المقالات

بين الامس و اليوم.. استقلال السودان قوة الإرادة و وحدة الصف الوطني

السودان الجديد ـ فى الحقب السابقة عاشت بلادنا تحت وطأة الاستعمار وعايش الشعب السوداني أحداثا جسيمة وصورا من النضال وفي هذه الفترة لم تفتر عزيمة أبناء السودان وإصرارهم للوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق الاستقلال فوهبوا أرواحهم رخيصة فداءا للوطن وارتوت أرضه بدمائهم الطاهرة حتى تحقق لهم ما أرادوا.

19 ديسمبر ونتاج النضال :

توج الشعب السودانى نضاله بإعلان الاستقلال فى التاسع عشر من ديسمبر في العام 1955م من داخل البرلمان وتمت مطالبة دولتى الحكم الثنائي بالاعتراف بالسودان دولة مستقلة وتمت الموافقة على ذلك من الدولتين وتم الجلاء ورفِع العلم السودانى فى 1 يناير 1956م

و فى التاسع عشر من ديسمبر من كل عام تتجدد ذكرى إعلان استقلال البلاد ومعها تتجدد ذكرى المواقف المشرفة لأبناء السودان الاوفياء لوطنهم فى كل المواقف والمحافل .

و فى هذا اليوم و بهذا الحدث العظيم المتفرد جسد أبناء السودان الخلص كل معانى الوطنية و التضحيات و سطروا بأحرف من ذهب ميلاد وطن الحرية و العزة و الكرامة والسيادة وسلم صناع الاستقلال بعد أحداث هذا اليوم الوطن أمانة لأبناء السودان و أجيالهالمتعاقبة و أوصوا بالمحافظة عليه و على ترابه و حريته و سيادته .

مقتطفات من جلسة البرلمان :

كانت جلسة اعلان الاستقلال فى ذلك اليوم من داخل البرلمان جلسة ساخنة ضمت الجلسة كافة القوى السياسية السودانية وتم الإعلان عن الاستقلال من خلالها ومن داخل البرلمان وكانت الجلسة تحمل الرقم (٤٣) في الدورة الثالثة لأول برلمان سوداني يوم الاثنين الموافق ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م حيث تم تقديم أهم مقترح وهو إعلان الاستقلال من داخل البرلمان الذى تقدم به النائب عبد الرحمن محمد ابراهيم دبكة نائب دائرة نيالا غرب وقدم اقتراحه كالاتي:

(نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فورا وأن إعلان الاستقلال من هذا المجلس طبيعى ومشروع وواجب وطنى مقدس و نأمل أن تسرعا جادين في الاستجابة لهذا النداء الصادر من برلمان الشعب السوداني وتعترفا باستقلالنا الشامل وسيادتنا التامة إننا نريد لبلادنا استقلالا كاملاً نظيفا ليس فيه لأى دولة في العالم نفوذ يخل بكيانه أو تدخل يقلل من حقنا في التصرف في امورنا وفق مصلحة السودان.
إننا نريد لبلادنا في عهد الاستقلال حكما ديمقراطيا يضمن لجميع السودانيين من غير تمييز أو محاباة عدالة اجتماعية و تكافؤ فى الفرص يريد الشعب السودانى حكما نزيها يطمس مفاسد الماضى البغيض ويعمل على بناء أمة موحدة يسودها الاطمئنان ويعمها الرخاء حتى تنعم بثمارها وكفاحها الطويل ) .

الشيخ مشاور جمعة سهل وتثنية المقترح :

ثنى الشيخ شاور المقترح حيث قال :

( أقدر مدى الشرف الذى يناله مقترح إعلان الاستقلال من داخل البرلمان لذلك اثنيه لأنه يمثل هذا الشرف التاريخي لهذه البلاد المجيدة و سيكون حدا فاصلا بين عهد الاستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق الذى يجعل السودان أمة بكل مقوماتها لا تستوحي في شؤونها الداخلية والخارجية إلا مصلحة الشعب وإرادة الأمة وتقيم علاقاتها مع الدول جميعاً على قدم المساواة وأهنيء الشعب السوداني بفجر الحرية الذى يطل اليوم من هذه القاعة ويرسل شعاعه إلى كل ركن من أركان السودان ليبدد الظلام ويملأ البلاد نورا و سلاما و رخاء )

السيد محمد احمد المحجوب وعظمة الشعب السوداني :

تحدث المحجوب قائلا:

( لو كانت مقاعد مجلس النواب موضوعة على الشكل الذى يسمح لنا أن نجلس اليوم في صف واحد حتى تختفى الحدود والتقاسيم الحزبية لما ترددنا في ذلك لحظة واحدة .

