المقالات

العيكورة يكتب: هل المصريين أذكياء أم نحنُ الأغبياء؟

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

كانت مسيرات مكشوفه شهدتها مصر وأمام العالم تلك التى نادت بتفويض الجيش لإستلام السلطة و إزاحة الرئيس الراحل محمد مرسي . مصر فعلت ذلك بسبب جُزٌءٌ يسيرٌ ما يعانيه السودان اليوم ، ففى مصر شح الخبز و لكنه لم ينعدم وإرتفع سعر المحروقات قليلاً و لكنه لم يُؤدي لإصطفاف السيارات بمحطات المحروقات ، ومصر شهدت قطوعات للكهرباء كحدث غريب لم يعتاده المصريين . مصر لم تخرج لتتريس الشوارع كما فعلنا بل كانت الحركة منسابة والدولة حاضره رغم السخط الشعبي . في مصر كان الضابط برتبة العميد يقف عند إشارة المرور يوم ذاك في مصر كانوا يقلقون الطرقات المؤدية لميادين وسط القاهرة بأعلى الرتب الشرطية والامنية . في مصر كان المشير أبو غزالة يقف أمام الجندي يخبط على ذراعه بقوة قائلاً له (مصر محتاجاك) . وما إمتاز به المصريون عنّا أنهم لم يلتفتوا لما يقوله العالم حولهم بل كانوا يؤثرون سلامة وطنهم وليقل العالم بعدها ما يريد (مش فارقة معاهم) .أستحضرتُ كل هذه الاحداث التى مرّت على مصر متسارعة قبل أن تعقبها المسيرة الشهيرة بتفويض المجلس العسكري لإستلام السلطه ولن اتطرق لشرعية تلك المسيرة من عدمه ولا للايادي الخارجية التى إمتدت لاقتلاع حكم الاخوان ولا لنظرية خيانة مرسي . بل دعونا ننظر اليها من منظار المصلحة العليا للوطن وسلامة أراضيه برأي لم يختلف الحال لدينا كثيراً عن ما حدث بمصر يوم ذاك وأعنى به الضائقة المعيشية التي يعيشها السودان والهشاشة الامنية و (الامية السياسية) التى تعانيها أحزابنا ومراهقة حكام اليوم والمراوغة الشيوعية التى ما فتئت تؤجج الحرائق هنا وهناك بعد قفزها من السفينة الغارقة وأنانية أحزابنا حتي العقلاء منهما كالامة القومي والاتحادي الديمقراطي ، لا أحد يملك رؤية للخروج من هذا المأزق ولا أحد يملك شجاعة التنازل والتسامي والاعتراف كلهم عينهُ على كعكة السُلطه ، الاسعار لم تترك ثرياً في السودان إلا وافقرته بقطعة خبز وذرة ملح فقط . مجلس شركاء الفترة الانتقالية لا أظنه أكمل تشكيل لجانه ولا أظنه سيفعل شيئاً طالما أنه ينتظر (التحانيس) أن تؤتي أكلها وبين دلال الاحزاب وعناد المراهقين السياسيين يموت المواطن الف مره يومياً ، المستشفيات أغلقت والنيابة تنظر فى إمتعاض ترثي القضاء .لا أدري إن لم يجتمع مجلس الامن والدفاع الوطني بكامل عضويته فى مثل هذه الظروف فمتي سيجتمع؟ ولا أقل من تداول الوضع المأزوم و تحديد مهلة محكومة الاجل للحكومة وشركاء السلام للاعلان عن حكومتهم وكفانا تنديداً وإستنكاراً للوضع المُذري الذى يعيشه الوطن والمواطن وإن لم يلتزموا فليعلن مجلس الامن والدفاع الوطني حالة الطوارئ العامة وإغلاق كافة الحدود و حل حكومة السيد حمدوك وتكوين حكومة تسيير أعمال من العسكريين والمدنيين و لمدة ستة أشهر فقط والدعوة لانتخابات مبكرة يختار بعدها الشعب من يحكمه . لا أظن هناك حل وسط في ظل حالة الجمود السائدة إذا أردنا أن يسلم الوطن كما سلمت مصر من قبلنا ونكون بذلك قد تجاوزنا الازمة ولو بالعصا الغليظة فذاك خيرٌ لنا من عصاة الآخرين .

قبل ما أنسي : ــــ

لماذا دائماً ما ينحصر تفكيرنا إمّا فوضى كهذه أو إنقلاب عسكري دون ان نفكر في طريق ثالث؟ ماذا لو خرج علينا مجلس الامن والدفاع الوطنى ببيان شافٍ يشرح الاخطار ويصف المعاناه ويوضح الخطوة القادمة بعد أن يجتمع بكامل عضويته بما فيها رئيس مجلس الوزراء للخروج برأي جامع يلتف حوله الناس وفق ميثاق شرف يمنع الالتفاف و (الكنّكشه) فما المانع ؟ ولنا في المُشير سوار الذهب (رحمة الله) قدوة حسنه في الامانة والصدق والالتزام .

المصدر : الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى