أكد الباحث السياسى السودانى، عثمان ميرغنى، أن سيناريو التقسيم لا يزال شاخصًا في ظل تراجع سيطرة الجيش على المدن والولايات، ولكنه فشل في وصول القوى السياسية والخارجية إلى اتفاق سلام ينهى الحرب ويكف تداعياتها، مؤكدا على أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة «ود مدنى» نقطة تحول فارقة في الأزمة السودانية، وقد تؤدى إلى مزيد من العمليات القتالية من جانب قوات الدعم السريع، في محاولة لاحتلال مزيد من المدن السودانية، خاصة بعد تصريح حميدتى، عبر حسابه على موقع تويتر، حيث تحدث عن حكومة تأسيسية، وهذا يشكل خطرًا على وحدة السودان، ويمهد الطريق لحرب أهلية شاملة بين المجموعات المختلفة في السودان.
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن المقاومة الشعبية سلاح ذو حدين، والطريقة المتبعة حاليا فيها من الحماس العاطفى أكثر من العقلانية، لأن الحروب ليست مجرد حشود مسلحة، بل قوة عسكرية منظمة ومنضبطة تعمل وفق تكتيك عسكرى، لافتا إلى أنه من الأفضل وضع المتطوعين تحت تصرف الجيش مباشرة بلا أي تشكيلات عسكرية خارجية، وعلى الجيش التخطيط للاستفادة من المتطوعين وفق خططه.
وأشار إلى أن هناك مشكلة حقيقية في التعامل بين الدعم السريع والمواطنين في كل المناطق التي سيطرت عليها لارتكابها الكثير من الجرائم ضد الإنسانية، وهو ما رصدته الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الجرائم لن تمكنه من ممارسة إدارة حقيقية للبلاد، لكنها قد تستطيع فرض سطوة عسكرية تجعل من السهولة إمكانية انفجار الأحوال بصورة كاملة، لتصبح ولايات خارج سيطرة الدعم السريع أو الجيش السودانى، وهنا يبدأ سيناريو تجزئة السودان.
المصري اليوم