أرجو يا سيدى الرئيس أن تسمح لى أن يعلن من هذا المجلس اليوم على العالم أجمع إن السودان قد أصبح دولة مستقلة ذات سيادة كاملة).

زعيم الكتلة البرلمانية _ مبارك زروق :

( يجب ان تقوم دعائم السودان ومنذ اليوم على أسس من الديمقراطية و العدالة وأن نواجه مشاكل المستقبل ونعرف كيف نزن ونقدر الأمور فبناء الأمم ليس بالأمر الهين بأنكار الذات وسلامة المقصد وصدق العزم و نفاذ البصيرة و التعاون نستطيع أن نعوض ما فاتنا حينما كانت مقاليد الأمور يصرفها الأجنبي .
إن عملنا يجب أن يكون لمصلحة الشعب أولا و أخيراً. و أن تحل إرادته المحل الأول وأن يكون همنا العمل على إسعاده ورفع مستواه ومحو الآثار التي خلفها الاستعمار في نفسه وجسده و مجتمعه وأن نعيد له الثقة بنفسه و أن نهيء له الظروف التى يتنفس بها الحرية و فتح أبواب الفرص أمامه و إعطائه الحرية التى يتمتع بها الأحرار فى كل مكان ).

الزعيم إسماعيل الأزهرى و قولته المشهورة :

( اليوم نعلنها داوية ومن داخل البرلمان أن السودان حرا مستقلا بكل حدوده الجغرافية )

و أشرقت شمس الحرية :

أشرقت شمس الحرية على السودان بعد جهود كبيرة وتضحيات ولملمة الصفوف ووحدة الصف للتوجه نحو هدف واحد هو استقلال البلاد .

الحرية نور و نار من أراد نورها فلنكتوي بنارها :

كلمات كانت تتردد دوما تحمل في طياتها قوة دفع عالية لسلك كل السبل المؤدية إلى الاستقلال ومحاربة الاستعمار البغيض .

و اليوم تتجدد ذكرى إشراق شمس الحرية و السيادة الوطنية و السودان يشهد ظروفا استثنائية يخوض فيها الجيش معركة الكرامة لدحر المليشيا المتمردة .

التربية الوطنية و تشابه الأحداث:

هكذا تم إعلان الاستقلال فى وطننا السودان.. والوطن أرض تعني الانتماء لبلد يولد فيه الإنسان ويعيش فيه ويجد الأمن والطمأنينة و المواطن هو من يعمر الأرض بالعمل والإنتاج ويحافظ على استقرارها و وحدتها لذلك لا بد من تنشئة الأبناء على حب الوطن و ترسيخ معاني التربية الوطنية لتعميق الإحساس بالانتماء والولاء الوطني وهذا يحتاج الاهتمام بالتربية الوطنية لنشر الوعي وسط المواطنين بأهمية الحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته واعتبار مصلحة الوطن مصلحة فوق كل المصالح .

و ما بين ١٩٥٥م و٢٠٢٤م تتشابه الأحداث والمواقف في توحد أبناء الوطن للدفاع عن أرضه وعرضه في معركة الكرامة التي تخوضها القوات المسلحة بمساندة القوات النظامية الأخرى و المستنفرين و القوات المشتركة ومن خلفهم الشعب السوداني يردد جيش واحد شعب واحد في لوحة تضامنية تعبر عن حب الوطن والتضحية وتتوالى الانتصارات على المليشيا المتمردة في المحاور المختلفة بعزيمة و اصرار أبنائه لينعم المواطن بالأمن و الاستقرار .

سونا

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى