ارتفاع الطلب على انترنت ستار لينك الفضائي في السودان يقلق شركات الاتصالات
تنمو الطلبات داخل السودان على أجهزة “ستارلنك” في ظل استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات جزئيًا منذ السادس من شباط/فبراير الجاري، وذلك على الرغم عودة شبكة (سوداني) في بعض المناطق.
يتوقع باحث في مجال التكنولوجيا انتشارًا واسعًا لـ”ستارلنك” في السودان لدرجة الاستغناء عن شركات الاتصال إذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل
منذ بداية الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 نيسان/أبريل 2023، تنامى الطلب على أجهزة “ستارلنك” التي تعمل عبر الأقمار الاصطناعية، لا سيما في إقليم دارفور. ومع انقطاع الاتصالات والانترنت منتصف نيسان/أبريل 2023، لم يكن لآلاف المواطنين مفرًا من اللجوء إلى هذه الأجهزة التي تعمل على تقديم خدمة لا تعتمد على الشبكات المحلية.
وعقب انقطاع الإنترنت والمحادثات مطلع هذا الشهر، تصاعد الطلب على أجهزة “ستارلنك”، التي وصلت أسعارها إلى ألفي دولار في بعض المناطق.
في تلك الفيافي الواقعة في أقصى شمال السودان، يستخدم مئات المواطنين هذه الخدمة، وتعد مناطق إنتاج الذهب واحدة من تلك المناطق التي توفر فيها “ستارلنك” الخدمة لآلاف المعدنين للتواصل مع الأقرباء خاصة للتحويلات المالية.
وتداول النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي قرارًا لوزارة الاتصالات من مقرها في بورتسودان يحظر إدخال أجهزة ستارلنك عبر المطارات والمعابر البرية، وذلك بالتزامن مع انقطاع خدمة الإنترنت في مناطق واسعة في السودان حتى هذه اللحظات.
وتسيطر المخاوف على شركات الاتصال من تراجع الطلبات على خدمات الإنترنت لأكثر من (35) مليون شخص يتلقون الخدمة من ثلاثة شركات رئيسية هي “زين” “أم تي أن” و”سوداني”.
ويقول حيدر الذي تواصل مع “الترا سودان” من منطقة تقع غرب مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، إن الاتصالات لم تكن متاحة في وقت مضى عبر شركات الاتصال المحلية، و”لكن الآن يمكنني بث مقاطع فيديو مباشرة من مقر إقامتي”، بحسب تعبيره.
ويضيف: “تدفع شهريًا نحو (120) ألف جنيه سوداني، وهي تعادل (100) دولار أمريكي؛ وإذا استخدم عشرة أشخاص هذه الخدمة وهي بجودة عالية يمكن تقسيم التكلفة عليهم، والتكلفة هنا أقل من تكلفة شركات الاتصال وأكثر جودة”.
وخدمة إنترنت عبر ستارلنك المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك مرتبطة بالأقمار الصناعية، وأنشأتها شركة “سبيس إكس” التابعة لماسك. وصممت هذه الخدمة لتوفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق المحرومة التي لا يصلها نظام خدمات الإنترنت التقليدية.
ونظام ستارلنك مرتبط بآلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، والتي يتم ربطها ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت.
وتقوم الخدمة بتوصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم ربطه بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت.
وتربط هذه الخدمة المناطق المنكوبة ومناطق الحروب بالإنترنت، وحظيت أوكرانيا خلال الحرب الحالية مع روسيا على استفادة كبيرة من هذه الأجهزة. وتتوفر الخدمة لـ(40) دولة في العالم.
ويرجح الباحث في مجال التكنولوجيا مصعب حسين، انتشارًا واسعًا لـ”ستارلنك” في السودان، وتراجع الطلب على الإنترنت التقليدي المقدم من شركات الاتصال العاملة في البلاد لأسباب تتعلق بانخفاض تكلفة ستارلنك مقارنة مع تكلفة خدمة الإنترنت لدى الشركات إلى جانب ارتفاع جودة الخدمة في ستارلنك.
ويرى حسين في حديث مع “الترا سودان”، أن الحظر الحكومي لهذه الأجهزة لن يتمكن من إغلاق منافذ دخولها إلى البلاد، لأن أغلب هذه الأجهزة تورد بصورة غير نظامية.
الترا سودان