ما بين مصر والسودان.. انطلاق فعاليات النسخة الثالثة لمهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل
بدأت الفعاليات والمهرجانات الفنية السودانية؛ البحث عن إنطلاقه جديدة من قلب العاصمة المصرية القاهرة بعد أن تسببت الحرب التي تدور رحاها منذ حوالي 10 شهور في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع وراح ضحيتها آلاف السودانيين ولجوء ونزوح الملايين من أبناء الشعب السوداني. حيث توقفت جميع الأنشطة الفنية عقب فرار آلاف الفنانين السودانيين للبحث عن مأوي آمن بعيدا عن تلك الحرب وويلاتها، في حين استقر عدد كبير منهم في القاهرة.
وبدأ فنانون سودانيون استقروا في مصر في محاولة إحياء الأنشطة الفنية التي اعتادوا عليها في السودان، وبدأ عدد كبير منهم تنظيم منتديات فنية وثقافية في المناطق التي تشهد تواجد أعداد كبيرة من السودانيين بها، وفي هذا الإطار إستقرت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل على تنظيم الدورة الثالثة من المهرجان ما بين مصر والسودان.
ويقول طارق خندقاوي رئيس النسخة الثالثة لمهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل للعام 2023 في تصريحات خاصة لـ “أفرو نيوز 24”: أن مهرجان الخرطوم لسينما الموبايل انطلقت فعالياته العام 2014 وبسبب الأحداث التي شهدها السودان والأوضاع الاقتصادية الصعبة توقفت دورات المهرجان إلى أن عاد من جديد العام 2021 وتمت تسميته بـمهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل.
وأضاف: “نسبة لظروف اندلاع الحرب لم تعقد دورات جديدة، وتم الاستقرار على عقد فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان في 15 إبريل المقبل ما بين مصر والسودان”.
وأوضح خندقاوي ان اختيار القاهرة لعقد الدورة الجديدة للمهرجان جاء نظرا لوجود جالية سودانية كبيرة في مصر، كما أن مصر معروف عنها أنها بلد الفن والفنانين. وقال: “المهرجان بالنسبة لنا حدث عالمي وليس محلي وإقليمي فقط”.
ونوه رئيس مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل إلى أن الفعاليات التي سيتم تنظيمها في السودان ستعقد في المناطق الآمنه التي لا تشهد مشاكل أمنية.
وكشف المخرج السوداني طارق خندقاوي عن أنه تم الاستقرار علي اختيار مصر الدولة ضيف شرف المهرجان. وقال: “يتم حاليا الانتهاء من كافة الترتيبات الخاصة بالمهرجان، وسيتم خلال الفترة القليلة المقبلة الإعلان عن كافة الأمور المتعلقة بالمهرجان في مؤتمر صحفي عالمي”.
وأضاف: “سيتم الاعلان خلال هذا المؤتمر عن فتح باب الاشتراك بالنسبة للافلام المشاركة في المؤتمر وكافة التفاصيل المتعلقة بورش العمل والندوات التي ستعقد على هامش المهرجان”.
وأوضح خندقاوي أنه سيتم خلال المهرجان تكريم عدد من الفنانين السودانيين والمصريين الذين أثروا الفن السوداني والمصري. مشيرا إلى أنه سيتم تكريم الفنان المصري الراحل إبراهيم فرج والمخرج والمنتج السوداني الراحل عبد الرحمن محمد عبد الرحمن.
وفي رده علي سؤال حول الدوار الذي يمكن أن يلعبه الفن والفنانين السودانيين في محاولات وقف الحرب، قال المخرج السوداني طارق خندقاوي: “نحن كفنانين نحارب بالفن مثلما الصحفي والإعلامي يحارب بالقلم والسينمائي بالكاميرا … الفنان بصفة عامة رسول يقوم بإيصال الرسالة بشكل فني … نحن كفنانين سودانيين رسالتها هي وقف الحرب، فالفنانين دائما هم دعاة سلام فمنهم يتم اختيار سفراء النوايا الحسنة وسفراء السلام”.
وأعتبر ان هناك دور منوط به الفنانين السودانيين وهو تسليط الضوء على ما يحدث في السودان، معربا عن أسفة في هذا الصدد من أن الحرب في السودان لم تأخذ الزخم مثل ما يحدث في دول ومناطق أخرى من العالم.
وفي تعريفه لأهمية سينما الموبايل، يقول رئيس مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل طارق خندقاوي أنه مع التطور الكبير الذي تشهده صناعة الهواتف المحمولة نشأ نوع جديد من الثقافة أطلق عليه ثقافة الموبايل التي خلقت جيلا جديدا من عشاق السينما الذين اعتبروها باب ذهبي لإنتاج أفلام سينمائية بعيدا عن الميزانيات الضخمة والانتاج الضخم الذي يتطلبه انتاج الأفلام السينمائية العادية.
ونوه إلى أن سينما الموبايل بدأت تحظى باهتمام كبير ويكون لها جمهورها، لافتا إلى أن مهرجان كان الأخير عرض به أحد أفلام سينما الموبايل.
صحيفة السوداني