مليون و أكثر من 100 ألف طالب في انتظار الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية

السودان الجديد ـ ما بين انهيار وتدهور العملية التعليمة بتدمير المؤسسات ومؤشر تراكم دفعات المراحل التعليمية والمنتظرين للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، فقد المعلم راتبه في معظم الولايات، إلى جانب اعتقالات طالت المعلمين، بينما باتت عقبات التسرب مستقبلًا تهدد التعليم في السودان جراء الحرب.

المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر  لـ”الجريدة”

* ما يقارب مليون وأكثر من ١٠٠ الف طالب في حالة انتظار الآن للجلوس  لامتحانات الشهادة السودانية
* أكثر من ٥ مليون طفل خارج المدرسة
* تعرضت كل معينات العملية التعليمية من كتاب مدرسي وإجلاس وغيرها إلى تلف
* كتاب الفصل الثالث المتوسط غير موجود وغير متاح حتى الآن
* اعتقال المعلم الطيب محمد أحمد أمس من قبل الاستخبارات العسكرية بولاية النيل الابيض.
* اعتقال المعلم سيف عثمان من قبل قوة تتبع للدعم السريع لأكثر من شهر

غاب التلاميذ عن حجرة الدراسة لأكثر من تسعة أشهر، من بينهم  تلاميذ الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي، إضافة إلى طلاب الصف الثالث الثانوي (الشهادة السودانية)، وتعرضت المرافق التعليمية وكل معينات العملية التعليمية من كتاب مدرسي وإجلاس وغيرها إلى تلف ونهب فضلاً عن تناثر آلآلاف الكتب من المقررات في الشوارع، بذلك ألقت الحرب التي اندلعت في ولايات الخرطوم ودارفور وآخرها ولاية الجزيرة على قطاع التعليم  بظلال سالبة على العملية التعليمية بكل محاورها، التلميذ المعلم والمرافق التعليمية، وفي ظل واقع غير مفهوم ومستقبل معتم قد يكون لكل ذلك أثر كبير على مستقبلهم ومستقبل العملية التعليمية في السودان، وحول ذلك أجرت (الجريدة ) حوار مع المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر فإلى مضابط الحوار :

حوار : فدوى خزرجي

*أثرت الحرب على قطاع التعليم في مناطق الاشتباك سوا في الخرطوم أو دارفور وآخرها ولاية الجزيرة، هل سوف يؤثر ذلك مستقبلاَ على العملية التعليمية في البلاد بشكل عام؟
– بوصف دقيق الواقع سيء والمستقبل معتم غير مضمون النتائج حيث لا تقل مؤسسات التعليم أيضا سوا عن حال المعلم والتلميذ، حيث أصبح عدد كبير من المؤسسات دور لإيواء المواطنين الفارين من جحيم الحرب والقتال في المناطق الملتهبة وهذا يلقي بظلاله بكل تأكيد على هذه المؤسسات، وأُحذر من أنه سوف يتأثر عدد كبير من التلاميذ بالأمية مستقبلاً، لذلك يجب أن لا يتم إرجاع  الطلاب مرة ثانية إلى المرحلة السابقة من البداية، خاصة تلاميذ الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي، وإذا لم تكن ممكنة ومتاحة بالتالي من المتوقع أن ينعكس ذلك على مستقبلهم التعليمي، لجهة أن البعض منهم يكون قد نسوا الآن كيف يمسكوا  بالقلم أو معرفة الحروف والكلمات والأرقام والعمليات الحسابية البسيطة قد يكون تم نسيانها.

*كم يبلغ عدد طلاب الشهادة الثانوية، والأطفال الذين خارج التعليم هذا العام؟
– يبلغ عدد طلاب الشهادة الثانوية ما يقارب مليون وأكثر من ١٠٠ الف طالب في حالة انتظار الآن للجلوس في امتحانات الشهادة السودانية، أضف إلى ذلك ما يقارب ٦٠٠ الف طالب من العام الماضي، وتوجد أيضًا دُفع متراكمة، ودفعة لم تكمل العام الدراسي ودخلت في امتحانات، وربما نجابه بدفعه ثالثة من المفترض أن يكونو في الصف الثالث الثانوي، مما تسبب  في تراكم دفعات الأعوام الدراسية في الصف الأول والثاني الثانوي، وهذا سوف ينعكس عليهم في التسرب، ومن المتوقع أن تزيد  نسبة تسرب الطلاب في المرحلة الثانوية  وأيضا في الصفوف الدنيا من المرحلة الابتدائية والمتوسطة. ونضيف إلى ذلك العدد الكبير من الأطفال الذين هم خارج المدرسة ويبلغ عددهم  أكثر من ٥ مليون، نضيف إليهم  الموجودين داخل المدارس ويبلغ عددهم  ١١ مليون طفل، كل ذلك يشير إلى أنه سوف ستلتحق نسبة كبيرة إلى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المدارس، ونضيف إليها مسألة نزوح أسر هؤلاء الأطفال مما يقضي على مصير هؤلاء الطلاب، وكل ذلك سوف يؤثر مستقبلاَ على العملية التعليمية في البلاد بشكل عام.

