السودان الجديد ـ كشف الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي أسرار آخر زيارة لقائد مليسيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، إلى إريتريا قبل شهر واحد من اندلاع الحرب.
و أكد أفورقي، في لقاء مع مجموعة من الصحفيين السودانيين تزور العاصمة الإريترية أسمرا، أن الجيش السوداني يمثل العمود الفقري للدولة، وأن دعمه وانتصاره مهمان لإعادة البناء، مشددا على أن السودان مؤهل بكل المعايير لبناء دولة متقدمة بأفريقيا.
و قال الرئيس الإريتري إن بلاده عزفت عن الدخول في الوساطات لحل الأزمة السودانية، لأن المبادرات تحولت إلى “بازارات” عاجزة عن إنتاج مخرج لحرب لن تحرق السودان وحده بل الإقليم كله، مؤكدا أن السودان يمثل مركزا لاستقرار المنطقة.
و قال أفورقي إن السودان يجب أن يخرج من مستنقع الأجندة الخارجية، وإن أطرافا خارجية تلعب دورا مؤثرا في ما يجري فيه، باعتباره “صراع نفوذ” يستهدف تفكيك السودان وجيشه.
و اعتبر أن بعض دول الجوار التي تعادي السودان “لا تملك قرارها”، محذرا من أن يتحول السودان وشعبه إلى ضحية للأجندة الإقليمية.
وكشف أفورقي حيثيات وتفاصيل آخر زيارة لقائد قوات الدعم السريع إلى إريتريا، وقال إنه سأل حميدتي عن أسباب عدائه للجيش السوداني، لكنه لم يجد منه إجابة مقنعة.
و كان حميدتي زار أسمرا لمدة يوم واحد في 13 مارس 2023 قبل شهر واحد من اندلاع الحرب.
و نقل حميدتي لأفورقي حاجة السودان لاستيراد تكنولوجيا الزراعة من إسرائيل، لكن الرئيس الإريتري رد عليه بأن مشروع الجزيرة كان يعادل 10% من ميزانية بريطانيا، مما يدلل على امتلاك السودان الخبرات الزراعية والقدرة على تطويرها من دون حاجة لأحد.
و تعليقا على الخلافات الراهنة بين القوى السياسية السودانية، قال أفورقي إن “أي إنسان شريف يجب ألا يساهم في تفكيك السودان”، مطالبا السودانيين بجعل الانتقال إلى “بر الأمان أولوية الأولويات”، و ذلك ببناء جبهة موحدة قوية، ثم الاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب، مشيرا أيضا إلى أهمية بناء جبهات سياسية وإعلامية ودبلوماسية لدعم الجيش في معركته.
الطابية