كوارث متفاقمة.. تفشي الكوليرا والأمراض يدق ناقوس الخطر في السودان
يتعرض السودان الذي مزقه الحرب خلال هذه الفترة إلى خطر تفشي الأمراض على نطاق واسع، في ظل تدمير البنية التحنية الصحية والصرف الصحي وبقاء آلاف الجثث غير المدفونة في الشوارع.
ومع استمرار الحرب في السودان وتمرد ميليشا الدعم السريع في البلاد، فقد حذر مسؤولون في الأمم المتحدة إن القتال في السودان أدى إلى سقوط 24 مليون شخص في كارثة إنسانية، فيما اكد سودانيون ان الخرطوم مليئة بالجثث .
وتسبب الصراع الذي اندلع في 15 أبريل في منع الضحايا وعائلاتهم من الوصول إلى المستشفيات حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية إن 80 % منها خارج الخدمة، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة الذي ادى إلى ترك المشارح في المدينة بدون تبريد، مما أدى إلى تحلل الجثث بسبب الحرارة”على مدار الأشهر الماضية.
تفشي الامراض
بحسب تقديرات الأمم المتحدة، مع تحلل آلاف الجثث في شوارع العاصمة واكتظاظ المشارح بعد ثماني أشهر من الصراع، دق ناقوس الخطر بشأن “خطر تفشي الأمراض على نطاق واسع .
وشهد السودان تفشي وباء الكوليرا بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، وحذر الأطباء من تجدد التهديد نتيجة الحرب.
كما سلط مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أوتشا، الضوء على الكارثة الإنسانية في السودان بسبب تفشي وباء الكوليرا، معرباً عن قلقه ازاء عدم قدرة السكان في السودان على الوصول الآمن الى خدمات الرعايا الصحية .
وأوضح المكتب في تقرير صادر له، أن عدد الحالات المشتبه بها ارتفع بنسبة تتجاوز مئة بالمئة خلال الشهر الماضي، حيث وصلت بلاغات عن حوالي ۸۳۰۰ حالة اشتباه وأكثر من ۲۰۰ وفاة في تسع ولايات حتى ۲۳ ديسمبر الحالي، وفق بيانات محلية وأممية.
واضاف ان الرقم المذكور سالفا يشمل أكثر من 1800 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا في ولاية الجزيرة، خصوصا في ظل نزوح ما لا يقل عن 300 ألف شخص خلال الشهر الجاري.
كوارث إنسانية متفاقمة في البلاد
وفي سياق متصل، كانت قد أوضحت منظمة إنقاذ الطفولة، أن المزيج المروع من الأعداد المتزايدة من الجثث، والنقص الحاد في المياه، وخدمات النظافة والصرف الصحي غير العاملة، ونقص خيارات معالجة المياه، يثير أيضًا مخاوف من تفشي وباء الكوليرا .
وقالت المنظمة غير الحكومية إنه بدون وجود مختبر صحة عامة فعال لإجراء الاختبارات، فإنه من الصعب تقييم ما إذا كان السودان يعاني من تفشي وباء الكوليرا.
وقال بشير كمال الدين حامد، وهو طبيب في المنظمة، إن “عدم القدرة على دفن من ماتوا بطريقة كريمة هو عنصر آخر من معاناة الأسر في الولايات السودانية.
المشهد السوداني