إثيوبيا تتعلم العربية للتقارب مع مصر والسودان والخليج
أديس أبابا تسعى لتطويق مخلفات أزمة سد النهضة مع مصر والسودان والبحث عن علاقات متكاملة تجعل من إثيوبيا جزءا من تحالف ثلاثي مع البلدين.
العرب اللندنية – دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مواطني بلاده إلى تعلم اللغة العربية، وقال إن عدم تعلم العربية جعلنا نبتعد عن العديد من المواقع، مظهرا اهتماما خاصا بوضع المسلمين ومذكرا بالمشترك التاريخي، في إشارة واضحة تظهر اهتمام إثيوبيا بأن تكون جزءا من محيطها العربي الإسلامي وليس في قطيعة معه.
ودعا آبي أحمد كافة الإثيوبيين إلى تعلم اللغة العربية وإتقانها، وقال إن “اللغة العربية هضم حقها في إثيوبيا، وكانت تعتبر لغة المسلمين فقط، في حين أن المسيحيين في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين يتحدثونها”، معربا عن أسفه لعدم تعلم الإثيوبيين العربية، وأضاف “كان هذا بمثابة الضرر” الذي لحقنا جراء عدم تعلم اللغة العربية.
وتسعى أديس أبابا إلى تطويق مخلفات أزمة سد النهضة مع مصر والسودان، وإعادة ترتيب العلاقة معهما على ضوء المصالح الإستراتيجية لبلاده، والبحث عن علاقات متكاملة تجعل من إثيوبيا جزءا من تحالف ثلاثي مع البلدين.
◙ دعوة آبي أحمد إلى تعلم العربية وإظهاره الاهتمام بالمسلمين الهدف منهما خلق مناخ إيجابي للتعاون العربي – الإثيوبي
وسعت القاهرة إلى توسيع الخلاف الثنائي مع أديس أبابا بشأن سد النهضة ليكون خلافا عربيا – إثيوبيا من خلال حشد الدعم العربي لموقفها، وهو خيار لو نجح كان سيسبب متاعب لإثيوبيا.
ومن الواضح أن أديس أبابا تريد أن تتدارك هذا الموقف بالتلميح إلى رغبتها في أن تكون عضوا أو على الأقل مراقبا بالجامعة العربية.
وقال آبي أحمد “إن لم نكن أعضاء في الجامعة العربية كان يمكن أن نكون مراقبين، ولم نستطيع أن نكون مراقبين في الجامعة العربية وهو ما كان يمكن أن يجعلنا نوضح موقفنا في العديد من الملفات”، داعيا المسلمين إلى لعب دورهم خلال المراحل القادمة بالتعاون مع الحكومة الإثيوبية.
ويعتقد مراقبون أن دعوة آبي أحمد إلى تعلم العربية وإظهار الاهتمام بواقع المسلمين في بلاده الهدف منهما هو خلق مناخ إيجابي يسهّل توسيع دائرة التعاون العربي – الإثيوبي، والأهم هو التهيؤ لاستقبال الاستثمارات الخليجية الواعدة، وخاصة الإماراتية.
وتابع آبي أحمد أن حكومته “منحت المجتمع المسلم أكثر من 120 قطعة أرض لبناء المساجد، لكن هذا الأمر لم يتم على الشكل المطلوب”، وأعرب عن أمله في أن “يقوم المسلمون ببناء أكبر مسجد في إثيوبيا تفتخر به البلاد لكونها أرض الهجرة الأولى ويعكس تنوع جميع مسلمي إثيوبيا بتاريخهم العريق”.
ودعا أحمد مسلمي إثيوبيا إلى “المساهمة في نهضة المجتمع، وتحقيق السلم، والابتعاد عن العصبيات الدينية وتجاوز الانقسامات”، كما ناشد قادة المجتمع المسلم بالقيام بالتوعية “للتخلص من آفة تعاطي نبتة القات، لأنه ليس لها علاقة لا بالإسلام ولا بالثقافة، ومدمرة لصحتهم ومتلفة للمال”.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي “إن تعلم العربية وتدريسها مسألة بالغة الأهمية، وخير مثال على ذلك النجاشي الذي كان يتحدث اللغتين الجعزية والعربية بطلاقة”، كما حث آبي أحمد كافة الإثيوبيين بمختلف ديانتهم على تعلم اللغة العربية “لتوسيع مداركهم وآفاقهم، إذ أنها ستجلب الفوائد الكثيرة لإثيوبيا، وتعزز ترابطها ثقافيا واجتماعيا بالعالم العربي”، مؤكدا “أن ما يجمع إثيوبيا بالعالم العربي أكثر مما يفرقها، وأنه لولا الانفصال التكتوني للبحر الأحمر لكانت إثيوبيا جزءا من العالم العربي”.
صحيفة اليوم التالي