في الساعات الأولى من صباح اليوم تمكن الجيش من السيطرة على مباني الإذاعة والتلفزيون بشارع النيل في أم درمان، واضعًا خلفه عددًا من الأحياء السكنية التي تشمل “الملازمين” و”بيت المال” و”السوق الرئيسي” و”أبروف” تحت سيطرته الكاملة.
باحث أمني: يمكن للجيش تطبيق نموذج معركة الإذاعة في عدد من المناطق لاستعادتها من الدعم السريع وإنقاذ المدنيين
جاءت سيطرة القوات المسلحة على مباني الإذاعة والتلفزيون بعد سلسلة تحضيرات عسكرية، ووفقًا للخبراء تمثلت في قطع الإمداد عن الدعم السريع بإغلاق المنفذ القادم عبر جسر شمبات، إلى جانب التقدم المتدرج نحو الهدف.
ويرى الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس في حديث لـ”الترا سودان”، أن الجيش نجح في وضع الهدف وتحقيقه خلال شهرين من الهجمات العسكرية، والتي تقدم من خلالها إلى الإذاعة عبر محور بيت المال والملازمين، في الأثناء كان يقوم بإضعاف الدعم السريع في منطقة أم درمان بشكل عام من خلال عمل استخباراتي اختلف كثيرًا عما كان عليه بداية الحرب، ومراقبة الإمدادات التي تصل إليها وقطعها.
وأردف: “خلال الشهر الماضي قامت قوات الدعم السريع بتغيير كبير في القيادات الميدانية التي تسيطر على الإذاعة والتلفزيون، ومع ذلك لم تنجح في الاحتفاظ بالموقع، لأن الجيش كسب المعركة بأسلوب الخلخلة وعدم التعجل في النتيجة، حتى منصاته الإعلامية لم تتعجل في إعلان النتائج على الأرض”.
ويعتقد عباس أن الطائرات المسيرة لعبت دورًا بارزًا في ترجيح كفة الجيش في “معركة الإذاعة”، وهذا يعني أن الجيش يمكنه أن يحقق المزيد من العمليات العسكرية الناجحة، خاصة في مناطق الجزيرة ونيالا والجنينة لوقف الانتهاكات ضد المدنيين، بينما تنفي الدعم السريع هذه الاتهامات وتقول إنها قامت بالدخول في معارك مع العصابات المسلحة التي تروع المواطنين في الجزيرة.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مباني الإذاعة والتلفزيون في شارع النيل بمحلية أم درمان غرب العاصمة، منذ الساعات الأولى من بداية القتال في منتصف نيسان/أبريل 2024.
وأقر مستشار الدعم السريع عمران عبد الله، بخسارة قوات الدعم السريع لـ”معركة الإذاعة” فجر اليوم الثلاثاء الموافق الثاني من رمضان في مدينة أم درمان، متهمًا الجيش بعدم الاستجابة لقرار الهدنة الصادر من مجلس الأمن في التاسع من آذار/مارس الجاري.
يقول الباحث في الشأن الأمني والعسكري عادل إبراهيم لـ”الترا سودان”، إن العامل الذي عزز من تقدم الجيش يتمثل في القوات البرية والمسيرات، لقد كان هذين العنصرين من “أسرار تفوق” الجيش في “معركة الإذاعة”.
وقال إبراهيم إن الجيش أهمل عنصر القوات البرية طيلة السنوات الماضية، لذلك عندما اندلعت الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023، تفوقت الدعم السريع بوجود عامل حاسم لديها، وهي القوات البرية التي تمتلك سرعة المناورة والحركة عبر سيارات الدفع الرباعي “التاتشر”.
مهمة سلاح الطيران في أي معركة هي إضعاف الخصم، بالتالي إتاحة الفرصة للقوات البرية للتقدم، وفي بعض المعارك لصعوبة عمل سلاح الجو يتم الاستعانة بالمسيرات التي تتميز بالمرونة والتحليق فوق مسافات منخفضة، والتصويب والدقة عند تنفيذ الضربات
ويقول إبراهيم إن مهمة سلاح الطيران في أي معركة هي إضعاف الخصم، بالتالي إتاحة الفرصة للقوات البرية للتقدم، وفي بعض المعارك لصعوبة عمل سلاح الجو يتم الاستعانة بالمسيرات التي تتميز بالمرونة والتحليق فوق مسافات منخفضة، والتصويب والدقة عند تنفيذ الضربات.
وقال إبراهيم إن تفوق الجيش في “معركة الإذاعة” يعني سيطرته ميدانيا على المناطق المحيطة بالكامل، وصولًا إلى جسر شمبات من ناحية أم درمان، بالتالي السيطرة على وسط المدينة والتقدم نحو أحياء أمبدة خلال الفترة القادمة.
وأردف: “ستتراجع قوات الدعم السريع إلى أقصى غرب أم درمان لتحمي انتشارها في العاصمة، ومن الواضح أن هجوم الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة منذ 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي جلب لها ضعفا ميدانيا في العاصمة”.
الترا سودان