تحقيقات وتقارير

اجتماعات الحركة الإسلامية السرية بمدينة عطبرة .. صدى ومخاوف

في سرية تامة تشهد ولاية نهر النيل اجتماعات مارثونية لتيارات الحركة الإسلامية السودانية بغية جمع شملها في كيان سياسي واحد وعبر رؤية موحدة، اذ احتضنت عطبرة في غضون اليومين الماضيين اجتماعات لممثلين من (المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والاصلاح الآن والحركة الإسلامية )، ناقشت قضايا الماضي والحاضر شملت انقلاب العام 1989م ثم سقوط الحركة الإسلامية ثم فشل قيادات الحركة فضلاً عن التحالف مع العسكر

ملتقى التيار الإسلامي
الاجتماعات التي دارت بمدينة عطبرة اختير لها عنوان (ملتقى التيار الإسلامي) حيث شارك في الاجتماع أكثر من سبع ولايات بعدد منها شمال دارفور التي شارك بها ممثل واحد وممثل لولاية الجزيرة وممثل لولاية جنوب كردفان وتسعة ممثلين لولاية نهر النيل واربعة ممثلين لولاية كسلا وأربعة ممثلين لولاية الخرطوم ممثل لولاية الخرطوم وثلاثة للولاية الشمالية وممثل للبحر الاحمر وبحسب معلومات تحصلت عليها (السوداني) فإن مبادرة ملتقى التيار الإسلامي انطلقت كفكرة من دكتور حمزة الأمين الذي عمل أمينا للحركة الإسلامية في وقت سابق ثم تبلورت الفكرة بمشاركة خمسة أشخاص آخرين وبعد شهرين من التشاور خرجت الفكرة للعلن بعد تعميم الفكرة على كل الولايات. تجاوز القيادات اجتماعات الإسلاميين بولاية نهر النيل تبدو متجاوزة للقيادات الإسلامية في كل التيارات السياسية سيما مجموعة القيادات المعتقلة بكوبر يقول مصدر بالمبادرة إنهم متجاوزون للقيادات السياسية لأحزاب الحركة الإسلامية وأنهم يعملون مع القواعد من أجل لملمة شتات الإسلاميين

وقال المصدر لـ(السوداني) الوضع السياسي المأزوم ساهم في تحرك قيادات المبادرة لأن مصير السودان صار مربوطاً بمصير الإسلاميين، مضيفاً أن الهدف من الملتقى هو توحيد أهل القبلة عموماً والإسلاميين خصوصاً، مشدداً على أن الحركة الإسلامية هي ترياق ضد العلمانية وضد التدخلات الخارجية وأن وحدتها ستكون عافية للسودان

موقف المؤتمر الشعبي
المؤتمر الشعبي واحد من الأحزاب التي تشارك في عدد من المبادرات أخرج بياناً صحفياً مذيلاً بتوقيع الأمين السياسي عبد الوهاب سعد أشار فيه الى اجتماعات ولاية نهر النيل الخاصة بالإسلاميين وقال البيان إن (الشعبي) لا يعمل على إنتاج تحالفات جزئية كانت مع إسلاميين أو وطنيين.. وقال البيان: القواعد يأخذها الحنين للتاريخ المشترك، وربما قد تظن أنه بإمكانها استعادة الماضي، لكن المؤتمر الشعبي يستشرف المستقبل ويعمل على وحدة الصف السوداني وقيادة المؤتمر الشعبي وكل هياكله على مستوى الولايات منخرطة في حوار مع جميع القوى السياسية وفي السياق قال مصدر بالحركة الإسلامية لـ( السوداني) إنهم مع كل خطوات اصلاحية تصب في مصلحة توحيد واصلاح الحركة الإسلامية، مبيناً انهم ليسوا على علم بتفاصيل ما يجري في ولاية نهر النيل ولكنهم لا يرفضون اي تداع يصب في مصلحة توحيد التيار الإسلامي وتقوية شوكته، بيد أن بعض الآراء تذهب إلى وجود غضب في صفوف الحركة الإسلامية التي يقودها علي كرتي ويرى أن المبادرة بها تجاوز له وللحركة التي يقودها، في السياق قال القيادي بالحركة الإسلامية مولانا محمد عبد الله درف إن أي مبادرة تعبر عن وحدة التيار الإسلامي وجمعه في بوتقة واحدة تعتبر أمراً مقبولاً ويفيد التوجه الإسلامي بشكل عام

وقال لـ(السوداني) :”المبادرة عبارة عن أشواق من بعض الإسلاميين وهي مقبولة شكلاً ولكن لاحظت رفضاً من قبل المؤتمر الشعبي”، مضيفاً يجب القفز فوق المرارات القديمة من اجل اعادة سيرة الحركة الإسلامية، مضى بالقول “اذا برزت أسماء مؤثرة فإن المبادرة ستتحول من اشواق لواقع”، مشدداً على أهمية تجاوز الماضي بكل جراحاته ومراراته ودعم الوحدة بين التيارات الإسلامية قائلا “إن المبادرة الحالية لم تطرق ابواب الاحزاب الإسلامية ولكن يقودها اشخاص ذوو توجه إسلامي لديهم اشواق للحركة الإسلامية”

وحدة الإسلاميين أم السودان؟
من ابرز القيادات التي تقف خلف مبادرة ملتقى التيار الإسلامي يبرز اسم دكتور حمزة الأمين كواحد من اصحاب الفكرة التي مضى على تأسيسها اكثر من شهرين يقول د. حمزة الأمين إن الهدف الاساسي هو الوحدة الوطنية السودانية فضلاً عن توحيد الإسلاميين بمختلف لافتاتهم الحزبية من (الوطني والشعبي والاصلاح والاخوان المسلمين وانصار السنة والصوفية ) وقال لـ(السوداني) نعمل على تجميع الولاءات الفكرية المتقاربة في كيان واحد لبناء أحزاب وطنية وانهم مع دمج الولاءت المتقاربة في كيانات سياسية قليلة، مشدداً على أن السودان يمر بأزمة سياسية واضطرابات ادت للاحتقان السياسي وقال إن المبادرة طرحت على اكثر من (50) قياديا اسلاميا للتفاكر حولها وقال انه مشغولون بأمر السودان أكثر من انشغالهم بأمر الحركة الإسلامية

حراك اسفيري
مبادرة ملتقى التيار الإسلامي بعد خروج تسريبات اجتماعتها للعلن وجدت تفاعلاً منقطع النظير من عضوية الحركة الإسلامية سيما التي كانت تقف على الرصيف طوال السنوات الماضية ولم يتم هيكلتها في اي حزب إسلامي وبحسب توجيهات اجتماعات الملتقى التي عقدت بعطبرة فإن العضوية سيتم وضعها في عدد من قروبات التراسل الفوري للنقاش حول المبادرة قبل انزالها على ارض الواقع

امتعاض القيادات
ثمة غموض يكتنف موقف قيادات الاحزاب الإسلامية من مبادرة ملتقى التيار الإسلامي، لم يجهر حزب أو قيادي برأيه حول المبادرة باستثناء المؤتمر الشعبي الذي وصف المبادرة بالاشواق بالمقابل برزت مواقف من القيادات من المؤمل أن تنجح المبادرة في تجاوزها

المصدر : كوش نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى