراق اعادة تنظيم السوق عقب الانتهاء من العمل في المجمع.
تطور لافت
وحملت كثيراً من التساؤلات وطرحتها على المدير التنفيذي للمحلية مأمون عشر، ولم يكتف الرجل بالرد عليها داخل مكتبه بل حرص على ان اصطحبه في جولة على السوق والوقوف على سير العمل بالمجمع، وقدم شرحاً وافياً حول المشروع بسوق مدينة كسلا الكبير وفقاً للتصميمات العالمية، ويقول المدير التنفيذي بمحلية كسلا مأمون إن المجمع الجديد للخضر واللحوم والفواكه يضمن العيش الكريم لـ (300) اسرة من منسوبي الجزارين وبائعي الخضر. وكان العاملون في هذه المجالات قد تم تشريدهم عندما تم ترحيلهم لمنطقة بعيدة في حي الشعبية بكسلا وفشل ذلك السوق، مما اضطرهم للعودة الى العمل في سوق المدينة بافتراش الأرض, وأضحت تلك ظاهرة قبيحة وغير حضارية، وتردت صحة البيئة في سوق حاضرة الولاية وانتشرت ظاهرة الذبيح الكيري. وأبان مأمون أن المحلية شرعت في تصميم المجمع الجديد بمنهج هندسي محكم تحت إشراف وزارة التخطيط العمراني على النسق الأوروبي، ليحدث طفرة ليست على مستوى المحلية فقط بل على مستوى السودان، بينما توفر المحلية الدعم لتنفيذ المشروع. وأضاف أن العمل في المشروع بلغ نسبة 80٪ ورجح اكتمال المشروع في نهاية سبتمبر القادم، ونبه إلى أن المجمع سيقضى على الظواهر السالبة في سوق كسلا الكبير، ولفت إلى أن المحلية أجرت دراسات للعاملين بالسوق المختص بالخضر والفواكه وبيع المستلزمات الأسرية للأطعمة، وأوضح عشر أن المجمع تم تصميمه بمواصفات عالمية تشمل الصرف الصحي بتجهيز اربع آبار والإنارة، والمياه تمكن من تنظيف المجمع يومياً.

الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى