فاقم الانخفاض القياسي لدرجات الحرارة من معاناة النازحين واللاجئين السودانيين، بالتزامن مع شكاوى مستمرة من نقص الكساء والغذاء والدواء ووسائل التدفئة، في معسكرات النزوح واللجوء.
ووضعت الحرب المستمرة، منذ أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع، ملايين السودانيين على حافة الموت في أوضاع إنسانية صعبة.
وانخفضت درجات الحرارة في بعض المناطق، إلى 3 درجات مئوية، مع نقص في الأغطية التي تقيهم لسعات البرد القارس وانتشار أمراض الشتاء، خاصة وسط الأطفال.
ويتوزع نحو 7 ملايين نازح في المدن والقرى السودانية الأكثر أمنًا، بينهم 4 ملايين امرأة و3 ملايين طفل، بحسب آخر إحصاء حكومي.
موجة برد قوية
تتعرض مناطق مختلفة من السودان، لما يُعرف بـ”أمشير”، وهي موجة برد قوية بدأت منذ الأسبوع الماضي.
وقال خبير الأرصاد السوداني عوض إبراهي، إن موجة البرد التي تضرب البلاد هي الأقوى منذ 30 عامًا.
مأساة النازحين
ويؤكد نازحون لـ”إرم نيوز”، تسبب هذه الأجواء الاستثنائية في البلاد، بمعاناة لهم ولعائلاتهم في المواقع التي نزحوا إليها.
وقال النازح في أحد المجمعات في ولاية سنار مجاهد حسين، إن “النازحين يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية. ومعاناة النساء والأطفال في المخيم مضاعفة بسبب شدة البرد وأمراض الشتاء”.
وأضاف: “البرد هنا قارس وأطفالي يعانون أشد المعاناة في الحصول على المياه والمراحيض والصحة. أنا حزين لوضعهم هنا مثلما أنا خائف عليهم من المدافع، وقصف الطيران، والرصاص العشوائي”.
وذكر النازح مصعب الحاج، أن “البرد قارس جدًا في الولاية الشمالية هذه الأيام، وتصادف مع ما يعرف محليًا بالزيفة التي تصل فيها درجات الحرارة لمعدلات متدنية جدًا، ما يزيد المعاناة الناجمة عن الأوضاع التي يعيشها السودان ككل من صراع وحرب ضارية”.
ولفت إلى “معاناة الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة من ندرة احتياجاتهم الأساسية”.
وأضاف الحاج، أن استخدام الأخشاب في التدفئة تسبب بانتشار حرائق البيوت في الولاية الشمالية.
والثلاثاء الماضي، قال القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان بيتر غراف، إن الوضع في السودان بمثابة “عاصفة كاملة حيث النظام الصحي لا يعمل بشكل جيد، وبرنامج تحصين الأطفال ينهار، والأمراض المعدية تنتشر”.
وأطلقت منظمات محلية وناشطون حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، لإغاثة النازحين بالغذاء والدواء وإقامة عيادات علاجية متحركة لمواجهة موجات البرد.
لا أغطية في أدري
وأكد المتطوع في معسكرات اللاجئين السودانيين في مدينة أدري التشادية محمد الطيب، “الحاجة الماسة للأغطية وأدوية نزلات البرد والالتهابات.
وقال الطيب، إن “الحاجة ماسة لتقديم المساعدة لنحو مليون لاجئ، رغم تقديم المنظمات الإنسانية للمساعدات الإنسانية”.
وبدوره، قال الناشط والكاتب الصحفي جدو أحمد طلب، إن “أكثر من مليون لاجئ ونازح سوداني أدري، يعانون من أوضاع مأساوية، تزداد صعوبة مع فصل الشتاء”.
وأضاف طلب لـ “إرم نيوز”، أن “منظمات الإغاثة العالمية بتشاد تعمل لتوفير الطعام والدواء لأكثر من 19 معسكرًا يأوي اللاجئين”.
من ناحيته، ذكر والي ولاية غرب دارفور التجاني طاهر كرشوم، أنه “ناقش مع المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين وليم كارتر، ضرورة تقديم المساعدات للولاية والإقليم بشكل عام”.
ودعا كرشوم في حديثه لـ “إرم نيوز”، “اللاجئين السودانيين في تشاد، إلى العودة لغرب دارفور بعد أن فرضت حكومته هيبة القانون”.
وأضاف أن “الأوضاع المأساوية التي يعيشها السودانيون في شرق تشاد دفعت آلاف اللاجئين للعودة في الفترة الماضية”.
إرم نيوز