خطوة مفاجئة للجيش لفك الحصار عن مدينة الفاشر

السودان الجديد ـ أفادت مصادر عسكرية و شهود عيان بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة للجيش و القوة المشتركة للحركات المسلحة إلى مدينة المالحة، التي تقع على بعد 210 كيلومترات شمال شرق الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

و جاءت التعزيزات من مدينة الدبة في الولاية الشمالية، حيث تم رصد تجمعات كبيرة لقوات الدعم السريع في مناطق الصياح ومدو ومو و مليط، مما يشير إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
و أظهرت مقاطع فيديو تم التحقق منها من قبل موقع “دارفور24” وصول سيارات قتالية رباعية الدفع محملة بالجنود من القوة المشتركة إلى الجهة الشرقية من المالحة.
هذه الصور تعكس حجم التحركات العسكرية الجارية، وتسلط الضوء على الاستعدادات المتزايدة من قبل القوات المسلحة في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.

وفي حديثه، أشار شاهد عيان من مدينة المالحة، الذي اختار أن يُعرف باسم “إبراهيم”، إلى أن هذه التعزيزات العسكرية تهدف إلى فك الحصار المفروض على مدينة الفاشر من قبل قوات الدعم السريع منذ مايو الماضي. وأكد أن الوجود العسكري في المدينة بات واضحًا، مع تعزيزات جديدة وانتشار واسع للقوات في جبل عيسى شمال المالحة، مما يعكس حالة من الاستنفار العسكري في المنطقة.

و أفاد مصدر عسكري في الجيش بأن قوات عسكرية قد وصلت إلى إقليم دارفور، حيث تم إرسالها من قبل الجيش بهدف فك الحصار عن مدينة الفاشر و التقدم نحو مدن أخرى في الإقليم.
هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الجيش لتعزيز وجوده العسكري في المنطقة وتحسين الأوضاع الأمنية.

و أوضح المصدر أن هذه القوات، التي وصلت الأسبوع الماضي، كانت مجهزة بكامل عتادها الحربي، وكانت في طريقها إلى مدينة الفاشر بالإضافة إلى مناطق أخرى في الإقليم، مع التركيز بشكل خاص على الفاشر. تأتي هذه التعزيزات في وقت حساس، حيث يسعى الجيش إلى استعادة السيطرة على المناطق المتأثرة بالنزاع.

في سياق متصل، أفاد شهود عيان في مدينة مليط، التي تقع على بعد 65 كيلومترًا شمال الفاشر، بزيادة في تعزيزات قوات الدعم السريع في المدينة، حيث تم نشر القناصة في الجبال الشرقية والجنوبية المحيطة بها.
و أشار أحد الشهود، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن قوات الدعم السريع أرسلت تعزيزات جديدة تتجاوز 60 سيارة قتالية رباعية الدفع، في الوقت الذي يستمر فيه حظر أجهزة الاستارلينك وتقييد حركة السكان في المدينة.

كما أفاد شهود في مناطق مدو و الصياح بحسب صحيفة الأحداث أن قوات الدعم السريع استكملت استعداداتها للتصدي لأي تقدم من الجيش و القوة المشتركة للحركات المسلحة تجاه مدينة مليط في طريقهم إلى الفاشر، كما انتشرت في الجبال المجاورة وأقامت عددًا من المعسكرات كنقاط عسكرية ومنعت حركة المواطنين في تلك المناطق.

و ذكر مصدر من قوات الدعم السريع أن المعلومات المتاحة لديهم تشير إلى أن الجيش، بدعم من القوة المشتركة، يعتزم مهاجمة مدينة الكومة للوصول إلى الفاشر، نظرًا لوجود عدد كبير من قوات الدعم السريع في مناطق الصياح وصحراء شمال دارفور.

و أضاف بأن قوات الدعم السريع أرسلت تعزيزات من نيالا والفاشر و كبكابية إلى بادية الزرق، و مليط، وكتم تحسبًا لأي هجوم محتمل.
و شهدت مناطق حلف، وديقرشي، ومدو، ومو، و الصياح في صحراء شمال دارفور، في يناير الماضي، معارك عنيفة بين القوة المشتركة للحركات المسلحة و قوات الدعم السريع.

السودان الجديد

Exit mobile version