أخبار السودان

الدقير وحديث الصراحة المقلق

في المؤتمر التنظيمي الأول لحزب المؤتمر السوداني ، تحدث الدقير بلباقته المعهودة ، وأرسل رسائل عدة لجهات عديدة .
وكان اول ما أرسله في الهواء الطلق ان تحالف قوى الحرية والتغيير تحالف فيه العديد من المشاكسات .
وهذه الرسالة وعلى الرغم من وضوحها لأقل السودانيين متابعة للواقع ، ولكنها تعكس حسب تقدير عددا من الاشكالات التي تنذر بكوارث لهذا التحالف ، الذي عقد عليه السودانيون آمالا عراض في الخروج من المشكل السوداني ، في فترة حرجة جدا ان لم تكن الأعنف. على البلاد ، والسودان يواجه تحديات المتربصين بالداخل والخارج .
ومعروف عن الرجل الدقير الحصافة ، ومن الحصافة ان يحتفظ الحلفاء بخلافاتهم بالداخل والحرص على عدم الإفصاح عنها في العلن ، وهذا لجعل الفرص للتدارك أكبر ، وحتى يحتفظ جسم التحالف بقوته التي مصدرها ثقة المواطنين بقدرة التحالف للعبور بهذه السفينة . ففقدان الثقة من الداعمين هو أخطر ما يمكن ان يواجه التحالفات ، فعندها سيكون التحالف جسما معلقا في الهواء دون اساس يستند إليه . ومن السهل للجهات التي تعاديه ان تنهيه بالضربة القاضية .
ممكن ان نستنتج انه في حال عدم المقدرة لإنقاذ الجميع فيكون عندها البحث عن الحلول الفردية ، ولعل الباشمهندس الدقير يبحث عن حلول فردية في مواجهة غضب الشارع حال فشل تحالف قوى الحرية التغيير ، ويسعى للحفاظ على الاحترام الذي وجده حزبه نتيجة الجهد المقدر المبذول من قبل الحزب في ثورة ديسمبر المجيدة .
المحافظة على شعبيته مطلب لا غبار عليه ، ولكن الدفاع عن جميع السودانيين في قوتهم ، وعلاجهم أولى . والاستبسال في حماية جميع الوطن أنبل . والشجاعة المعهودة في الدقير نريدها بصورة أوضح ، ما هي طبيعة هذه المشاكسات ، وما هي خطوات علاجها .
يمكن ان نجمع بين تصريح الدقير وتصريح نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي الذي صرح انهم كعسكريين متفقون فليتفق المدنيون .
التاريخ يعيد نفسه عبارة محبطة اذا ما أضحت واقعا نتلمسه ، حيث يقول التاريخ ان فشل الديمقراطيات السابقة هو هذه المشاكسات ، وسعي بعض الأحزاب في السابق للمصالح الحزبية بعيدا عن مصلحة الوطن ، ولا أرى هذا التشاكس الا في إطار عدم النضج الوطني للنخب السياسية .
حزب المؤتمر السوداني حزب له خطاب سياسي جيد لانه يخاطب جذور المشاكل ، بوضوح وصراحة وشجاعة ، وهو حزب وجد قبولا خاصة من قبل الشباب فهو حزب يمارس الديمقراطية داخل أروقته ، ويعترف بالقصور دون مكابرة ، وهذا ما صرح به الدقير في المؤتمر التنظيمي الذي جاء لترقية العمل التظيمي داخل الحزب .
ما هو مطلوب منه كحزب سوداني :
كما ان الخطاب جيد يكون الفعل ورده ايضا جيدا .
عبارة ان الحزب غير منغلق لايدولوجية محددة التي صرح بها الدقير عبارة فضفاضة تخصم من الحزب شريحة عريضة من المجتمع السوداني ، فلا بد ان يحدد الحزب آليات لحسم نقاط الخلافات داخل المجتمع السوداني ، لان الحزب سوداني فعلا واسما فلا بد ان يجد كل سوداني حقه فيه حتى وان فكره مرجوحا ، ناهيك عن الأفكار والايدولوجيات التي يتعلق بها اكثر من 80% من هذا الشعب .
المنافس لحزب المؤتمر السوداني حسب تقدير هو حركة العدل والمساواة ، فالدكتور جبريل خاطب السودانيين بالخطاب الذي يفهمونه وفق موروثاتهم وتباينهم في العديد من المواقف ، وما أراه ان حزب المؤتمر السوداني اذا وافق اسمه كان هو الأولى ان تكون اطروحاته سودانية ، وقد كان هدفكم منتوجا فكريا سودانيا بعيدا عن الأفكار المعلبة .

صحيفة السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى