منذ إندلاع الثورة السودانية الشعبية العظيمة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق البشير إنبرت قوى الحرية والتغيير وتصدرت المشهد السياسي ومن خلالها تم تشكيل الحكومة الانتقالية والتي شكلتها هذه القوى لأكثر من سنة ولم يتم تغيير أي شيء يذكر في حياة المواطن السوداني البسيط خاصة تلك الشرائح الضعيفة من الفقراء والمساكين الذين لا حول ولا قوة لهم .
تم تشكيل الحكومة للفترة الانتقالية ولكن الحكومة لم تفعل شيئاً ولم تقدم حلولاً للقضايا الكبرى التي تهم المواطن السوداني بل إزداد الأمر سوءاً وضنكاً وضاقت أرض السودان الرحبة بالمواطن جراء الغلاء الفاحش والمضاربات في تجارة العملة والأراضي والعقارات والسيارات من قبل طفيلي السوق وشخصيات متنفذة في السلطة الأمر الذي أدى إلي زيادة التضخم الاقتصادي الكبير الذي بلغ ذروته الآن .
من خلال الوثيقة الدستورية القانون الذي يحكم الفترة الانتقالية قد حددت سقفاً زمنياً لإنجاز السلام الشامل وبالاّ تتجاوز فترة المفاوضات مع قوى الكفاح المسلح فترة ستة أشهر تنتهي بالتوقيع على السلام ولكن تعقدت الأمور وإستمرت مارثونات التفاوض لأكثر من سنة ووقعت الجبهة الثورية بفصائلها على اتفاق السلام النهائي ولا يزال هناك فصائل لم توقع على السلام .
بموجب هذا الاتفاق قدِم الموقعين عليه من حركات الكفاح المسلح الي الخرطوم وبدأوا في حوارات ولقاءات مع قوى الحرية والتغيير لبلورة الرؤى والأفكار حتى يتم تشكيل مجلس التنسيق الأعلى بين الطرفين ولكن سرعان ما دبت الخلافات والصراعات بين الطرفين الأمر الذي جعل قادة الكفاح المسلح يرفضون فكرة تكوين هذا الجسم التنسيقي الذي يقوم بالإشراف على تكوين الحكومة والمجلس التشريعي الانتقالي.
لقد فشلت قوى الحرية والتغيير وفشلت معها الحكومة الانتقالية خلال الفترة الماضية وحتى الآن في تكوين جسم موحد من كل مكونات الشعب السوداني وتنظيماته المختلفة السياسية والعسكرية لقيادة المرحلة الانتقالية المقبلة .
قوى الحرية والتغيير أرادت أن تستنسخ مولوداً جديداً ولد ميتاً ولم تكن هناك بارقة امل في تشكيل حكومة إنتقالية جديدة تلبي طموح الشعب السوداني.
يبدو أنّ المشهد السياسي السوداني إزداد تعقيداً ولربما يحتاج الأمر بقيام إنتخابات مبكرة في غضون الفترة القادمة حتى تفك الاشتباك وحالة الاحتقان السياسي لانّ الحكومة الانتقالية بحاضنتها السياسية الحالية لا تستطيع قيادة دفة العمل السياسي وبالتالي لا تريد لشركائها من حركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام أن تتبنى مساراً جديداً للتحول الانتقالي والاستفادة من أجواء السلام حتى يتم بنائه وينداح برداً وسلاماً على الوطن والمواطن .
الانتباهة