عبد الماجد عبد الحميد : إلى قيادة التيار الإسلامي .. لماذا يحذرنا و يشتمنا البرهان ؟!
![](https://sudannew.com/wp-content/uploads/2024/03/FB_IMG_1711109408248-509x470.jpg)
السودان الجديد ـ آن لقيادة التيار الإسلامي في السودان الخروج من منطقة الراحة و مواجهة التحديات الوجودية التي تستهدف الإسلاميين في السودان و توجيه ضربة قاصمة تهدف لاقتلاعهم و دفنهم تحت الأرض ..
و آن لقيادة التيار الإسلامي في السودان أن تستشعر بحق المخاطر التي تحيط بهذا التيار الوطني الذي أثبتت الأيام أنه يتكئ علي إرث من المكارم والتجارب تجعله قادراً بعون الله علي استشراف المستقبل بقراءة عميقة للواقع وتحدياته ..
بات في حكم المؤكد أن التحدي الحقيقي الذي يواجه التيار الإسلامي والوطني في بلادنا هو الفريق البرهان قائد الجيش والذي درج وبوضوح علي شتم الإسلاميين والعمل علي إبعادهم بالكلية من المشهد السياسي .. النبرة والطريقة الحادة التي وجه بها البرهان رسائله الأخيرة للإسلاميين تكفي دليلاً علي مانقول .. وبذات الصراحة و العلانية والمباشرة التي تحدث بها البرهان عليه أيضاً أن يستمع للصوت القادم من عمق التيار الإسلامي والوطني .. سيدافع هذا التيار عن دينه وأرضه وأعراض أهله دون أن ينتظر إذناً من أحد ..
و سيدافع هذا التيار عن السودان الأرض والتاريخ حتي كنس وتطهير آخر جنجويدي ولن يترك المساحة مرة أخري لكلاب صيد المليشيا وعملاء السفارات للعودة إلي المسرح بالفهلوة والاستغفال والاستهبال السياسي ..
من حق الفريق البرهان أن يحكم السودان ويجلس علي كرسي السلطة .. لكن ليس من حقه أن يستلطف تياراً علي حساب تيار ولا حزباً علي مكان حزب .. ومن حقه أن يسعي لتأسيس وتكوين حاضنة سياسية وفق رؤية وعلاقات ونصائح المستشارين المحيطين به .. لكنه ليس من حقهم ولا حقه أن يكون ذلك بالتحريض علي الإسلاميين و العمل علي تقليم أظافرهم والتقليل من تأثيرهم غير المنكور علي مجريات الأحداث في السودان ..
مايجب أن يعلمه المحيطون بالفريق البرهان من قادة الأحزاب والجماعات والمستشارين وأصدقاء شتات الحرية والتغيير .. مايجب أن يعلمه هؤلاء أن التيار الإسلامي السوداني ليس مجموعة من الدارويش والمغفلين الذين يمكن لك أن تكرر علي مسامعهم من وقت لآخر دروس المراجعة ودعوتهم إلي تنظيم صفوفهم .. علي هؤلاء أن يعلموا أنه ما كان للإسلاميين أن يشاركوا في حرب الكرامة ومواجهة المليشيا وكلاب صيدها إذا لم يكونوا قد راجعوا صفوفهم ليقرروا الوقوف إلي الجانب الصحيح من اللحظة التاريخية التي تعيشها بلادنا اليوم ..
و علي من درجوا علي شتم الإسلاميين والتقليل من شأنهم مرة .. بعد مرة .. عليهم أن يعلموا أن التيار الوطني والإسلامي لا يمتن علي أحد بمشاركة شبابه وشيوخه وفلذات أكباده في معارك الدفاع عن السودان .. ومع هذا عليهم أن يعلموا أيضاً أن هذا الجيل لم يقدم كل هذه التضحيات ليترك المجال مفتوحاً لعودة مليشيا التمرد السياسية إلي كرسي السلطة مرة أخري ..
آن لقيادة الإسلاميين في السودان أن ترتفع لمستوي التحدي الذي يواجه صفنا الداخلي .. آن لهذه القيادة أن ترتب الصف لتقديم وتصعيد وجوه جديدة من شباب التيار الذين أفرزتهم وجمّرتهم معارك حرب الكرامة .. وجوه جديدة بأعمار الثلاثين والأربعين من السنوات .. آن لهم أن يتقدموا .. وآن للقيادة الحالية أن تستريح لتكمل ماتبقي لها من جدل وخلافات حول اللوائح والإجراءات التنظيمية والشُورية الباردة و التي مازادت صفنا إلا تفتتاً وضعفاً !!
عبد الماجد عبد الحميد