معزولون عن العالم.. الجوع وانقطاع الاتصالات يفاقمان معاناة السودانيين
يعيش سودانيون في عُزلة عن العالم منذ 3 أيام بلياليها؛ بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت بشكل كامل، في آخر تطورات الحرب التي تفتك بالبلد منذ 10 أشهر.
وتسبب انقطاع الإنترنت في توقف التحويلات المالية عبر التطبيقات البنكية، في وقت يعتمد عليها غالب السودانيين في تلقي الأموال من ذويهم بالخارج للبقاء على قيد الحياة بعد أن تعطلت مصادر دخلهم بسبب الحرب وعرقلة طرفي الصراع إيصال المساعدات الإنسانية لهم.
وعبّر سودانيون يعيشون بالخارج لـ”إرم نيوز” عن قلقهم البالغ من انقطاع التواصل مع ذويهم بالداخل لمعرفة أوضاعهم الأمنية والمعيشية.
“الخوف والقلق”، هكذا عبّر مرتضى أحمد وهو صحفي سوداني يعيش في العاصمة الأوغندية كمبالا عن ما يشعر به وهو لا يستطيع التواصل مع أسرته في السودان منذ أيام.
وقال الشاب السوداني لـ”إرم نيوز”، إنه لم يتمكن من التواصل مع أسرته التي تعيش في ولاية غرب كردفان، منذ نحو 10 أيام، بعد أن خرجت عن خدمة الاتصالات والإنترنت، قبل أن تلحق بها كامل مناطق السودان.
وعبّر مرتضى عن خوفه على أسرته التي تعيش في منطقة تشهد اضطرابات أمنية متواصلة، موضحًا أنه “لا يستطيع النوم بسبب التفكير في حالهم وماذا يحدث لهم”.
وأضاف المتحدث بألم: “والدي ووالدتي يعيشان الآن وسط النيران، أتمنى أن أسمع أصواتهما وأنهما بحالة جيدة ولم يصبهما مكروه”.
وأشار مرتضى إلى أنه لا يستطيع أن يُرسل لأسرته الأموال التي اعتاد إرسالها شهريًا، مؤكدا أن أسرته تعتمد عليه في توفير المعيشة: “لا أدري كيف وضعهم المعيشي الآن، هل هم جائعون أم أنهم يستطيعون تدبير أمرهم؟!”.
وأكد أن المنطقة التي تعيش فيها أسرته لا توجد فيها بدائل لتوفير الإنترنت مثل جهاز “ستارلينك” حتى يتمكن من التواصل معهم.
وقد ساهم جهاز “ستارلينك” للإنترنت الفضائي في فك العزلة عن السودانيين بشكل جزئي في مناطق دارفور وكردفان، فيما يغيب عن المناطق التي يسيطر عليها الجيش بسبب حظره.
وقال إدريس عبدالله، سوداني يعيش في العاصمة الكينية نيروبي، إنه منذ 4 أيام لم يتمكن من التواصل مع أسرته التي تقطن ولاية سنار وسط السودان، معربًا عن قلقه الشديد.
وأضاف لـ”إرم نيوز” أنه “يفكر في حال أسرته وأهل منطقته، كيف يكون إذا ما انتقل الصراع العسكري لمناطقهم، بينما الاتصالات مقطوعة عن السودان”.
وحذر صلاح حسن جمعة، الناشط الاجتماعي، الذي يعيش في مدينة جوبا، من أن يتسبب قطع الاتصالات في مفاقمة أزمة السودان الذي يعيش تحت وطأة الجوع، سيما وأن كل من يعيشون بالداخل أصبحوا يعتمدون على التحويلات المالية التي يرسلها ذووهم بالخارج، بعد أن تعطلت مصادر دخلهم بسبب الحرب.
وقال جمعة لـ”إرم نيوز”: “تأزمت الآن الأوضاع لدرجة لا نستطيع فيها الاطمئنان على صحة الأهل، ناهيك عن تحويل المساعدات المالية لهم”.
وشدد على ضرورة الضغط على طرفي الحرب لإعادة الاتصالات والإنترنت للسودان، حتى لا تتفاقم معاناة السودانيين بالداخل، مشيرًا إلى التقارير الأممية التي تحدثت عن تسجيل وفيات بسبب الجوع في السودان، موضحًا أنه لا توجد وسيلة دخل للفئة الغالبة بالداخل.
وكانت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية حذرت من أن استمرار انقطاع الاتصالات والإنترنت قد يفاقم الأزمة الإنسانية المزمنة التي تواجه ملايين السودانيين المستفيدين من خدمات الدعم المالي المباشر المقدم من المتبرعين والمنظمات الدولية لغرف الطوارئ والمبادرات والمنظمات المحلية جراء توقف النظام المصرفي، فضلًا عن زيادة المعاناة لملايين آخرين كنتيجة لتعطل النظام المصرفي والخدمات الحكومية.
وذكرت المجموعة الحقوقية في بيان أن ملايين السودانيين يعيشون معزولين عن العالم تحت وطأة المعاناة بسبب قطع الاتصالات والإنترنت، مشيرًا إلى أن منع الأشخاص من الوصول للإنترنت والفضاء الإلكتروني خطير وآثاره وخيمة على حياة المدنيين.
إرم نيوز