السودان الجديد ـ لم يخلو يوم واحد من جدول زيارتي لبورتسودان التي لم تتجاوز الخمسة ايام من لقاء مهم مع أحد السادة المسؤولين في صف القيادة الأول وكانت فرصة سانحة لطرح أسئلة مهمة خاصة و الفترة الماضيه حملت كثير من علامات الإستفهامات والتعجب وأيضاً الإستنكار
فكان لقائي مع السيد الفريق أول إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة و هو الذي كما قلت له ظل تحت مرمى نيران الطرفين والكثيرون أتهموه في بداية الحرب بالموالاة لحميدتي ثم جاء حميدتي نفسه و أتهمه بأنه وراء محاولة اغتيال عبدالرحيم دقلو …
و أصدقكم القول وليس هناك سبب يجعلني أجامل الرجل أنني شعرت بصدقه الشديد وهو يتحدث عن علاقته بحميدتي أيام أن كان نائباً للسيادي وقال لي أن حميدتي ظل يحمل له كرهاً شديدا لأن حميدتي في الأصل لديه عقدة من المتعلمين و المثقفين وهو الأمر الذي كان يعرفه كل من عمل معه وكانت عقدة نقصه وحساسيته تظهر في الاجتماعات..
الأمر الثاني قال لي أنا لست قريباً لحميدتي و حميدتي دخيل على قبيلتنا و لكن تربطني صله نسب بعصام فضيل وهو أمر لايقدح في وطنيتي ولا انتمائي للجيش
قلت له لماذا لم تكن مع القادة في القيادة العامه؟! قال لي ليس سراً القول أنه قد تمت عملية أخلائي بواسطة الجيش بعد ٨٠يوماً قضيتها بعيداً عن منزلي الذي أقتحمته المليشيا وقرار ذهابي لبورتسودان كان بأمر من الفريق أول البرهان لترتيب أوضاع الحكومة ومخاطبة العالم حتى لايحدث فراغ تنفيذي ودستوري !!
قلت له هل تقرأ مايقال عنك ؟؟
قال لي والله لا اشغل نفسي بذلك وأنا أقوم بعملي وواجبي والقيادة تعرف ذلك وتعرف الدور الذي أقوم به لنتناقش بعدها في مواضيع و ملفات مختلفة عن الحاضر والمستقبل سيأتي اليوم الذي أبوح بها و بتفصيل أكبر
ثم التقيت في هذه الزيارة بالفريق أول أبراهيم مفضل مدير جهاز الامن (والمعجزات) وأنا أعني الكلمة مابين القوسين تماماً و هذه المؤسسة الوطنية أنتفضت كما طاير الفينيق من تحت الرماد لتحلق عالياً وقد تجاوزت كل المحاولات المستميته لهدمها وتشويه سمعتها و أقصاءها وبترها من وجدان السودانيين ليضرب منسوبيها مثالاً رائعا في الوفاء والتجرد ونكران الذات مقدمين أرواحهم رخيصه من أجل الوطن يحدث ذلك بقيادة ألفريق مفضل الذي أعاد بناء هياكل الجهاز في فترة وجيزة جداً مما كان له دور كبير في تشتيت شمل المليشيا و فرتقت صفوفها ورغم ذلك الدور الكبير لم تقف مكتوفة الأيدي أمام واجباتها المجتمعية تجاه المواطن خدمة في كل المجالات وآخرها التحدي الكبير في تأمين أمتحانات الشهادة السودانية من لحظة طباعتها حتي وصولها مراكز الامتحان لتخرج إلى بر الامان …
و طبعاً لم أفوت هذه الفرصة لأسأل الفريق مفضل عن تفاصيل ماحدث منذ اللحظة التي دخل فيها حميدتي مطار مروي حتى اللحظة التي أجلس فيها معه لتكون كل أجاباته أجابات للتاريخ سيأتي اليوم الذي اكتب عنها توثيقاً لهذة الفترة التاريخية المهمة..
و حتى ذلك الوقت اعترف أنني أدركت من حديثي الطويل معه أن هذا الرجل بقدر التحدي وقدر المهمة التاريخية التي يقوم بها..
