القوات المسلحة تستعد لمعركة مصيرية في ولاية الجزيرة
تستعد القوات المسلحة لمعركة “مصيرية” في ولاية الجزيرة لاستعادتها من الدعم السريع التي سيطرت عليها في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتشير التقارير إلى وقوع انتهاكات واسعة وسط المدنيين على يد هذه القوات.
تقدم الجيش في أم درمان والخرطوم بحري يضعف الدعم السريع في الجزيرة
وقبل أسبوعين زار عضو مجلس السيادة الانتقالي، الفريق إبراهيم جابر مدينة سنار الحدودية مع ولاية الجزيرة، وقال إن القوات جاهزة للمضي قدمًا في خطة استعادة مدن السودان.
وكانت القوات المسلحة دعت المواطنين في بيان في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، إلى تجنب المواقع المستهدفة بواسطة الجيش والتي تتحصن بها “ميليشيا الدعم السريع”.
جاء بيان الجيش عقب مقتل تسعة مواطنين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور الإثنين بسبب غارة جوية نفذها الطيران الحربي في أحياء الوفاق والمصانع والوحدة، وهي نقاط تتجمع فيها قوات الدعم السريع.
وبعد يوم واحد من احتفال المواطنين في شوارع ودمدني عصر يوم 18 كانون الأول/ديسمبر 2023، انهارت الأوضاع الأمنية بشكل متسارع، خاصة في عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ودمدني، وانسحب الجيش من الفرقة العسكرية بشكل مفاجئ، وأقر لاحقًا بتكوين لجنة تحقيق في الأمر.
أدى إنسحاب الجيش من ودمدني إلى سهولة وصول قوات الدعم السريع إلى هناك، والسيطرة الكاملة على المدنية وسط حركة نزوح واسعة طالت ودمدني التي كانت تؤوي نحو (800) ألف نازح.
وكان قائد حركة العدل والمساواة ووزير المالية جبريل إبراهيم توعد بتحرير الجزيرة من الدعم السريع، معلنًا جاهزية قواته التي تلقت تدريبات شرق البلاد للتحرك فورًا.
ويقول الباحث في المجال الأمني والعسكري محمد إسماعيل عبدالله لـ”الترا سودان” إن تقدم الجيش في أم درمان والخرطوم بحري قد يضعف الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وبالتالي قد تكون الخطة “الإجهاز” عليها من محوري شرق وجنوب الولاية.
ولفت إسماعيل إلى أن الدعم السريع رفع درجة الاستعداد في ولاية الجزيرة منذ الشهر الماضي، وقام بتوسيع رقعة الارتكازات داخل مدينة ودمدني، وهي من المدن التي قد تشهد معارك عنيفة حال بداية هذه المعركة لأنها حدودية مع ولايتين تحت سيطرة الجيش هما القضارف وسنار.
المواطنون المحاصرين تحت وابل من نيران قوات الدعم السريع في قرى الجزيرة ومدنها، مع اشتداد الانتهاكات بواسطة هذه القوات، يرمون باللائمة على قادة الجيش وسهولة سيطرة قوات دقلو على أجزاء واسعة من الولاية.
أحمد عبدالجبار الذي غادر منطقة المدينة عرب جنوب الجزيرة، والتي شهدت انتهاكات غير مسبوقة من قوات الدعم السريع، قال لـ”الترا سودان” إن ولاية الجزيرة لم تكن ضمن أولويات الدعم السريع، ووجدت نفسها داخل الولاية في وقت وجيز، ونحن لا ندري ماذا كان يفعل الجيش طيلة هذه الفترة.
Ultra sudan