تقرير: تزايد حالات اختطاف الفتيات بالتزامن مع سيطرة الدعم السريع على مناطق جديدة
قالت شبكة نساء القرن الأفريقي “صيحة” إن حالات اختطاف الفتيات تزايدت بالتزامن مع سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق جديدة وكشفت عن أساليب جديدة تتبعها هذه القوات للتغطية على جريمة الاختفاء القسري للنساء والفتيات القاصرات.
ونادت صيحة بأهمية توسيع حملة إعادة المفقودات واتخاذ إجراءات سريعة للتصدي لهذ الجريمة وإنهاء ما أسمته “تسعة أشهر من الرعب على النساء”.
وقالت صيحة في أحدث تقرير لها صدر أمس الثلاثاء “لاحظنا حوادث لاختطاف الفتيات القصّر واحتجازهنّ لبضعة أيام في مركبات تتبع للدعم السريع، كما يتم عند اعادتهن إلى أسرهن منح عائلاتهن بضائع من المسروقات وهو في الغالب للتغطية على جرائمهم بحقّ هؤلاء الفتيات”.
وأضاف التقرير أنه في بعض الحالات يتم إجبار العائلات على الانتقال لمنازل خالية في مناطق مختلفة تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وهو على الأغلب لتفادي تتبع الحالات.
وفي ديسمبر الماضي أكد تقرير صادر عن المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري أن 842 مدنيا اختفوا قسريا منهم 48 امرأة وفتاة.
وربطت الشبكة تزايد أعداد المختطفات بسيطرة قوات الدعم على مناطق جديدة واعتبرت أن ذلك يزيد الشواهد على تورط عناصر هذه القوات في ملابسات الخطف، مشيرة إلى ظهور حالات استعباد بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة لنساء وفتيات تم إجبارهنّ على الطبخ وأداء المهام المنزليّة لجنود قوّات الدعم السريع.
واقتحمت قوات الدعم السريع في منتصف ديسمبر الفائت ولاية الجزيرة وسط البلاد على نحو مفاجئ وهو ما عده مراقبون تحولا في الحرب لصالح قوات الدعم السريع يعزز من موقفها في أي مفاوضات مقبلة.
ووصفت صيحة أرقام خطف النساء والفتيات بأنها “مرعبة” ما يستوجب اتخاذ إجراءات سريعة للتصدي لهذه الجريمة ودعت المنظمات والمجتمعات للانضمام لحملة ضد الاختفاء القسري للنساء والفتيات في السودان لزيادة الوعي بهذه الجريمة وبحجمها المروّع والمطالبة بالعدالة والعمل سويا من أجل سلامة الضحايا وعودتهن.
كما حثت الشبكة الناجيات من الاختطاف وعائلاتهن على مشاركة تجاربهم بتسليط الضوء عليها أو المتابعة وفتح بلاغات لدى النيابات المحلية أو التوثيق لدى منظمات حقوق الإنسان والآليات الدولية مع الاحتفاظ بالسرية التامة وشددت على أن التوثيق يدفع باتجاه تغيير حقيقي في هذا الملف.
يذكر أن عدد البلاغات عن حالات الاختطاف والاختفاء القسري لا يعكس حجم الأزمة، لإحجام الضحايا عن التبليغ لعدة اعتبارات من بينها الوصمة وعدم وجود آليات للتبليغ إلى جانب الخوف من الانتقام حيث تساهم هذه الاعتبارات مجتمعة في عزوف العائلات عن التبليغ عن حالة اختفاء أو فقدان النساء والفتيات.
وأفادت صيحة بوجود سوابق لعدّة حالات اختطاف لفتيات قصّر من قبل قوات الدعم السريع من أمام عائلاتهن منها حالة اختطاف الشقيقتين (د) و(أ)، اللتين تبلغان من العمر 15 و13 عاما، إذ تمّ اقتياد الشقيقتين تحت تهديد السلاح من أمام والدتهما في ضاحية الكلاكلة جنوبي الخرطوم بيد عناصر تتبع للدعم السريع.
وقالت صيحة إنه “استجابةً لهذا الوضع المقلق، لنتّحد ضدّ جريمة الاختفاء القسريّ للنساء والفتيات في السودان، فهي جريمة حرب تتطلب تحقيقا دقيقا ومساءلة للجناة”.
وأضافت “يمكننا أن نسعى لمستقبل تكون فيه النساء والفتيات في مأمن من العنف والاختفاء القسري”.
سودان تربيون