المقالات

مطار الخرطوم … فقر إداري بحت

مطار الخرطوم … فقر إداري بحت

عبد الرحيم وقيع الله
تتداول الاسافير مقطعًا لأحد الأخوة اليمنيين يشتكي إلي الله والي المسؤولين بالسودان حالنا وينشر غسيلنا ويخص بالذكر حالة مطار الخرطوم…

ولعله لم يكن الاول ولن يكون الاخير فقد سبقه الاعلامي بقناة الجزيرة احمد منصور الذي عرض ضيق الحال والمآل وضيق بوابات الدخول والخروم وعدم الإنتظام والنظام.. بل وسبقهم من قبل السفير البريطاني في الاردن الذي قال عام 2013م إن مطار الخرطوم أسوأ مطار في العالم… وقال انه (حار ومتسخ وليس به معلومات او ترحيب).
وبصراحة أنا لا أعرف سببًا واحدًا يجعل من مطار الخرطوم أو أي مطار آخر .. مطارًا بائسًا كئيبًا.

لماذا يشتكي المطار من الفقر والظمأ الإداري والماء فوق ظهوره محمول ، إذا كانت المنظمة الدولية للطيران تنص على ضرورة أن تخصص كل دولة ما يعادل 25% من ايرادات الطيران العابر لتحسين مطاراتها وتطويرها.

واذا علمنا ان ايرادات الطيران العابر أيام البشير قد تجاوزت مبلغ 700 مليون دولار في العام فإن ايرادته الحالية تتجاوز المليار دولار في العام بحسب تصريحات المسؤولين فكيف يكون مطارنا بهذا الحال.

ثانيا فإذا افترضنا عدم وجود دعم مركزي لمؤسسة ربحية وواجهة حضارية للبلد كمطار الخرطوم فيمكن لإدارة المطار بالتنسيق مع وزارة المالية أن تقوم *مؤقتا* بزيادة جنية واحد على رسوم الخدمات او رسوم التاشيرة او ادخال هذا الرسم المؤقت في جمارك المطار او مشتريات السوق الحر فإنها بلا شك وخلال شهر أو ستة شهور يمكنها من تغيير حال المطار جملة وتفصيلا.

اين المدير العام لهيئة الطيران المدني الجديد الدكتور ابراهيم عدلان الذي عمل في مطار نيويورك الدولي؟!!! اين لمساته الفنية او الادارية أم أنه قد أصابته لعنة كبار المسؤولين في المناصب العليا بالسودان بحيث “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا” ؟!!

المؤسف أيضًا أن صالة القدوم الحالية تم بناءها بتصميمها الحالي منذ الخمسينات بطاقة استيعابية محددة تناسب ظروف ذلك الزمن وأن تصميمها تجاوزه الزمن بعدة سنوات ومع ذلك لم يفكر القائمون بالأمر وعلى الأمر “بتطبيق سياسة الفصل بين الصالات” وبناء صالة حديثة منفصلة لاستقبال العفش؟ ولماذا الاصرار على خنق صالة القدوم والتضييق عليها بأن تكون صالة استلام العفش جزء من صالة إنهاء اجراءات الجوازات مع توفر المساحات الشاسعة الواسعة حول مطار الخرطوم.

وفي تقديري ان المسالة ليست مسالة فقر مادي بل مسالة فقر إداري وعدم قدرة على اتخاذ القرار؟ الصحيح !!!

أما شكوى صاحبنا اليمني أياً كان صدقها من كذبها أعتقد أنها مسالة ضبط إداري فما الذي يمنع مدير عام مطار الخرطوم من أن يصدر ما يشاء من الضوابط والاجراءات المشددة التي تنظم سير العمل بالمطار!!!

abdulrahim150w@gmail.com

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى