حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، من تفاقم سوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار في السودان، وقالت إن البلاد تمر بأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”: الحرب الوحشية في السودان تدفع البلاد نحو المجاعة والخسائر الكارثية في الأرواح، وخاصة بين الأطفال
وفي بيان صحفي، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، كاثرين راسل، إن الحرب الوحشية في السودان تدفع البلاد نحو المجاعة والخسائر الكارثية في الأرواح، وخاصة بين الأطفال. وأشارت راسل إلى ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في ظل تفشي الكوليرا والحصبة والملاريا في السودان.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من انتشار الوبائيات في السودان جراء النزوح واللجوء في مناطق مكتظة لا تتوفر فيها إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الصحية الأساسية. ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في نيسان/أبريل من العام الماضي، تفشت العديد من الوبائيات في السودان، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من (10) آلاف حالة كوليرا، وخمسة آلاف حالة حصبة، وحوالي ثمانية آلاف حالة لحمى الضنك، وأكثر من (1.2) مليون حالة سريرية للملاريا.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة “يونيسيف”، إن هناك أدلة على ارتفاع معدلات وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية، وخاصة بين الأطفال النازحين”. ولفتت المديرة التنفيذية إلى أن الفحوصات الجماعية لتغذية الأطفال التي أجرتها اليونيسف وشركاؤها في شباط/فبراير 2024 في ولايتي وسط دارفور والجزيرة، عكست مستويات مثيرة للقلق من الهزال لدى الأطفال. وفي فبراير/شباط، تحققت وزارة الصحة الولائية في غرب دارفور من وفاة 14 طفلاً بسبب سوء التغذية. لقد ماتوا في منازلهم.
وفي كانون الثاني/يناير 2024، كشف تقييم أجرته منظمة أطباء بلا حدود في مخيم زمزم، شمال دارفور، عن وجود سوء تغذية ووفيات أعلى من مستويات الطوارئ. وقالت المنظمة حينها، إن طفلًا واحدًا يموت كل ساعتين في معسكر زمزم للنازحين بسبب سوء التغذية الحاد.
ولفتت كاثرين راسل إلى صعوبة الوصول إلى الأغلبية العظمى من الأطفال الذي يحتاجون إلى دعم غذائي عاجل في السودان، وكشفت عن تواجد أكثر من نصف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد في دارفور والخرطوم وكردفان.
وزادت بالقول: “إن المجتمعات على حافة المجاعة لأننا ممنوعون من الوصول إلى العديد من الأطفال والنساء والأسر المحتاجة. هذا غير مقبول. ويجب علينا أن نعمل الآن على توسيع نطاق العمل على نطاق واسع لتحديد الأطفال والنساء المعرضين للخطر، وتزويدهم بالتغذية والرعاية المنقذة للحياة، بما في ذلك إمدادات التغذية الأساسية واللقاحات والمياه الصالحة للشرب”.
وطالبت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، أطراف النزاع في السودان بالعمل على تمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق. وزادت بالقول: “نحتاج أيضًا إلى أن تعمل شبكات الاتصالات بشكل صحيح من أجل تحديد وإحالة الأطفال المعرضين للخطر، ولكي يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من توصيل الاحتياجات العاجلة”.
وناشدت راسل المجتمع الدولي لتعبئة ضخمة للموارد بحلول نهاية آذار/مارس الجاري، وذلك “حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من الحصول على الإمدادات والقدرات على الأرض، في الوقت المناسب، للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة”.
وأوضحت أن يونيسف وحدها تحتاج بشكل عاجل إلى (240) مليون دولار أمريكي لاستجابتها للوقاية من المجاعة.
الترا سودان