تكالبت المحن والمصائب على السودانيين الذين مازالوا عالقين وآخرين موجودين بأمر الظروف بمناطق الحرب في ولايات السودان المختلفة، بعد أن أصبح الجوع أكبر مهدد لهم بسبب موجة الغلاء الطاحنة في أسعار السلع الغذائية بعد شحها وتناقصها في مناطق الحرب وعدم إمكانية وصولها للمواطنين، إلى جانب تعثر وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين بعد إغلاق المنافذ التي كانت تدخل عبرها المساعدات الإنسانية من قبل الدعم السريع.
الأمر الذي جعل الأغلبية يعيشون ويلات الحرب أبرزها الجوع الذي جعلهم ضحية بين فكيه بلا فكاك.
معاناة الجوع
عدد من المواطنين أكدوا لـ (السُّوداني) معاناتهم وأطفالهم مع الجوع من بينهم محمد كامل الذي مايزال يقيم وأسرته بمنطقة العشرة بالخرطوم: “الجوع يحيط بنا بسبب موجه الغلاء الغير طبيعيه وأغلب السلع الموجودة الآن فاسده منتهيه الصلاحيه، لم تصلنا الإغاثة لأنه من المعلوم أن جميع مناطق سيطرة الدعم السريع خارج منظومه الإغاثه وهو أمر فيه ظلم كبير لنا كمواطنين موجودين في هذه المناطق نقتات مما تبقي من طعام وأصبحنا مهددين بالموت بسبب الجوع”.
بليلة وقرقوش
من جانبها تحدثت لـ (السُّوداني) ربة المنزل الحاجة آسيا التي مازالت تقيم بأمدرمان العباسية: (أصبحت وجبتنا الأساسية هي البليلة العدسية التي يوفرها لنا بعد الأشخاص الخيرين وهي نفسها أصبحت متناقصة ما أثر علي صحتي وأولادي ولا خيار آخر لدينا بعد نفاذ كمية العيش الجاف “القرقوش”، يارب تقيف الحرب دي لانه تعبنا خلاص لو ما مُتنا بالدانات حنموت من الجوع).
إنعدام السلع
فيما أكد عدد من المواطنين لـ (السُّوداني)؛ أن إنعدام السلع الغذائية في الخرطوم وأم درمان بسبب الترحيل لأن الوقود أصبح غالي، بجانب سبب آخر وهو سقوط حاضرة ولاية الجزيرة مدني الذي أحدث ربكة كبيرة في ميزان تجارة الحرب لتتوقف السلع التي كانت تأتي من مدني والحصاحيصا بعد إستيلاء الدعم السريع على تلك المناطق، مؤكدين أنهم يقطنون بمنطقة الرميلة بالخرطوم بالقرب من أماكن سيطرة الجيش لذلك يحصلون على بعض الدقيق والزيت ولكن ما يحصلون عليه لا يسد رمق جوعهم.
أزمة متضاعفة
عدد من المواطنين بولاية غرب دارفور أكدوا أن الأزمة لديهم متضاعفه بسبب الإضرابات الأخيرة التي شهدتها المنطقة بين قوات الجيش والدعم السريع ما أدى لنزوح الأغلبية منهن بحثاً عن الأمن والغذاء بعد إحتراق عدد من المتاجر ومخازن الغلال، مشيرين إلى وفاة عدد كبير من الأطفال وكبار السن بسبب الجوع.
إنقاذ الأرواح
ناشد المواطنين بضرورة وصول الإغاثة لجميع مناطق الحرب في السودان لإنقاذ كثير من الأرواح التي أصبحت مهددة بالموت بسبب الجوع، مطالبين بالضغط على طرفي الصراع لحماية وإنسياب السلع التجارية للمدنيين العالقين في مناطق الحرب.
تقارير المنظمات
نشرت عدد من المنظمات الإنسانية تقارير مختلفة حولة أزمة الغذاء في السودان وعدم إمكانية الكثيرين من الحصول عليه من بينها برنامج الغذاء العالمي، أن عبور وكالات الإغاثة لخطوط المواجهة في مناطق الصراع بالسودان بات شبه مستحيل. وأضاف: “نستطيع تقديم المساعدة بانتظام لشخص واحد من كل 10 حالياً في السودان”.
أطباء بلا حدود
وقالت أطباء بلا حدود الفرنسية في بيان حول الأوضاع الكارثية بمخيم زمزم للنازحين، الذي يأوي زهاء 300 إلى 500 ألف نازح، أن معدلات الوفيات وسط الأطفال وصلت إلى 13 حالة في اليوم. وبحسب البيان فإن ما يقرب من ربع الأطفال الذين تم فحصهم يعانون من سوء التغذية الحاد.
منظمة اليونسيف
فيما جاء في بيان اليونسيف الجمعة الماضي أن 700 ألف طفل في السودان عرضة لسوء التغذية الحاد العام الجاري، مع احتمال وفاة عشرات الآلاف.
الكارثة الإنسانية
على ذات الصعيد أطلقت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في إقليم دارفور إنذاراً إنسانياً عاجلاً للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي حول أوضاع نازحي دارفور داخل معسكرات النزوح. وقالت إن الوضع يرتقي لدرجة الكارثة الإنسانية، مشيرة إلى أن عشرات الأطفال والنساء وكبار السن يموتون يوميا بسبب نقص الغذاء.
ونشرت المنسقية صوراً من مخيم كلمة للنازحين بجنوب دارفور، لأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وبعضهم مات جوعاً ومرضاً بعد هروبهم من مجازر ميليشيا الدعم السريع.
صحيفة السوداني