ما بين (بركاوي) البشير وطلب (السيادي) .. حمدوك امام تحدي حسم الانجليز
أثارت تصريحات السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق ردود أفعال واسعة، جعل البعض يطلق معها دعوات لطرده من السودان، فيما تحدثت مصادر عن أكثر من طلب للسيادي لرئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك بطرده. عرفان قال أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بعاصمة جنوب السودان جوبا منقوصا، ولا يمكن تمويل تنفيذه ما لم يكتمل بالتوصل لاتفاق سلام مع الحركة الشعبية شمال جناح عبدالعزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور، وان على الحكومة اذا ارادت دعمًا لتنفيذ اتفاق السلام فإن البعثة الأممية هي الآلية المناسبة لذلك)..ليطرا سؤالا ملحا بتصريحات السفير حول الاستجابة لرؤية السيادي وطرده ام الإبقاء عليه برغبة من رئيس الوزراء؟
منتفذ
ظل السفير البريطاني عرفان صديق منذ تعيينه بالسودان متنفذا بما يشبه الوصي لدرجة اسماه البعض الحاكم العام، وقد هدد وتوعد الحكومة لاكثر من مرة عبر تغريداته دون تطاله المساءلة والاستدعاء من قبل وزارة الخارجية السودانية الا مرة واحدة عقب فض الاعتصام حين غرد على حسابه بتويتر قائلا:( إذا لم تكن هناك حجج قوية بما يكفي لإنهاء العنف في السودان، فإن قتل 19 طفلاً في الأيام التسعة الماضية يجب أن يجعل كل المسؤولين عن العنف المستمر يفكرون طويلًا وصعبًا في تصرفاتهم. نحن بحاجة إلى اتفاق سياسي ووضع حد للعنف الآن). ويرى مراقبون أن تصرفات عرفان تأتي لشعور السفراء البريطانيين بأنهم ما زالوا المستعمرين وأنهم الاقوى (الشعور الاستعماري) رغم مرور سنوات على استقلال السودان، فيما يرى آخرون ثمة علاقة مصالح تربط عرفان برئيس الوزراء تجعله لا يأبه باالاعراف الدبلوماسية.
صعوبة المهمة
وشغل السفير البريطاني عرفان صديق منصب سفير للسودان في العام ٢٠١٨ خلفا للسفير ما يكل آرون، وتنقل في عدة دول، وتعود أصوله إلى قبيلة البشتون، وكان قبل مجيئه السودان سفيرا لدى أذربيجان ونائبا للسفير في دمشق وبغداد كما عمل في البعثات الدبلوماسية البريطانية في واشنطن والقاهرة ونيودلهي، و تمت إعارته لوزارة الخارجية الأميركية كموظف سياسي، وعمل في حلف شمال الأطلسي وفي قسم عمليات السلام في الشرق الأوسط. وبحسب المحلل السياسي الدكتور صلاح الدومة فإنه ليس من حق المجلس السيادي طلب طرد السفير قائلاً إن السيادي ظل يتطفل ويحشر أنفه في اختصاصات لا تعنيه بحد تعبيره.
مكافأته
ويرى الدوامة أنه من حق رئيس الوزارء التحالف مع من يراه مناسبا، وأن تحالفه مع بريطانيا يشكل له حماية من المكون العسكري، الذي اتهمه بخلق الأزمات متحالف مع الدولة العميقة لإفشال الحكومة الانتقالية بحسب قوله. وقال: المكون العسكري يسعى بكل ما أوتي من قوة لإفشال الحكومة الانتقالية، والحكومة من حقها أن تلجأ لكل الأساليب لمواجهة هذا الافشال، وأضاف: من حق رئيس الوزراء كذلك استخدام كل الأساليب لحمايته وحماية الحكومة الانتقالية. ومضى قائلا: ليس هناك عدو للشعب السوداني، أكبر من الذي يقتله ويطبق عليه بالأزمات، ولذلك فإن السفير البريطاني يجب أن مكافاته وليس طرده.
هيبة الدولة
تصريحات عرفان استدعت إلى الأذهان حادثة الرئيس السابق عمر البشير مع السفيرة البريطانية روزاليندا ريسدن التي قام بتوبيخها حين جاءت لوداعه وتناولت الحديث عن الجنوب ومشاكل فقال خلال فعالية بمدينة النيل الأبيض ( جات تودعني ودايرة تديني تعليمات وتوجيهات، لكن صرفت ليها بركاوي صاح وندمتها على اليوم الولدت فيه. السفيرة دي هي الجمعت في باريس ناس المعارضة_ تحالف نداء السودان _ وهي البتديهم التعليمات وتدعمهم)، وأشار حينها إلى أن السودان سبق له طرد السفير البريطاني مرتين من البلاد، مؤكداً بأنه لن يخذل أهل السودان في عزتهم وكرامتهم طالما هو رئيسهم. ويري مراقبون إن النظام السابق ظل يتمتع بهيبة الدولة حتى سقوطه ويعرف كيفية الحفاظ على كرامة الشعب السوداني بعكس الحكومة الانتقالية الان.
الانتباهة