اليونسكو تعبر عن قلقها تجاة أنباء بنشاط عسكري في مروي
أعربت منظمة اليونسكو عن بالغ قلقها إزاء التقارير الواردة حديثًا حول نشاط عسكري في جزيرة مروي شمالي البلاد.
وكانت صور متداولة ومصادر صحفية قد كشفت عن توغل قوات الدعم السريع شمالًا وتواجدها داخل الموقع الأثري، حيث دارت معارك بينها والجيش السوداني حول المنطقة، فيما لم ترد أنباء عن حجم الضرر في الموقع الأثري.
المواقع الأثرية في جزيرة مروي هي عبارة عن مناظر طبيعية شبه صحراوية تقع بين نهر النيل ونهر عطبرة، وكانت مركز مملكة كوش من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي.
المعارك الدائرة في السودان، منذ نيسان/أبريل الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت قد انتقلت إلى جزيرة مروي المدرجة على قائمة التراث العالمي، ما دفع “الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية” لإدانة دخول قوات الدعم السريع لموقعي النقعة والمصوّرات الأثري في مروي في أكثر من مرة.
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) دعت في بيان صحفي الأطراف إلى عدم استهداف هذه المواقع أو استخدامها لأغراض عسكرية.
موقع جزيرة مروي الأثري الذي يتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين بالقرب من نهر النيل الذين كانت مملكتهم قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد، ومن الموقع الديني القريب في النقعة ومجمع معبد المصورات الصفراء، كان قد أدرج في قائمة التراث العالمي في عام 2011.
وقالت اليونسكو في بيانها الذي اطلع عليه “الترا سودان” إنها تلقت هذه التقارير عن النشاط العسكري في المنطقة الأثرية، ودعت جميع الأطراف المعنية إلى الامتثال الكامل للقانون الدولي، بما فيه اتفاقية عام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح التي تنص على وجوب عدم استهداف الممتلكات الثقافية أو استخدامها لأغراض عسكرية، وأكدت في بيانها أنها تتابع تطور الوضع عن كثب.
وبثت المنظمة الأممية عبر بيانها نداء لوكالات إنفاذ القانون والأطراف الفاعلة في سوق الفن وجميع المهنيين العاملين في القطاع الثقافي تدعوهم فيه إلى الامتناع عن حيازة ممتلكات ثقافية أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية تلك الممتلكات الثقافية عند وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأنَّ هذه الممتلكات قد سُرقت أو استُملكت بطريقة غير مشروعة أو جرى التنقيب عنها سرًا أو جرى تصديرها بطريقة غير مشروعة من السودان.
وكانت قوات الدعم السريع دخلت الموقع الأثري الذي يقع في ولاية نهر النيل في شمال البلاد مرتين: في 14 كانون الثاني يناير والثالث من نفس الشهر.
موقعا النقعة والمصوّرات يعتبران من أهمّ المواقع التاريخية المسجّلة ضمن قائمة التراث العالمي في السودان، إذ يضمّان تماثيل وآثارًا ومزارات منذ الحقبة المروية (350 ق. م. حتى 350 م).
امدر تايمز