ود مدني.. كيف تمت عملية الاقتحام و التحرير؟
السودان الجديد ـ لم يكن أكثر انصار وداعمي مليشيا الدعم السريع الارهابية المتشائمين سيصدق اذا ما اخبروه ان الجيش اجتاح واستلم ود مدني في ساعات قليلة، ولم تصمد المليشيا وانصارها امامه كثيرا بعد ان ادخل الجيش الرعب قبل ايام في قلوبها وقلب كل مليشي موجود في ولاية الجزيرة ،ولعل بدخول الجيش للمدينة يكون قد الغم حجر حتى لمناصري الجيش الذين يتحدثون عن بطء في عمليات الجيش وبط مصاحب في عمليات التحرير للمدن.
فما الذي حدث وجعل المليشيا تنهار بهذه السرعة امام ضربات الجيش و القوات المساندة له من درع السودان و مستنفرين و مشتركة ،و لعل لفهم ما حدث تحتاج للرجوع قليلا للوراء وتنظر لما يحدث في العمليات او تنظر لقيادة الجيش والتي تضع طاولة الرمل أمامها كانها تدير رقعة شطرنج تقوم باي خطة بدراسة ،ولم تصمد عمليات الفزع التي تقوم بها المليشيا وكثافة النيران التي تقوم بها لخوض أي معركة ، و هذا ما انتبه له الجيش مبكرا وقام منذ ذلك التوقيت باستنزاف القوة الصلبة للمليشيا من مركبات قتالية مجهزة بالثنائيات والرباعيات ومن ضرب لمخازن التشوين والسلاح ومن توجيه ضربات موجعة لقيادات المليشيا ابتداء من رأس الحية و قائد المليشيا محمد حمدان دقلو نفسه.
معركة ود مدني:
وبعد حصار محكم لمليشيا الدعم السريع من عدة محاور، نجح الجيش السوداني وحلفاؤه، السبت، في السيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.وكانت المليشيا قد استولت على مدني في منتصف ديسمبر من العام 2023،وارتكبت القوات انتهاكات جسيمة في قرى الولاية الوسطية، ومارست ابشع صنفوف التنكيل بالمواطنين من قتل واغتصاب وتهجير ونهب.
و نشر جنود في الجيش ومقاتلون متحالفون معه مقاطع فيديو تُظهر تواجد القوات في مواقع عديدة في ود مدني، بما في ذلك مقر الفرقة الأولى، و شارع النيل، ومستشفى القلب ، وهي مواقع تقع الى الشرق من المدينة قريبا من جسر حنتوب الذي عبرته قوة كبيرة من درع السودان و الجيش.
و خرج مئات الأهالي من المدينة إلى الناحية الأخرى لجسر حنتوب لاستقبال التعزيزات العسكرية التي تصل إلى ود مدني تباعًا، و ذلك بعد سيطرة القوات على بلدات شرق الجزيرة في وقت سابق من يوم السبت.
وقال الجيش، في تعليق على فيديو نشره يُظهر تواجد جنود أمام مستشفى القلب، إن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تتقدم بثبات في “محور مدينة مدني” وتُكبِّد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة وأفادت قوات درع السودان بتمكن مقاتليها، والجيش، والقوات المشتركة للحركات المسلحة، وهيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة من دخول ود مدني.
وأشارت إلى أنها طوقت محلية أم القرى التي تتمركز فيها قوة الدعم السريع الصلبة، كما استردت مناطق ود الأبيض، والعوضية، وود المهيدي، وحنتوب، قبل الدخول إلى “مدينة ود مدني عنوة واقتدارًا
و لم تُدلِ المليشيا من هول الصدمة، التي يبدو أن قواتها انهارت بعد أكثر من عام على سيطرتها على معظم مناطق ولاية الجزيرة، بأي تعليق حيال اجتياح الجيش وقوات درع السودان بقيادة أبوعاقلة كيكل مدينة ود مدني.