على العموم الحرب يمكن أن نصفها بأسوأ أزمة يمر بها التعليم في البلاد منذ إنشاء بداية التعليم النظامي في السودان، حيث أصبح كل الأطفال في سن المدرسة معرضين إلى التسرب ويعانون من البعد في العملية التعليمية في ظل واقع غير مفهوم وغير معروف النتائج، أما وزارة التربية والتعليم لا تحرك ساكناً ولا تملك من الأمر شيئاً.

* ماهي التحديات التي تواجه المعلمين؟
– أثر وتحديات المعلم لا تقل خطورة عن التلاميذ، حيث يوجد من بين المعلمات الأرملة والمطلقة، ومن تعول الأسرة بسبب وفاة الزوج أو مرضه، كل ذلك يعتبر آثار اجتماعية واقتصادية ماثلة بحجب المرتبات، نضيف إلى ذلك مسألة النزوح واللجوء الذي تعرضوا له المعلمين إلى المناطق الآمنة، حيث حجبت المرتبات لأكثر من تسعة أشهر والآن الشهر العاشر، إلا بعض من الولايات، كل ذلك يلقى بظلاله على وضع المعلم الاقتصادي والاجتماعي، مما أجبر بعض المعلمين بأن  يتجهو إلى المهن البديلة (الهاشمية)، ومنهم من إضطر إلى أن يسلك طرق أخرى لكي يستطيع أن يوفي أبسط التزامات حياة أسرته.

*في حال تم اتخاذ قرار استئناف الدراسة بعد إيقاف الحرب هل المؤسسات التعليمية مؤهلة؟
– كافة المؤسسات التعليمية غير مؤهلة لاستقبال الطلاب، حيث تعرضت كل معينات العملية التعليمية من كتاب مدرسي وإجلاس وغيرها إلى تلف، فضلا عن بعض منها أصبح غير موجود في الأساس مثل كتاب الفصل الثالث المتوسط غير متوفر حتى الآن، وهذه المؤسسات ربما تكون تكلفة إجراء صيانتها تقدر تكلفة إنشاء كاملة لهذه المدارس، إذا أردنا استعادة العملية التعليمية، بكل تأكيد مستقبل العملية التعليمية بعد الحرب سوف تواجهه جملة من التحديات منها ماهو متعلق بحكومة الأمر الواقع ومنها ما هو متعلق بطرفي النزاع وهناك واجبات على المجتمع الدولي الإقليمي، لكن إذا تضافرت كل هذه الجهود وفقا لخطة ربما نستطيع أن نلحق بعض الشيء من القصور الذي لحق بالعملية التعليمية برمتها، لذلك أدعو طرفي النزاع بإيقاف هذه الحرب اللعينة التي دمرت كل القطاعات من أهمها قطاع التعليم.

* وأخيراً حدثنا عن تعرض المعلمين لاعتقالات من قبل طرفي النزاع؟
– من الأشياء السيئة جدًا أن المعلم الذي ينشط في المطالبة بحقوق المعلمين ويدعو لإيقاف الحرب، يكون هدف لاستخبارات الدعم السريع أو لاستخبارات الجيش، ويتعرض إلى الاعتقالات بصورة تعسفية من طرفي النزاع، إن كان في مناطق سيطرة الدعم السريع ومتحركاً في حقوق المعلمين وتطالب بإيقاف الحرب ونشط فأنت معرض بأن تتهم بأنك تقف إلى جانب الجيش والعكس صحيح إن كنت في مناطق سيطرة الجيش، فأنت متهم بالتواطوء مع الدعم السريع، هذا هو واقع المعلمين الآن.

تم اعتقال المعلم (الطيب محمد أحمد) أمس من قبل الاستخبارات العسكرية بولاية النيل الأبيض، كما تم اعتقال المعلم سيف عثمان بالمرحلة الثانوية محلية أم بدة من منزله بالحارة الرابعة في يوم السبت الموافق ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣م، من قبل قوة تتبع للدعم السريع وإلى الآن في معتقلاتهم، وهناك اعتقالات شتى للمعلمين تناولها الإعلام في الأشهر الماضية، وأخرى لم يتم التعرف عليها.

على الرغم من ذلك نؤكد نحن في لجنة المعلمين لن نتوقف عن دعم عودة المسار المدني الديمقراطي ولن نتوقف عن المطالبة بحقوق المعلمين والعاملين بالتعليم، ولن نتوقف عن المطالبة بإنهاء هذه الحرب ونقولها بالصوت العالي لا للحرب ونعم للسلام.

الجريدة

Exit mobile version