السودان الجديد ـ في مشهد أثار ضجة واسعة بين السودانيين خلال الساعات الماضية، و فجر موجة شائعات لا حصر لها، ظهر رجل يشبه إلى حد بعيد الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، مشاركا في افتتاح مطار ولائي.
و قد أثار هذا الظهور المفاجئ بلبلة على مواقع التواصل، ليبدأ البعض في التساؤل: هل عاد البشير إلى الساحة السياسية بعد سنوات من الإطاحة به وسجنه؟
فريق متقاعد
إلا أن عمليات التحقق من هوية الرجل، بينت لاحقاً أنه الفريق المتقاعد الهادي بشرى، أحد أبرز الشخصيات في النظام السابق، والذي شغل مناصب دستورية رفيعة خلال فترة حكم البشير. إذ تولى منصب الوالي لعدد من الولايات مثل الشمالية والنيل الأزرق، بالإضافة إلى عدة حقائب وزارية، ما جعله من الأسماء البارزة في الساحة السياسية آنذاك.
لكن الشبه بينه الرجلين أثار ضجة كبيرة، فاقمت القلق المتزايد بشأن تأثير رموز النظام القديم على المشهد السياسي السوداني.
سخرية و قلق
في حين انقسمت ردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعي بين السخرية والقلق. حيث انتشرت التعليقات حول “عودة البشير” بأسلوب يمزج بين المزاح والهواجس من تجدد نفوذ النظام القديم.
كما أعاد هذا الحدث إلى الأذهان المخاوف من استعداد بعض الشخصيات المرتبطة بالعهد السابق قوتها، رغم التغييرات التي طرأت على السلطة بعد الثورة.
أتت هذه الحادثة في وقت يشهد فيه السودان مرحلة من الاضطراب السياسي، وسط تزايد القلق من دور بعض الشخصيات المرتبطة بنظام البشير في إعادة تشكيل المشهد السياسي من خلف الكواليس.
فظهور رموز مثل الفريق الهادي بشرى يثير تساؤلات عميقة حول إمكانية عودتهم إلى الساحة وتأثيرهم على الأوضاع الحالية، خصوصًا في ظل تراجع الاستقرار السياسي وانتشار شائعات عن طموحات غير معلنة قد تضعف مسار الانتقال الديمقراطي.
و رغم نفي عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، الفريق إبراهيم جابر، الشائعات المتعلقة بأداء التحية للرئيس المخلوع عمر البشير خلال افتتاح مطار دنقلا، حيث أكد لموقع “المحقق” أن التحية كانت موجهة للفريق الهادي بشرى، فإن ردود الأفعال لا تزال تثير تساؤلات كبيرة.
كما أكد جابر أن فارق التراتبية بينه وبين الهادي بشرى يفرض عليه احترام الأقدمية العسكرية، وهو أمر يعتبر تقليدًا ثابتًا في المؤسسة العسكرية السودانية.
يشار إلى أن ثورة ديسمبر 2018 أسقطت نظام البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
و في خطوة غير مسبوقة في نوفمبر 2019، تم إقرار قانون “تفكيك نظام الإنقاذ”، الذي قضى بحل حزب المؤتمر الوطني و حذفه من سجل الأحزاب السياسية، مع حل كافة الواجهات و المنظمات التابعة له.
كما نص القانون على مصادرة ممتلكاته وأصوله لصالح الدولة، معلنًا نهاية عصر من السيطرة والهيمنة.
لكن تكرار ظهور شخصيات من النظام السابق على الساحة السياسية، حتى وإن كان بشكل غير مباشر في بعض الأحيان، يثير الريبة من إمكانية تأثيرها المستمر في مجريات الأمور.
و تمثل آخر ظهور في عودة المهندس إبراهيم محمود حامد، القيادي البارز في نظام البشير في أكتوبر الماضي، الذي لقي استقبالًا لافتًا بمطار بورتسودان “العاصمة المؤقتة”، التي وصلها بعد غياب طويل دام أكثر من 13 شهرًا عن البلاد ، مما فسره البعض على أنه مؤشر قوي على استعداد أنصار البشير للعودة إلى الساحة السياسية علنًا.
العربية