و الدليل على ذلك أن الجهاز وقف على أقدامه شامخاً يؤمن البلاد من كيد الأعداء والخونه والمأجورين ليكون العين الساهرة والقلب النابض بالحياة..
ثم كان لقائي بالسيد وزير الدفاع يس إبراهيم ويبدو أن قدري في هذه اللقاءات أن أسمع كثير مما هو غير مسموح بنشره الان وأنا أملك الإجابة لسؤال ظل يسأله الكثيرون عن سبب غياب الوزير عن مقدمة المتحركات مع المقاتلين إلتزاماً بقاعدة ليس كل مايعرف يقال ولو إلى حين ..
المهم أنني وجدت الرجل مهموماً جداً بأسر الشهداء والأسرى والجرحى و قال لي أنهم يبذلون وسيبذلون كل ماهو ممكن لخدمتهم لأنهم منحوا الوطن أرواحهم وسنوات عمرهم فداء له..
ثم كان لقائي بالفريق أول خالد حسان مدير عام الشرطة الذي سالته عن سبب غياب الشرطة في الشهور الاولى؟!
قال لي أن طبيعة تسليح الجيوش تختلف عن تسليح الشرطة لذلك المقارنة فيها ظلم للشرطة ورغم ذلك فأن الشرطة دخلت في مواجهات عنيفة مع المليشيا صمدت فيها صمود الأبطال كما حدث في الاحتياطي المركزي الذي عاد للمعركة بعد أن جمع صفوفه ورتب أوضاعه مشاركاً في معركة الكرامة بكل قوة وحسم تدفعه عقيدته القتاليه المعروفة عنه..
و قال لي الفريق حسان أن مؤسسات الشرطه تعرضت لخراب كبيرة لكنهم أستطاعوا إعادتها من جديد على راسها السجل المدني الذي تعمدت المليشيا تخريبه وانهم الان بصدد أفتتاح أربعه مصانع جديدة للجوازات في اربعه ولايات..
و لما كنت أنا من ظللت أسأل السيد المدير منذ لحظة دخولي حتى تأهبي للمغادرة سألني الفريق حسان ماهي ملاحظتك على هذا المبني و يقصد رئاسة الشرطة قلت له مبني جميل واضح أنكم اجتهدتم في أعادة تأهيله ليكون بهذه الصورة المشرفه قال لي لا ليس هذا ما اقصده ؟قلت له بصراحة ليس لدي ملاحظة أخرى !!قال لي هذا المبنى لم نرفع عليه لافته رئاسة الشرطة لأننا عازمون أن نرفعها في المبنى الرئيسي في الخرطوم قريبا بأذن الله… لتكون عبارته هذه جرعة الأمل التي ستكفيني حتى نلتقي في الخرطوم نعيش احتفالات النصر الكبير بأذن الله..
كلمة عزيزة..
من القيادات التي تمنيت لقاءها يدفعني لذلك ما سمعته عنه من كثيرين قريبين ولصيقين بالأحدث الفريق الغالي أمين مجلس السيادة و كيف أن هذا الرجل ديناميكي وفاعل جداً ليكون الدينمو المحرك للمجلس في هذا التوقيت الصعب من تاريخ البلاد وكيف أنه ظل يعمل بتجرد كبير وطاقة تحمل جبارة في أحلك الظروف رغم موجات الهجوم التي شنها بعضهم عليه ولعل الرجل سيأتي اليوم الذي ينصف فيه وهو لايسعى للشو ولا تلميع الإعلام وحقيقة كنت احمل له ايضا كثير من الاسئلة والاستفسارات لكن علمت أنه في رحلة خارج البلاد و لم يكن لي حظ في لقاءه..
كلمة أعز..
العملاء الذين يسوقون لكذبة ما يسمى قانون الوجوه الغريبة عليهم أن يأتوا لبورتسودان ويشاهدوا السودان بكل سحناته ولهجاته منسجماً متناغماً مجتمعاً حول جيشه ثقة وإيمان..
ام وضاح