تحقيقات وتقاريرمواضيع بارزة

تفاصيل جرائم اغتـ،،ـصـ،،ـاب مروعة نفذتها المليشيا بالخرطوم

السودان الجديد ـ الملفات السوداء لمليشيا الدعم السريع المتمردة كثيرة لا تحصى ولا تعد لكن أكثرها سوداوية جرائم الإغتصاب لنساء و فتيات سودانيات منهن قُصر بنات صغار في العمر لم تتجاوز اعمار بعضهن الخمس سنوات.. بالطبع الأمر قد لا يصدقه البعض لكنه للأسف واقع ملموس بشهادة عائلات الضحايا و الشهود.. التحقيق الصحفي الإستقصائي يكشف نماذج للإغتصابات التي إرتكبتها هذه المليشيا بالمدن و القرى التي تحتلها ليست صدفة أو للمتعة فقط بل هي إغتصابات ممنهجة لها أهدافها و مراميها التي يهدف إليها قادة المليشيا.. فهي ليست إغتصابات و كفى بل لها ما بعدها أبرزها مخطط التغيير الديموغرافي لسكان بعض المدن والقرى.

مذبحة بيت المال:

الملف الأسود لجرائم الإغتصاب التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع بمدينة امدرمان حالات كثيرة لكن أكثرها مأساوية إغتصاب عشرات الطالبات الجامعيات اللاتي تم إختطافهن بواسطة المليشيا وحبسهن داخل منزل الزعيم إسماعيل الازهري بحي بيت المال بأمدرمان لشهور طويلة.. شاهدة عيان لتلك الجريمة المُخزية كانت محتجزة ضمن الطالبات الجامعيات لكنها غافلت الجنجويد و نجحت في الهرب من المليشيا لتكشف تفاصيل موجعة و مؤلمة لـ(مذبحة بيت المال).. تروي الطالبة (م) على لسانها ما حدث بقولها:

“بداية هجوم مليشيا الدعم السريع على الخرطوم كنا مجموعة كبيرة من الطالبات نقيم بمدينة على عبد الفاتح الجامعية بامدرمان المواجهه لمستشفى القابلات، وفجأة دخلت مجموعة من جنود المليشيا لحرم المدينة وأصابوا في طريقهم الحرس ثم دخلوا لغرف الطالبات وإختاروا حوالى 20 طالبة كنت واحدة منهن، و لاحظت انهم إختاروا الفتيات البيضاوات اللون و قادوهم تحت تهديد السلاح بعرباتهم القتالية لداخل منزل الزعيم الازهري.. و أغلقوا علينا الغرف من الخارج حتى لا نهرب.. و كنا نسمع حديثهم و ضحكاتهم فعلمنا انهم كانوا يحتسون الخمر، وبعد المغيب دخل علينا عددا منهم و اقتادوا خمسة منا و بعد قليل سمعنا صراخ الفتيات فعلمنا أنهن يتعرضن لعملية إغتصاب من افراد المليشيا، هنا تملكنا الرعب والخوف لعلمنا أن دورنا قادم, بعدها دخل أفراد منهم و إقتادوا 7 فتيات هذه المره و كان مصيرهم كمصير سابقاتهن, وعندما عدن للغرفة كن في حالة يرثى لها من الرعب والخوف والالم، وبعضهن إنتابتهن موجة هيستيريا, لاحظت ان بعض الفتيات تعرضن للضرب وذلك ظاهر من الكدمات على وجوههن وعلمنا منهن انهن قاومن لكن دون جدوى وكنت واحدة منهن، إستمر الوضع بهذه الصورة حتى إكتملت جريمة إغتصاب العشرين فتاة، وفي الأيام التالية تكررت العملية بتبادل الفتيات بمعنى اننا تعرضنا لحالة إغتصاب جماعي.

و بالنهار يجبروننا على طبخ الطعام وغسل ملابسهم والتي كانت رائحتها لا تطاق، وكانوا يجلبون يوميا 3 خراف وبعد ذبحها وسلخها يأمروننا بطهي كل اللحم شية وبقية أجزاء الخروف ــ العفشه و الرؤوس ــ يقومون بقذفها من السور خارج منزل الزعيم.. و في الليل يتكرر مسلسل الإغتصابات الجماعية بعد شربهم للخمر وتعاطيهم المخدرات وتناولهم الشواء.. وكانوا لا يقدمون لنا شيئا منه إلا الفتات و فضلاتهم من العظام والشحم وكنا نتناوله مكرهين فالجوع كافر.. قضيت داخل منزل الزعيم الأزهري حوالي الأسبوع، ومساء أحد الأيام حدث إشتباك بينهم والجيش قرب المنزل فاصيب أفراد المليشيا بالذعر و أخذوا يتبادلون ضرب النار مع الجيش، و غفلوا عن حراستنا فإنتهزت الفرصة و تسللت من المنزل و هربت و سلمت نفسي لأول إرتكاز للجيش و أخبرتهم بما يحدث للطالبات الجامعيات داخل منزل إسماعيل الأزهري.. و الهروب يعد مخاطرة حيث انهم حذرونا ان أي فتاة تفكر و لو تفكير فقط سوف يقومون بقتلها امام زميلاتها، لكن الحمدلله تجرأت و هربت رغم تحذيرهم.. ما حدث لي ولزميلاتي جريمة نكراء أصابتنا بشرخ نفسي قد لا يندمل, و ربنا ينتقم منهم لقد دمروا حياتنا تماما”.

ترحيل قسري:

ما لم تذكره شاهدة العيان ان بعض الفتيات اللائي كن محتجزات داخل منزل الزعيم الأزهري شهورا عددا و بعد إغتصابهن حملن سفاحا من الجنجويد و كل فتاة إكتشفوا أنها حامل تم ترحيلها قسرا لمناطق المليشيا لوضع حملها هناك.. وكما ذكرت إحدى الفتيات التي وضعت حملها بإحدى القرى التابعة للجنجويد بولاية غربية، ان من قام بإغتصابها أخبرها بأنها ستبقى مع أهله بإحدى المناطق حتى تضع حملها و أخذ طفله، وبعدها قال لها سوف يقرر إما قتلها او إطلاق سراحها.. و لقد أطلق سراحها بعد وضعها للجنين ثم عادت بمساعدة شخص شهم من الجنينة إلى امدرمان.

بعض المصادر أفادت ان المليشيا اختطفت مئات الفتيات الصغار من الخرطوم مع بداية الحرب و رحلتهن إلى مناطقهم و إستغلالهن جنسيا تحت مسمى الزواج القسري، و بعضهن تم بيعهن في سوق النخاسة بتشاد.

و ذكر أحد الناشطين في مكافحة العنف الجسدي على المرأة أن المليشيا تستخدم إغتصاب الفتيات كسلاح حرب لإجبار المواطنين مغادرة مدنهم وقراهم لتوطين مرتزقتها، أو كعقاب للمجتمعات الرافضة لوجودهم.. و من أهدافهم ايضا إنجاب الأطفال من الفتيات المختطفات لإلحاقهن فيما بعد بالقبائل التي ينتمي لها عناصر المليشيا.

الأحداث

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى