بمليون توقيع.. هل تُسقط «قاوم» مؤامرة التطبيع بين السودان و«إسرائيل»؟
وسط حراك ضبابي داخل المشهد السوداني المعقد، دعت حركات شبابية إلى جمع نحو مليون توقيع رافض للتطبيع بين تل أبيب والخرطوم.
وكان مقرراً أن تنطلق أمس السبت حملة ضخمة رفضًا للتطبيع الذي قامت به الحكومة الانتقالية مع الكيان الإسرائيلي وذلك تحت عنوان “قاوم”.
من وراء الدعوة
وأوضحت “تنسيقية القوى الشعبية لمقاومة التطبيع مع إسرائيل” في السودان أن الحملة تدعم مبدأ اللاءات الثلاث “لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف” بالكيان الإسرائيلي.
وذكرت أن “الحملة تشمل جمع مليون توقيع رافض للتطبيع، وإصدار بيانات دورية، ولقاءات شبابية، وندوات جماهيرية، حول الموضوع”، دون تفاصيل.
وأكد الأمين العام للتنسيقية عثمان البشير الكباشي على “رفض الاعتراف بالاحتلال الصهيوني والتطبيع معه بأي شكل”.
وبين الكباشي أن التنسيقية تعتبر التطبيع “عدوانا صريحا على حق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته أيا كانت مبرراته وسياقاته”.
وشدد على أن “قضية القدس والأرض المحتلة، لا تخص دولة بعينها ولا قومية، إنما هي قضية كل الأحرار في العالم”.
ونبه الكباشي إلى أن قضية القدس والأرض المحتلة هي جبهة عالمية للتحرر والاستقلال والكرامة.
تجاوز الصلاحيات
ووصف الكباشي، قيام الحكومة الانتقالية بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي بـ”التجاوز الصريح لصلاحيات الفترة الانتقالية، وخيانة شعارات الثورة السودانية وتنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة”.
في هذا الغضون، أكد مسؤول سوداني أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن تؤثر على تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، أمس الاول عن مسؤول سوداني رفيع المستوى، قوله إن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل، مضيفاً أن التطبيع بين الطرفين يمثل هدفاً استراتيجياً للسودان نفسه.وبحسب القناة العبرية، فإن المسؤول في القيادة السودانية، أكد على أن حكومة بلاده مصرة على المضي قدماً في طريق التطبيع، وأن المعارضة داخل السودان من جانب بعض الأطراف لن تمنعها من التحرك.
الطيران .. خطوة عملية
في سياق آخر المستجدات، كشفت وسائل الإعلام العبرية، عن موعد أول رحلة تجارية لطائرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي مسجلة فوق سماء السودان، التي أعلنت السلطات الحاكمة فيه عن التطبيع مع الاحتلال.
وذكر موقع “i24” الإسرائيلي، أنه يوم غد، ستنطلق رحلة خاصة من مطار “بن غوريون” الإسرائيلي قرب تل أبيب، إلى عنتيبي بأوغندا، حيث ستمر فوق أجواء السودان”. ونبه بأنها “ستكون أول رحلة تجارية لطائرة إسرائيلية مسجلة فوق سماء السودان. وأضاف: “ستقلع طائرة تابعة لشركة مملوكة من قبل الخطوط الجوية الإسرائيلية “العال” من إسرائيل فارغة، وتعود إلى إسرائيل وعلى متنها 153 مواطنا أوغنديا، لدراسة الزراعة في إسرائيل، بمبادرة من وزارة الخارجية”.
التاريخ يتحدث
وفي أعقاب هزيمة دول عربية أمام الكيان الإسرائيلي في حرب يونيو 1967، استضافت الخرطوم مؤتمر القمة العربية في 29 أغسطس 1967.
وعُرفت هذه القمة باسم “اللاءات الثلاث”، وهي: “لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل”، وباتت الخرطوم تُعرف باسم “عاصمة اللاءات الثلاث”.
وأبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الكونجرس نيته رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ إدراجه فيها عام 1993، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وعقب إعلان التطبيع، أعلنت قوى سياسية سودانية عدة، رفضها القاطع للتطبيع من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.
وفي وقت سابق أعلن وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، وقتها، أن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
ليصبح بذلك البلد العربي الخامس الذي يوافق على تطبيع علاقاته مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
وأعلنت قوى سياسية سودانية عدة رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.
وقوبل تطبيع كل من السودان والإمارات والبحرين برفض شعبي عربي واسع، واعتبره الرافضون خيانة للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية.
السوداني