المقالات

العيكورة يكتب: هل سمعتم كلام الدكتورة سناء؟

صبري محمّد علي (العيكورة)

لقاءاً مؤلماً أجرته إحدى القنوات الفضائية لم أتبينها مع الدكتورة سناء عرفها المُحاور بأنها رئيسة جمعية أطفال غسيل الكُلي . حقيقة أكون كاذباً إذا قلت أنني إستطعت أن أحبس دموعي عندما خنقت العبرة الدكتورة الشابة وهى تسرد المأساة عندما سألها المحاور قائلاً: ( ماذا ينقصكم ولأيي دعم تحتاجون)

؟ أوجزت الطبيبه الأزمة فى إعداد الوجبة و المواصلات وإنعدام المأوى للأيتام من الأطفال المرضى والقادمين من الولايات وإنقطاع تعليمهم . تقول الطبيبة وهي تعالج العبرات إنها لم تكن تتخيل أن ترى أن طفلاً عمره خمسة عشر عاماً تأتي به شقيقته تحمله على كتفها لأنها لا تملك (حق المواصلات) ! قالت

أن إحد أطفال الولايات ولإنعدام المأوى تركته والدته مع (عزابة) وعندما سألته الجمعية عن تغيبه عن موعد الغسيل وكان يلزمه ثلاثة أيام أسبوعياً قال إن والدته ترسل له مصروفه كرصيد (بالموبايل) ولأن المنزل لا يوجد به مطبخ ليجد وجبة فكان يضطرُ للغياب يوماً حتى يأكل و يوفر ما تبقى له حتى يأتي به

اليوم التالي للغسيل ! تقول الطبيبة إن أب وقع إقراراً على نفسه بنزع (القسطرة) عن إبنه لأنه عجز عن أجرة الترحيل . تقول أيضاً إن أطفال غسيل مرضى الكلي محرومين عن التعليم لظرف الغياب بسبب جلسات الغسيل . تقول إن لديها (بسوبا) ستين طفلاَ لم يتعلم منهم سوى طفلٌ واحد بسنة أولى ثانوي و

أن المدرسة قد أوقفته لغيابه المتكرر بسبب الغسيل . تقول الدكتورة سناء إن الجمعية لها قاعدة بيانات متكاملة عن مرضاها بوحدتي محمد الأمين حامد و (سوبا) وتطلق صرخة داوية للمجتمع رغم هدوء نبراتها الباكية تطالب الجميع بسرعة التحرك لمساعدة هؤلاء الأطفال المرضى (إنتهى حديث الدكتورة

سناء) .
حقيقة أزحت عني لوحة الحاسوب ثم جذبتها مرة أخرى ثم أبعدتُها إحساس غريب أنتابني فبمن أبدأ ؟ ومن أخاطب السيد رئيس مجلس السيادة أم نائبه أم رئيس مجلس الوزراء أم رجال الأعمال والخيرين من أبناء هذا الوطن أم أبكي جمعيات الإسلاميين الخيرية التى كانت تقوم بهذا الدور وتم حلّها تشفياً

وغلاً فلمن أوجه النداء ودموع الدكتورة سناء وعبرة صوتها قد لخصت المأساة .
حقيقة فالكُل معني وبلا إستثناء أبحثوا عن مقر جمعية أطفال غسيل الكُلى فمن أراد أن يرى (فرض العين) ماثلاً أمامه فليستمع للدكتورة سناء رئيسة الجمعية أين من تبرعوا بمزارعهم واستراحاتهم الخاصة لأيواء العائدين من مصر أيام جائحة (كورونا) الأولى ! أين رجال الأعمال والخيرين و أين

المتسابقين للخير و الإنفاق فهلموا ياهؤلاء . طفلٌ مريضٌ جائع ويعجز أهله أن ياتوا به للعلاج ! فإن لم تكن هذه هى المأساة فكيف تكون؟
هل يعجز رئيس مجلس السيادة أو نائبه عن تخصيص حافلة أو حافلتين لترحيل هؤلاء الأطفال هل يعجز أهل السودان أن يطعموا هذا النفر العزيز من فلذات أكبادنا ؟ وهل تعجز الحكومة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم والشؤون الإجتماعية وديوان الزكاة عن معالجة هذه الفاجعة كلٌ فيما يخصه . أتمنى

صادقاً أن يكون هذا الملف حاضراً وبقوة أمام الوزراء القادمين الجُدُد .
والسؤال الذى يفرضُ نفسهُ هل مرض هؤلاء الأطفال خلال عامي حكومة (قحت) أم أنهم كانوا مرضى قبل ذلك ؟ الدكتورة أشارت إلى أنهم يملكون قاعدة بيانات شاملة ومتكاملة وأن الغسيل قد يستمر لأربع سنوات حتى يمن الله على الطفل بالشفاء التلقائي أو بالزراعة ولعلي أستشف من كلامها أن الجمعية

ليست وليدة اليوم إنما الجديد هو إنقطاع الدعم عن هؤلاء الأطفال المرضى . وأن هناك جمعيات خيرية وخيرين كانوا يقومون بهذا الدور طالتهم لجنة إزالة التمكين إما مصادرةً أو حلاً فأصبحت المأساة أكبر من أن يتحملها ذوي الأطفال فى ظل هذا الوضع المأزوم .
و أخيراً إنحناءة شكرٍ وتقدير لرئيسة جمعية أطفال غسيل الكلي الدكتورة سناء والقائمين على أمرها وهم يؤدون هذا العمل الإنساني النبيل لفئة عزيزة من فلذات أكبادنا والتحية (للفضائية) التى أتاحت اللقاء لتوضيح الحقائق للرأي العام و أثمن عالياً لصحيفة (الانتباهة) بنسختيها الورقية والرقمية لإفساحها هذه

المساحةً مُقدّره لهذه القضية الإنسانية و أتمنى أن تكون مدعاةً للتدافع والبذل والعطاء وأن يثمر هذا الجهد (باص) ووجبةً وتعليماً ودعماً غير محدود لجمعية الدكتورة سناء ومعاونيها . فيا أيها المسؤولين والخيرين لقد ناديتُ تُرى هل جاءكم صوتي ؟
قبل ما أنسي : ــــ
إلى رئيس/ مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان
إلى نائب / رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو
إلى السيد/ رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك
إذا لم تتأثر مشاعركم وأبوتكم لطفلٍ مريض يقيم مع (عزّابة) ليتعالج ولا يجد (حق) الموصلات ليتلقى العلاج ، وطفلُ تحمله أخته على كتفها مشياً لأنها عاجزة عن (حق) المواصلات وأب يوقع أن يموت إبنه لعجزه عن توفير (حق) المواصلات ! فمتى ستتأثر مشاعركم وتدمع عيونكم ! .

المصدر : الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى