الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية : على حكومة أبوظبي أن تعلم!

السودان الجديد ـ ‏‏حكومة أبوظبي تلعب دورا نقيضا لكل القيم الإنسانية التي ظلت تحشد لها مسلوبي الإرادة والضمير في الداخل و الخارج (وبعضهم من مجموعات الداخل الهارب من العدالة والشعب، هؤلاء أسموا أنفسهم “صمود”، وفي الذاكرة الشعبية الوطنية ما هم إلا رمزية ودلالة بارزة للفشل والجمود وعدم الوفاء بالعهود).
‏حكومة أبوظبي تارةً تتحدث عن دعمها للمتضررين من الحرب التي أشعلت نيرانها في السودان بمد الميليشيات بأحدث الأسلحة و الطائرات، وتغدق عليهم بالأموال، حتى بلغ بها عمق العجز واللا إنسانية، أن تسعى سعيا دؤوبا في أعماق الظلام للوصول إلى غايتها، و ذلك بجلب مرتزقة مأجورين من جنسيات وأعراق مختلفة، بما في ذلك من دول أمريكا الجنوبية. جلبتهم ليقتلوا، وينهبوا، ويغتصبوا، ويهجروا شعب السودان، بعد أن أبادت القوات المسلحة السودانية بفضل الله و من ثم بيد الأبطال، من جلبتهم في وقت سابق من بعض دول الإقليم و الجوار.
‏بالأمس، جمعت حكومة أبوظبي تحت عباءتها حشدا مصنوعا في أديس أبابا بدوافع مريبة عنوانها: “المؤتمر الإنساني لدعم السودان”، و هو دعوة خير أُريد بها باطل، ظاهرها قيم إنسانية نبيلة وباطنها يحمل كل الشر وروح المكر الشيطانية.
‏عادت لتتحدث من جديد عن ضرورة توفير الغذاء والدواء لضحايا الحرب و فعلها اللئيم في السودان.
‏على حكومة أبوظبي أن تعلم أن الشعب السوداني في غنى عن دعمها و لا يقبل محاولات تبيض مواقفها اللا إنسانية، و كل ما يريده هو أن ترفع يديها وتوقف ممارساتها التي تفتقر إلى التعاطف و الرحمة و روح المحبة و الأخوة القديمة، وهذه حقائق باتت واضحة لكل السودانيين، إذ أنها هي من أشعلت حريق الحرب وأدارت الأمور بما يزيد من احتدامها في السودان.
‏على حكومة أبوظبي أن تعلم أن الشعب السوداني يميز بين موقفها الرسمي الداعم للميليشيات وبين مواقف بعض قادتها في الإمارات الأخرى.
كل ما يريده السودانيون هو أن يتوب المتآمرون إلى ربهم، و أن يتركوا الشعب السوداني في حاله، عسى أن يكتب الله له مخرجا من ويلات التدخلات الماكرة اللئيمة التي لا تمت لأي قيمة إنسانية أو أخلاقية أو دينية بصلة.
‏و الله غالب على أمره.

خالد الإعيسر

Exit mobile version