فيد باك:
واربكت تحركات الجيش خلال الاسبوع الماضي مليشيا الدعم السريع بعد تجميد متعمد للعمليات من جانب الجيش ،ففجأة ودون مقدمات اربك الجيش المليشيا بهجوم كاسح من جميع الإتجاهات، حيث سرب معلومات حول تحرك قوات درع السودان تجاه أم القرى، ما دفع المليشيا لسحب عدداً من جنودها و الدفع بهم لمحور أم القرى الشرقي، و صباحاً، تفاجأت المليشيا بالجيوش قادمة عليها من كل إتجاه، فلم تستطع جهة فزع أي جهة، و اختلط عليها حابل المفاجأة بنابل الارتباك، فحدث الإنهيار.
و استفاد محور سنار، بشكل سريع من حالة توهان المليشيا، التي استيقظت صباحاً و وجدت نفسها داخل محيط من الجيوش تزحف لحتفها، و لا تعرف أي محور تفزع، فنجح هذا المحور في تحرير مدينة الحاج عبد الله في معركة استمرت أربعة ساعات كبد خلالها المليشيا خسائر كبيرة في الأرواح و العتاد،و أصبح المحور على مرمى حجر من ود مدني.
أما المحور الغربي فتحركت القوات فجراً من منطقة الشايقاب و سيطرت على منطقة مهلة و الكمر الجعليين،و داهمت مساء أمس المليشيا في كبري بيكة و اقتحمته.
أما المحور الشرقي والذي تأخر كثيرا في التقدم بسبب على تركيز المليشيا عليه ولسرعة مقدرتها خلاله على المناورة والالتفاق فتحرك محور الخياري دون مقدمات بعد تغيير قيادته و سيطر على منطقة راما و من ثم معقل الجنجويد في شرق الجزيرة في الشبارقة بعد مناورة خطيرة قام بها قائد قوات درع السودان أبو عاقلة كيلك و الذي شغل المليشيا في أم القرى ليمكن الجيش من اجتياح الشبارقة و من ثم يحرر لاحقا ام القرى و ود المهيدي و يلتقي بجيش الخياري في منطقة العريباب و من ثم توجهوا صباح السبت صوب ود مدني ليدخلوها منتصرين .
و نفذ الجيش جميع هذه التحركات و أنجز جميع خططه في وقت وجيز نسبياً.
إنزال جوي:
و كشفت مصادر عن انتهاج الجيش لعمليات نوعية قبل دخول مدني حيث قام فجر السبت بعمليات نوعية عبر انزال مظلي وعبر عمليات ادخال للقوات الخاصة عبر زوارق نهرية تولتها القوات البحرية وفرقها الخاصة حيث تم ادخال قوات خاصة عبر شارع النيل ومنها تسللت القوات وقامت بالقضاء على كل القناصة وتحييد كل البنايات العالية و تم القضاء على القناصة وفرق خدمتها الارضية في سرعة عالية و احترافية .
و من ثم توالى دخول الجيوش الـ11 على مدني لتعم الفرحة كل السودان.
تقدم في كل المحاور:
و سارعت القوات المسلحة و الناطق الرسمي للحكومة في التهنئة بالانتصار و قال مكتب الناطق الرسمي للجيش ان القوات تمكنت صباح اليوم في دخول مدني و تعمل على نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة.
و أكد الجيش في البيان انه يتقدم بعزيمة و إصرار في كل المحاور لنظافة دنس المليشيا في البلاد.
تمام كيكل:
و من سخرية القدر أن من قام باسقاط مدني في يد المليشيا هو قائدها حينها أبو عاقلة كيكل و حينها رفع التمام للمليشيا بذلك ،و هو ذات الشخص الذي أسهم في إعادة مدني لحضن الوطن و قام من خلال صورة له برفع التمام من أمام مقر الفرقة الأولى لقائد القوات المسلحة الفريق أول البرهان.
الأحداث