أحزاب ونقابات تندد بالانتهاكات في الخرطوم ومدن أخرى
قالت لجان المقاومة في مدينة أمدرمان أن أحياء الموردة ومحيط الإذاعة القومية شهدت يومي الخميس والجمعة تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار والقصف المدفعي، بينما تتواصل عمليات القصف المدفعي بين قاعدة كرري العسكرية التابعة للجيش وارتكازات تابعة لـ «الدعم السريع» في مدينة بحري.
وفي وقت تتصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، تتواصل نداءات الاستغاثة لحماية المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع.
ويواجه المدنيون العالقون وسط العمليات العسكرية انتهاكات واسعة وعمليات تصفية وتهديداً واعتقالات تستهدف الأهالي داخل الأحياء السكنية والإعلاميين والناشطين السياسيين.
وفي السياق، نددت نقابة الصحافيين بقتل المذيع بقناة النيل الأزرق أحمد يوسف عربي، برصاصة طائشة في مدينة أمدرمان غرب العاصمة الخرطوم، واعتقال قوات الدعم السريع عضو مجلس النقابة عقيل ناعم من منزله بمنطقة الجيلي شمال بحري.
وطالبت النقابة في بيان، أمس الجمعة، قوات الدعم السريع بإطلاق سراح «عقيل» فوراً، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن حياته.
وناشدت كافة المنظمات الإعلامية والحقوقية بالضغط على قوات الدعم السريع لوقف اعتقال المدنيين، مجددة إدانتها للاعتقالات التعسفيّة للإعلاميين والمضايقات التي يتعرضون لها في نقاط التفتيش من طرفي الصراع، خاصة من قبل قوات الجيش.
ولفتت نقابة الصحافيين إلى ضرورة حماية حقوق الإنسان وعدم تعريض المدنيين للخطر، مشيرة إلى الظروف السيئة التي يعيشها الصحافيون السودانيون منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بما يتضمن تهديد حياتهم، والتضييق عليهم أثناء أداء عملهم، وتدمير مؤسساتهم الإعلامية.
وفي سياق الانتهاكات المتواصلة، استنكرت مجموعة «محامو الطوارئ» استهداف الناشطين السياسيين والمدنيين، منددة باعتقال قوة من «الدعم السريع» الناشط السياسي والحزبي عبد الجليل الباشا، في محلية امبدة بأمدرمان حيث اقتادته إلى جهة غير معلومة.
وفي مدينة أمدرمان غرب العاصمة الخرطوم تشتد معاناة الأهالي المحاصرين مع اشتداد وتيرة المعارك.
وقال حزب البعث العربي الاشتراكي أن سكان منطقة العباسية بأمدرمان يواجهون الحصار والتصفية والإخفاء القسري، فضلاً عن انتهاكات واسعة تمارسها الأطراف المتقاتلة في مواجهة المدنيين. مضيفاً: «إن مَن لم يمتْ بيد قوات الدعم السريع مات بسلاح الجيش».
وعلى الرغم من احتدام المعارك المتواصلة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، والتي تتخذ من الأحياء والمناطق السكنية ساحة لها، فإن العديد من المدنيين يتمسكون بالبقاء في منازلهم في ظل أوضاع أمنية وإنسانية بالغة الخطورة. وحذر البعث من أن الأطراف العسكرية تستهدف المدنيين بحجة التخابر مع الجيش أو التعايش مع «الدعم السريع».
وأشار إلى أن أهالي منطقة العباسية بأمدرمان من الذين لم يغادروا منازلهم طيلة أيام الحرب إما لضيق ذات اليد أو إيثارهم البقاء رغم الظروف، ظلوا يواجهون الجوع والمرض والعطش وانقطاع التواصل والتهديد اليومي بالقتل نتيجة الاشتباكات العنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش في محيط سلاح المهندسين التابع للجيش وامتداد شارع الأربعين.
ومع تصاعد وتيرة القتال في مدينة أمدرمان غرب العاصمة الخرطوم، طالبت قوات الدعم السريع المواطنين في مناطق العباسية وبانت والموردة، بمغادرة منازلهم وسط تبادل كثيف لإطلاق النار والقصف المتواصل داخل الأحياء، ما أدى إلى تفرق الأسر ونزوحها تحت القصف مخلفة وراءها كل ما تملك.
في المقابل، تمسكت مجموعة من المواطنين بالبقاء، أغلبهم من كبار السن وصغار التجار «أصحاب المطاعم وبائعو الخضار والرغيف والشاي والطعام» الذين يعتمد عليهم سكان المنطقة في توفير احتياجاتهم اليومية.
وقال مكتب الحزب في مدينة أمدرمان إن «الباعة في ظل سلطة الأمر الواقع كانوا يتعاملون مع أفراد الدعم السريع المسيطرين على المنطقة منذ بداية الحرب بالبيع والشراء»، مشيراً إلى أنباء عن عمليات تصفية وإعدام رمياً بالرصاص أو بالذبح أو الإخفاء القسري لبعض الذين قرروا عدم المغادرة بتهمة التعامل والتخابر لصالح قوات الدعم السريع.
وأدان استهداف المدنيين وتصفيتهم واستغلالهم، مؤكداً حق البقاء لمن يشاء في منزله وعدم التعرض له من أي جهة مسلحة.
وطالب الأطراف المتقاتلة بوقف التصفيات الجسدية والقتل خارج القانون للمدنيين، مشيراً إلى أنه يتحقق من قوائم لضحايا تم إعدامهم رمياً بالرصاص أو ذبحاً، بتهمة عدم الخروج من مساكنهم والتعايش مع قوات الدعم السريع.
وأشار إلى استمرار الحصار على أحياء ود نوباوي وسط وشمال، الأمر الذي يعرض سكانها وممتلكاتهم للخطر، داعياً إلى التضامن مع أهالي أمدرمان القديمة، الذين يعيشون بين مطرقة «الدعم السريع» وسندان الجيش.
وحسب إحصاءات الأمم المتحدة، قتل أكثر من عشرة ملايين سوداني خلال المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي. وتسببت في نزوح نحو 7 ملايين آخرين، في حين تهدد نذر المجاعة أكثر من 25 مليون سوداني، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
القدس العربي