منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة يكشف عن المزيد من الكوارث الإنسانية التي تطحن شعب السودان

قال مارتن غريفيثس منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، إنّ أمام طرفي النزاع في السودان ثلاثة أشياء للقيام بها على الفور في العام 2024، وهي “حماية المدنيين، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية ووقف القتال”، وذلك لإنهاء المعاناة، وأضاف أن 2023 كان عاماً من المعاناة بالنسبة لشعب السودان.

ودعا المجتمع الدولي – خاصة المؤثرين على طرفي النزاع – اتخاذ “إجراءات حاسمة وفورية” لوقف القتال وحماية العمليات الإنسانية التي تقدم المساعدات إلى ملايين المدنيين”.

ويشهد السودان منذ الخامس عشر من أبريل من العام المنصرم، حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ونبه مارتن إلى أن الحرب التي مضى عليها نحو تسعة أشهر، دفعت بالسودان إلى دوامة تزداد “تدميراً يوماً بعد الآخر”، ما أدى إلى تعمق المعاناة الإنسانية مقابل تقلص وصول المساعدات الإنسانية ويتضاءل الأمل مع توسع النزاع، مشدداً على ضرورة ألا يستمر هذا الوضع.

موضحاً أن الوضع الإنساني أصبح على المحك مع وصول الأعمال العدائية إلى ولاية الجزيرة التي تُوصف بأنها سلة غذاء السودان، والتي نزح منها نحو 500 ألف شخص؛ جرّاء القتال الدائر داخل وحول ود مدني عاصمة الولاية، مشيراً إلى أنها كانت ملاذاً لمن اقتلعتهم الاشتباكات في أماكن أخرى.

وقال المسؤول الأممي إن النزوح الجماعي الحالي يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الانتشار السريع لتفشي الكوليرا في الولاية، حيث أفيد بوجود أكثر من 1800 حالة مشتبه بها هناك حتى الآن.

ولفت في بيان تلقته (السوداني)، إن التقارير التي تصل من ود مدني؛ هي نفس الانتهاكات المروعة التي ميّزت هذه الحرب في البؤر الساخنة الأخرى – في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان.

ونوه إلى “المخاوف الجدية بشأن عدم امتثال طرفي الصراع للقانون الدولي الإنساني”، لافتاً إلى أهمية مدينة ود مدني بوصفها مركزاً لعمليات الإغاثة، وأوضح أن القتال ونهب المستودعات والإمدادات الإنسانية – من قبل قوات الدعم السريع – يمثل ضربة قوية لجهود الأمم المتحدة في تقديم الطعام والمياه والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات الحيوية.

ووفقاً لمنظمات أممية، فإنّ نحو 25 مليون مواطن في أنحاء السودان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في عام 2024، إلّا أنّ تكثيف الأعمال العدائية يمنع الوصول إلى غالبيتهم. وقد توقفت عمليات توصيل المساعدات عبر خطوط النزاع.

وأوضح المسؤول الأممي أن عملية المساعدات عبر الحدود من تشاد لا تزال تمثل شريان حياة لسكان دارفور، لكنه أضاف أن الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات إلى أماكن أخرى معرضة للتهديد بشكل متزايد.

وقال غريفيثس، إن العنف المتصاعد في السودان يعرض أيضاً الاستقرار الإقليمي للخطر، مضيفاً أن الحرب أطلقت العنان لأكبر أزمة نزوح في العالم، إذ شُرِّد نحو 7 ملايين شخص، عَبَر نحو 1.4 مليون منهم إلى دول الجوار التي تستضيف بالفعل أعداداً كبيرة من اللاجئين.

صحيفة السوداني

Exit mobile version