تحذير من موجة نزوح كبيرة باتجاه أوروبا بسبب الصراع في السودان
فيما تستمر المعارك منذ عشرة أشهر ويتسع نطاقها في السودان، يزداد الوضع الإنساني تدهورا. وقد حذرت الأمم المتحدة من انهيار الوضع الإنساني وحدوث موجة نزوح كبيرة باتجاه أوروبا، إذا لم يتحرك العالم ويستجيب للاحتياجات الإنسانية الملحة وتأمين الأموال اللازمة من أجل ذلك.
حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من موجة نزوح كبيرة باتجاه أوروبا، إذ لم يتم تأمين الأموال اللازمة لتخفيف المعاناة في السودان والدول المجاورة له. في حين حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، من زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وحسب الأمم المتحدة فإنه وبعد مرور عشرة أشهر على اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبح نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون شخص، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وقد فر أكثر من 1٫5 مليون شخص عبر حدود السودان إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وأدى اتساع نطاق المعارك ووصولها إلى ولاية الجزيرة، التي تمثل سلة الغذاء في البلاد، إلى نشوء واحدة من أكبر أزمات النزوح والحماية في العالم، فيما يتفشى الجوع، حيث يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد، حسب بيان أصدرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في جنيف يوم الأربعاء (7 شباط/ فبراير 2024).
ووجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداء لتوفير مبلغ إجمالي قدره 4٫1 مليار دولار، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للسكان المدنيين في السودان. ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نداء مشترك مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى تمويل بقيمة 2٫7 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية إلى 14٫7 مليون شخص. وطلبت المفوضية 1٫4 مليار دولار لدعم ما يقرب من 2٫7 مليون في خمس دول مجاورة للسودان في إطار النداء.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث “عشرة شهور من الصراع سلبت شعب السودان كل شيء تقريبا: سلامتهم ومنازلهم وأقواتهم… لكن نداء العام الماضي لم يجمع حتى نصف التمويل المطلوب. وهذا العام، يجب علينا أن نفعل شيئا أفضل بشعور متزايد بضرورة الإسراع في ذلك”.
وقال عريفيث لدبلوماسيين في مقر المنظمة الدولية بجنيف “لا يزال المجتمع الدولي ينسى السودان”. وأضاف أن “هناك نوع معين من القسوة فيما يتعلق بعالم العمل الإنساني وهو التنافس في المعاناة والتنافس بين المناطق: أعاني أكثر منك لذا أحتاج للحصول على المزيد من الاهتمام والمزيد من المال”.
وأعلن غريفيث أن الطرفين المتحاربين، الجيش وقوات الدعم السريع، تمت دعوتهما إلى جنيف لمناقشة كيفية حصول المدنيين على المساعدات. وأضاف أن هناك موافقة من الطرفين من حيث المبدأ ويتبقى العمل على تفاصيل عقد أي اجتماع.
ع.ج (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مهاجر نيوز