تتقدم وزارة الخارجية بصادق التهاني للأمة السودانية بتحرير مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بأمدرمان العاصمة الوطنية اليوم.
وقالت إن انتزاع مباني الإذاعة والتلفزيون القوميين من المليشيا الإرهابية يأتي تأكيده جديدا على هزيمة مخطط القضاء على الدولة السودانية، وتدمير ممسكات الوحدة الوطنية، إذ أن الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون هي ذاكرة الأمة ورمز لوجدانها الجماعي وثقافتها الوطنية.
كما يأتي تحرير مباني الإذاعة والتلفزيون إستكمالا لاستعادة عدد من المباني ذات الرمزية الوطنية والتاريخية والثقافية، كانت المليشيا الإرهابية قد حولتها لثكنات عسكرية تنطلق منها إعتداءاتها على المدنيين ومؤسسات الدولة. وشمل ذلك بيت الزعيم إسماعيل الأزهري رافع علم الإستقلال، أول رئيس وزراء في العهد الوطني، وبيت رئيس الوزراء الاسبق وإمام طائفة الأنصار الصادق المهدي، وأستادي فريقي الهلال والمريخ، أكبر الأندية الرياضية بالبلاد وممثليها في المنافسات الخارجية، ومبنى رئاسة محافظة امدرمان التاريخي ودار الرياضة بأمدرمان المعلم الرياضي التاريخي، وجامعة الأحفاد للنساء، وعدد من المستشفيات والداخليات الجامعية، بامدرمان.
إن احتلال المليشيا لكل تلك المرافق والمؤسسات المدنية، فضلا عن مئات الآلاف من الدور السكنية المملوكة للمواطنين العاديين، واستخدامها للأغراض الحربية، هو من أكبر انتهاكات القانون الدولي الإنساني، ولإعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع في ١١ مايو ٢٠٢٣ الذي ينص على إخلاء كل الأعيان المدنية ومساكن المواطنين وحرم اعتبار الأعيان المدنية أهدافا عسكرية. ويمثل هذا دليلا آخر على الطبيعة الإرهابية للمليشيا وأنها تشن حربها ضد المواطنين والدولة والمؤسسات الوطنية كافة .
لقد جسدت عملية تحرير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون مهنية وإلتزام قوات الشعب المسلحة السودانية بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الإشتباك المتعارف عليها عالميا. وذلك بما أبدته من حرص على أرواح المدنيين، خاصة من تستخدمهم المليشيا دروعا بشرية، وسلامة الممتلكات العامة والخاصة. إلي جانب منح عناصر المليشيا بمباني الهيئة وقتا كافيا للاستسلام أو الإنسحاب. بيد أن المليشيا المتمردة ومواصلة لنهجها في الخراب والتدمير رفضت كافة طلبات الإنسحاب فكان لزاما على قوات الشعب المسلحة الباسلة القيام بواجبها الوطني لحماية مؤسسات الدولة وتحرير مباني الهيئة وهو ما حققته عنوة وإقتدارا.
وإذ تتقدم القوات المسلحة في جميع المحاور لتحرير الأرض و حماية المدنيين، فإنه ليس امام المليشيا سوى الإنسحاب الكامل من الاعيان المدنية و المرافق الحيويةنن ومساكن المواطنين، وفقا لإعلان جدة للمباديء الإنسانية الذي يمثل الإلتزام الكامل بتنفيذه خطوة ضرورية لوضع نهاية للحرب وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في السلام والحرية والكرامة والديمقراطية.
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠٢٤
وكالة سونا